أمي مرا ريفية، ما قراتش، تصلي م اللي عمرها 5 سنين و توة عمرها 70 سنة، عمري ما سمعتها تقول كلمة عيب ولا غيرو. اليوم عند العطار محضبة. مرا وسط الحضبة تهرهر تهرهر، لوين جبدت على شكري بلعيد بالخايب تلفتتلها أمي و قالتلها « سيب الراجل الله يرحمو »، ياخي جاوبتها المرا « الله لا يرحمو واحد كافر » ياخي ما كان من والدتي المصونة، أطال الله لي في عمرها إلا أن أخرجت لها من غياهب التاريخ ڨردحة لا تساويها إلا ڨردحة الحجاج و قالتلها : « أيا سكّر رب فمّك و صون ربّ قدرك لا نخليك خيشة اللي يجي داخل للعطار يمسح فيها ساقيه » … كم أنت عظيمة يا ابنة المكناسي، كم أنا فخور بك يا أماه 🙂
باش نحكيلكم حكاية صارت علي اليوم. أيا سيدي، م ال11 متع الصباح اليوم و انا في لواج من جربة لتونس، خلطنا مع نص الليل، أول ما وصلت للمحطة متع حومة السوق، كي العادة « بلاصة تونس »، مبعد طلعوا ناقصين 3 بلايص. جاو زوز بنات قصوا و مدوا التساكر، ما جا آخر واحد (كمالة الفياج) إلا ما البنات الزوز بطلوا و قرروا يمشيو بالطيارة، أما ما استرجعوش الفلوس، و مشاو على رواحهم. مولا اللواج قالك هذا ربي و انا تحتو نزيدو بلاصتين اخرين، و العباد بحذاه ترڨل بالزربة و العصب، أنا عندي شكون لازم نقابل على بكري و حكاية عاطي فيها كلمة، و الطفل اللي بحذايا يجري يحب يخلط على خوه مريض ع الاخر و طالب يشوفو، في اللواج م السبعة متع الصباح. و مولا اللواج موش هوني. مع ماضي ساعتين يجي تليفون للطفل، معاه خبر خوه الله يرحمو. الطفل هذا باين عامل يومي، وجهو مصهود و لبستو هاك الستاندار دجين و فيسته كحلة و ساك كابا ڨري. و مسكين يعطيها تغريد و بكا، شد روحو قد ما نجم مبعد خرج صوت يرعّف العظم موش لعب. حكينا الكل مع اللواجيست و النافع الله. خلصنا البلاصتين، و رغم ذلك تعدا لحومة لداخل كمل زاد حريف آخر. ماضي ثلاثة و نص قصدنا ربي، و الطفل اللي بحذايا يقعد يقعد و يعاود يشدو البكا و يمهمه « قيس خويا، ياما حني على قيس خويا. مات؟؟ قيس؟؟ »، بينما اللواجيست حاطط موزيكا تشرڨع ولا على بالو بالموضوع، يمشي في الستين ، ثمانين مبعد في الاوتوروت، يدندن، كل وين فما حانوت، قهوة، جنينة، أي حكاية يحبس يعمل « ترتيحة ». كلمناه و عاودنا، بالقليلة موش لينا احنا اما ع الطفل خلي يخلط، يعمل هكا و يجيب بينا على ثنية القيروان في بلاصة ما يتعدا مدنين ڨابس صفاقس و اوتوروت ديراكت، عاودنا كلمناه و علا الصوت و كانت إجابتو واضحة « كي تلڨو لواج اخرى، احكيو معايا » … مادام التونسي مازال كي يدبر ڨرام سلطة يستغلو باش يحك كرارزو و يخرا في كيف غيرو (خصوصا الزواولة بينات بعضهم، الشي اللي عاملي حساسية من الزواوولوجيا الرومانسية) مادام حالتنا بش تقعد منيكة أصل و فرع.