لهنا، اللغز الكبير إلي عقدني هو الحلقوم . ديما موجود في الحوانت. قد ما شديت العسة لا عمري نهار ريت واحد م اللي عندهم حانوت يشري في الحلقوم ولا يهبط فيه . والحانوت ديما فيه بزايد حلقوم ، والعباد ديما تشري . نهار تشجعت وسألت واحد فيهم : « منين ها الحلقوم الكل ؟؟ ».. قالي : « ما ندريش ، هاوينو غادي ، وهاني نبيع فيه و أكهو .. » …
لهنا كل شي مختلف، عالم أخر ، مفاهيم أخرى . الصلاة مثلا . الناس الكل تصلي … وقت إلي تواتي ! ووقت إلي ما فماش بيرة . وغير البيرة والشراب لحمر ما يعتبرو شي حرام . خالي ، مدب ، وشد إمام قبل ، مرة يحكي معايا ، قالي : « اخطاك م الشراب ، حرام ، ربي ما يحبوش ، عليك ب التكروري ، حلال محلل « .. كي شافني بهمت ، قالي : « والله ربي ما قال عليه شي .. صحيح الحاكم ما يحبوش ، مانعو و مسيب الشراب. أما ما تنساش ولدي ، لا كانو الحاكم مولى الحبس ، الجنة مولاها ربي « .. البيرة ولشراب لحمر حرام متاعنا احنا ، حرام عائلي
الكبار لهنا يقولو اللي كل شي بوقتو ، إذا كملت نحيت الزيتون وبعتو ، ولا عثرت وبعت ، تنجم تنده تشرب مرتاح ، سلكت … سينون ، ماذابيك تصلي لوين تسلك . ولهنا ، في شيرة « العمايمية » (آل عمامي ) في المكناسي ، البيرة مكون روحي أساسي للهوية . ما فماش عمامي ما شربش . وجماعة البيرة ما عندهم حتى مشكلة .هو الحق ، الوديان لهنا ما تجي كان متع شراب وشيخة . لهنا كلمة « سوكارجي » ما فيها حتى حكم أخلاقي. هي وصف كيف غيرها م الأوصاف ، كيما تقول أسمر ولا طويل ولا بوهالي . الحاجة الوحيدة اللي ، من عمر معين ، ماذابيك تولي تشرب بالسرقة. لا محالة الناس الكل تبدا فيبالها، أما كي تجي تشرب ، قول إلي هو بالسرقة ، على خاطر عيب ، شايب ، بأولاد أولادك وتشرب .
لهنا برشة حاجات تضيع ، تذوب ، المناصب الاجتماعية ما تعني شي . نفس العيلة تلقى فيها طبيب وبطال وفلاح ورئيس جامعة في الخارج . وأولاد المكناسي ، مهما كبرو وطلع دولارهم ، أول ما يروحو للمكناسي لازم يعملو كيف غيرهم : يسقو الزيتون ويسرحو بالغنم . واحد حضرتلو ، مازال كي روح من كندا ، بعد ما نصبوه نائب رئيس جامعة في مونريال ، أول ما هبط م الكرهبة متاعو، وسلم على اهلو ، خرج ديراكت يسرح ، بالكسوة والهيلمان لكل، كيفو كيف غيرو.وعادي ، هذاك اللازم، هذاك حق المكناسي .
والناس لهنا معاييرها للإحترام ، ما تتبدلش بكرني شيكات. اللي يبدا حاجتو بكلب ، يمشيلو ويقول : « يا كلب ، هات « … ما يحشموش من بعضهم الحشمة الزايدة . كي يتعاركو على زرع ولا أرض ولا بير ، يحكيو مع بعضهم بالواضح : « إنت فكيت هذي ، وغرت على هاذي » « نا حاجتي بيها أكثر منك ، إنت ما عندك ما تا تعمل بيها » ، وديما أحباب ديما أصحاب ، يستحيل تلقى زوز م الناس قاطعين بعضهم على خاطر رزق ولا فلوس . بش زوز يوصلو يقطعو بعضهم ، لازم تكون حكاية فيها كرامة.
مفهوم الكرامة في المكناسي ، يمكن أصعب حاجة تنجم تعرضك في حياتك … ما تنجمش تحصرو ولا تفهمو .. على خاطر نفس العبد ينجم يقبل كف ويتسخسخ ويعديها ، حتى قدام العباد ، وبينو بين روحو … نفس الشخص ينجم يقاطع نفس العبد لوين يموت كان لزم على غزرة ولا تفدليكة .. كيما ساعات ، عركات كبار ، متع سنين ورا سنين ، تتحل بالصدفة ، وسلام ع الطاير.
نسا المكناسي كيف كيف ، حالة خاصة . ما تنجمش تحكي ع المساواة ولا غيرو في المكناسي ، على خاطر تلقى روحك « أور سوجي ». النسا لهنا ، ماهمش أشخاص ، هوما شخصيات . كل مرا تلقاها عندها وزن كبير، كل مرا عندها إسم وشهرة وموجودة في كل شي : الفلاحة العروسات العرك التجارة .في محافل المكناسي وعيشة كل نهار. فاطمة الالمانية ، الحادة، مباركة بنت الحاج الصادق، فاطمة بنت الزاكي .. كل وحدة بحكاياتها وبطلعاتها وبمواقفها … شهيبة، الله يرحمها ، عذراء الريف ، وسطهم الكل، على شيرة … شهيبة توفت مالهاش ياسر ، وعمرها 86 سنة ، حبت على واحد ، و مات قبل ما يعرسو، حلفت لا تعرس بغيرو .. للي توفت ، والتلايلية (فرع م العمايمية) يشاوروها في كل شي، كونها ما عرستش ، ما سببلها حتى قلق، وحد ما ناقشها في قرارها ولا عايرها نهار. كان مجرد تفصيل ما عندو حتى أهمية … في المكناسي، ما فماش لغة « يحكي مع الراجل » كيف تبدا حكاية تعني مرا … ديراكت لحديث مع المرا يصير، في أمور رزق ولا فلاحة … مش عيلة مش زوز، فيها نسا واقفين حديد ، يتحسبلهم 20 ألف حساب … كل واحد مسؤليتو مستقلة على غيرو. كيف الناس لهنا تبدا تخطط ولا تحكي ولا تفعل، عمرهم ما يحطو هذيكة مرا وهذاك راجل. حتى كي ينسبو، يقولو « ولد فلانة » و « ولد فلان » كيف كيف ، ماهيش سبة .
لهنا ، الناس الكل تكره الحاكم . الناس الكل تسب فيه. حتى م العمدة [بوبكر الأول و بوبكر الثاني] وجموع الشعبة. واحد معروف غادي ، تابع الحزب ، كان ديما ما يفلت حتى فرصة بش يهنتل المعتمد والوالي وأي مسؤول يطيح بيه. السيد هذا ما فماش مؤتمر متع الحزب ما شاركش فيه ، وقدم لايحة إنتخابية فيها هو برك . تشيخلو كي يبدا في المؤتمر يسب وينعل ، يمشي لعباد واصلة بالذمة ، يجبد واحد : « إنت فلان ؟؟ » « أيه تفضل » « ما أسقطك ، والله لا تجي راجل ، كذاب ، تخدم لروحك … وين … وين … » وينده ، ينحيلو جد امو الكلبة . السيد هذا ، إخترع كلمة سبيسيال لجموع الحاكم (إلي كان لأخر لحظة في عمرو معاهم )، إلي هي « تفسخة » … ال »ت » ، هي صيغة المستقبل في لهجة المكناسي ، والكلمة معناها : » مشروع عبد بش يولي فسخة » ، فسخة لمشتقة من « فسخ ».
لهنا في المكناسي برشة حاجات تنتفي ، يولي ما عندها حتى معنى ، كيف التفاؤل والتشاؤم . ديجا ولد المدينة عديم الخبرة ديراكت يولي يخمم إلي في ها البلاصة ما فماش مستقبل . وكي يجي يتبع لوجيك العباد إلي لهنا ، يخج ، ويبهم إلي حد ما يجبد ع المستقبل إلي ما فماش . وقد ما يقعد يخمم ما يفهمش . وببهامة يقول إلي الناس ما عندهاش وعي . بينما كان تجبد ع الموضوع لأي واحد ، توة يستغرب أصلاً من فكرة المستقبل فما ولا ما فماش . وهذي روعة المكناسي . إلي هذا يقلك : » حتى نخلط ع الحاضر قبل، نشوفو فما ولا ما فماش » كانك ع الماضي ، لقاولو حل جذري . سمو عايلات بأسامي تشبه الدول الإسلامية . عندك مثلاً العبابسة ، ع الدولة العباسية ، والحساينية ، ع الدولة الحسينية ، والعثامنة ، ع الدولة العثمانية ، والحوامدية ، ع الدولة المحمدية. والباقين إبتكرو لرواحهم دول . على خاطر الماضي ، في المكناسي ، ما يعني شي . لعبة يعديو بيها الوقت كيف يرقد العايش. وم الحاجات إلي نموت عليها لهنا ، إلي عمرك ما تسمع الحنينيات متع وذني : « قبل يا حسرة ، كنا … قبل كانو … يا حسرة يا زمان … » هذي جمل إستحالة تسمعها لهنا على خاطر المكناسي كيما قبل كيما توة ، الدنيا دايرة بالغالط ، ومازلنا نفركسو كيفاش نصلحوها