مرة أخرى يمضي علاء إلى سجن الإيقاف … اختلفت التسميات ، ولم يختلف الطغيان ، ومعه ظل النضال أيضاً لم يختلف .
حز في نفسي أن اقرأ خبر إيقاف علاء ، ثم اشتعلت فخرا حين عرفت أنه رفض أن يحقق معه العساكر . تذكرت لقاءنا في أوائل هذا الشهر ، في ملتقى المدونين . في أحد النقاشات ، انبرى يفسر لنا ثقل حكم العسكر واعلمنا أن قرابة 12 ألف مدني تتم محاكمتهم أمام القضاء العسكري . « احنا مش بنواجه فلول وبس ، احنا لسه بنواجه نفس النظام بوجه جديد. كلنا عرضة للإيقاف من قبل العسكر » إمتد بنا الحوار إلى كافكائية هذا الوضع ، ثم تعقيدات المشهد المصري والتونسي ، ومقارنة الوضع النقابي في البلدين وأحوال العمال والمهمشين . ما شدني في ذلك الشخص ، قدرته على الحديث بهزل عن أبلغ المواضيع جدية (مما يجعل الحوار معه متعة لا تضاهى) … كلما إتجه الحديث إلى المهمشين ، يختفي علاء المدون المناضل ، ليحل مكانه انسان غاضب ، عقد العزم على الإنتماء إلى هؤلاء الناس ، الغلابة ، الزواولية ..
أخذني الفخر بمعرفتي لهذا الرجل ، لأنه مرة أخرى يثبت أن النزاهة لم تختف من العمل الميداني ، أن الإلتصاق بالمبدأ لازال موجودا لدى مناضلي المبادئ . أمام نيابة التحقيق العسكرية ، وقف و ردد ما يدافع عنه كموقف مبدئي : أنا مدني ، ليس لك الحق أن تستجوبني … هذا عدا عن مهزلة التحقيق أصلا ، حيث يستجوب القاتل الضحية. فمن المحرض على العنف ؟؟ جيش مدجج بالسلاح يطلق كلابه السعرانة على من يطالب بحقه في الحياة ، أم ذاك الذي يقف مع الشهيد وأهل الشهيد ؟؟؟ وكما أخذني الفخر ، أخذني الإمتهان … طغمة تتاجر بإسم الثورة ، منصبة نفسها الحاكم المطلق ، تختطف من مصر أحد أحسن ابنائها ، لتضعه في السجن ، لا لذنب إلا لأنه أحب بلاده ، لأنه يعلم أن البلاد هي مواطنوها لا حكامها ، لأنه وقف بكل ما أمكنه من جهد ضد اهدار دماء أبناء البلاد ، لأنه يطلب العيش الكريم والحر له ولأبنائه ولزوجته ولباقي أبناء البلاد … سأظل أذكر له ما حييت هذه الكلمة : « ما معنى أن أكون حرا وغيري مكبل ؟؟؟ احنا يا بنتحرر كلنا يا بننسجن كلنا ، مهما كان نوع السجن «
علاء حر ، وإن بات خلف قضبان الزنزانة … أشد على يديك رفيقي ، وأنا موقن أنك الآن تبتسم … أشد على يديك منال ، وعلى يدي مصر الحبيبة … ثورتنا لازلت في لحظاتها الأولى ، ومعركتنا واحدة …
سوف نتظاهر ونحتج كل يوم إلى أن تخرج … على الأقل حتى أجدك في انتظاري حين أتي إلى مصر ، كما وعدتني 🙂