بخصوص التّعاليق على قضيّة الإغتصاب

هي فكرة جوهريّة ، عندي مدّة نحبّ نبدا نكتب عليها ، بعد ما شبعت ملاحظة و نقاشات مع مختلف النّاس اللّي نعرفهم و بعض القراءات. الفكرة هاذي هي البحث عن الفروق اللّي تخلّي المثقّفين و السّياسيّين و جهابذة التّعليق و التّحليل ، ديما « يزلقو » في تحاليلهم ، تقولش عليهم في بعد رابع موازي للواقع ، الشّيّ اللّي يعمّق أزمة برشة ناس عندهم طاقة إيجابيّة و إرادة و قادرين يقدّمو بالبلاد. الملحوظة هاذي ماجاتش من فراغ، جات من احباط شخصي عشتو بعد فشل محاولتي الأولى في العمل الطّلاّبي عام 2003 ، رغم نجاح العمل الميداني مع الطّلبة. قعدت مدّة طويلة ندور و ننوّع في التّجارب بش نفهم شنيّة اللّي يخلّي السّاحة السّياسيّة و الثّقافيّة عايشة في بلاد بعيدة ع التّوانسة. لقيت اللّي فمّا « وعي جمعي » ، مرتبط بالمجتمع التّونسي و فئاتو. وعي يختلف و يتبدّل بتقسيمات المجتمع التّونسي لميكرو-مجتمعات مصغّرة (فءات، شرائح، طبقات، انتماءات …)
مانيش بش نستعرض بالتّفصيل هوني ، لكن فمّا حالات التّباعد المذكور يبدا كبير بدرجة كبيرة. بش نحاول ساعات نبيّن مصدر الفروقات ، من غير ما نصعّبها برشة. التّحاليل المطروحة ، و بما أنّي مش بش نتأخّر برشة في الحجاج (الشّيّ اللّي نخلّيه لبلايص أكثر جدّيّة من « مدوّنة » ) ، تنجّمو تعتبروها في الوقت الحالي وجهات نظر شخصيّة. 


بالنّسبة لحكاية اغتصاب فتاة تونسيّة من طرف أعوان أمن،  فمّا برشة، لدواعي تنبيريّة أو سياسيّة أو ساعات متع مبدئيّة ، يقولو و يعاودو اللّي البوليس من قبل يغتصب، و ثمّا شكون يجبد عديد الأمثلة من حالات التّعذيب اللّي تسلّطت ع الإسلاميّين و ع اليساريّين و اللّي صارت فيها عديد حالات الإغتصاب، و مبعّد يلومو ع النّاس اللّي شانعة على حكاية الإغتصاب الأخيرة عملا بمقولة « كان جا فالح راو من بارح » و تبيان مؤشّرات نفاق طبقة/شريحة م المجتمع ، و تفسير الإستهجان السّائد على أنّو حاكمة فيه ردّ فعل بافلوفي على النّهضة. شخصيّا ، نعتبر هذا الرّأي ، خلافا لتحجّرو و انغلاقو، على الأقلّ منقوص. التّونسي العادي اللّي بمقدورو يوصل للمعلومة السّياسيّة من قبل (بارابول انترنات) و اللّي جزء كبير منهم قراب للبورجوازيّة انتماء أو بالمخالطة و الخدمة ، و جزء كبير منهم م الشّرائح الوسطى ، كان و لا يزال عندو موقف ضمني م السّياسيّين : تعذّبوا و قطّعوهم و كذا و ما أحلاهم و ما أسجعهم و اللّي تحبّ انتي ، أمّا هاذي ناس اختارت « الشّيّ هذاكة » ، و في عقليّة التّونسي مادامك اخترت « الشّيّ هاذاكة » مادامك عارف على شنيّة قادم ، و قابل و نورمال. بالنّسبة للتّونسي، صحيح ما يجيش و عيب و الكلّ ، أمّا يعتبرها تبعة و نتيجة لاختيار ( « بالكشي تحبّ البوليس يعرّضلك بالنّوّار » ) هذاكة علاش ما يعدّلش. أمّا المرّة هاذي ، مرا « لامبدا » من وسط الشّعب اغتصبوها البوليسيّة ، و المرا هاذي قرّرت أنّي ما تسكتش. هذاكة علاش شنعت ، لأنّو فمّا مينيموم متع تماهي. المرا هاذي « ما اختارتش حاجة توصّلها للإغتصاب ». طحّانة الحكومة يعرفو اللّي لغادي مربط الفرس، هذاكة علاش ركّزو حديثهم الكلّ على أنّهم يورّيو أنّي « اختارت نوعا ما » …
ينجّم يكون ماهوش « منطقي سياسيّا » ها الكلام، لكنّو مطابق للمنطق الشّعبي العام.