حين أتابع ما يجري في مصر الآن ، لا أتمالك نفسي عن التساؤل : هل أن ما حصل كان ثورة أم قربانا للجيش؟؟ فالمجلس العسكري، منذ لحظات انتصابه الأولى (و أرجو ألا يفهمني أحد بالغلط) انتصب على حساب المصريين (أرجو الفهم بالغلط هنا) ، مصادرا ما حققوه منصبا نفسه ، لا فقط الوصي و الرقيب على ثورة مازالت تخطو خطاها الأولى ، بل و قاطفا ثمارها. حسب ما تسمح به لي ذاكرتي ، و رغم متابعتي يوميا لما يجري، فإني لا أذكر أن إهداء السلطة المطلقة للجيش أو لمجلس عسكري كان يوما من شعاراتها.قد يكون مرد ذلك مجرد قصر في السمع ، كما حصل للعربية حينها ، على حسب مداخلة عمرو مصطفى (حينها فقط علمت بوجوده) الذي قال و أكد و بكى أن كل الشعب كان يقول « نعم » لبن علي ، أو مبارك لا أذكر. المهم ، ما لاحظته هنا في تونس ، يتشابه كثيرا مع ما ألاحظه في مصر, إذ أن هناك فهما مغلوطا لمفهوم السلطة الإنتقالبة عند من يمارسونها ، فتجدهم يركزون مع جزء السلطة و ما يكتنزه هذا المفهوم من موروث مبارك ، و يتناسون طابعها المؤقت الذي يفترض نوعا من المساحة المعطاة للمواطنين. لكن حال هذا المجلس أعقد، فهو مكون من أعلى ضباط الجيش (رتبة، و ليس أخلاقا أو ذكاء) ، و الثقافة العسكرية تختلف عن الثقافة السياسية التقليدية، فهي قائمة على عبادة المراتب و المعاناة اليومية بين صراخ العريف أو الضابط في الصباح، و نكد الزوجة في المساء.
قد يكون ذلك هو حال مصر الآن مع المجلس : الزوجة اللتي ينتصب عليها (إفهموها كما تريدون) ، و يعتبر مطالبها مجرد نكد ، حتى إن لجت في المطالبة، أدبها شر تأديب
مجرد سؤال : ألم يكن ىهذا خطأ مبارك؟؟؟؟