من تونس، هنا قاعة العمليات. كلما تحتدم الأمور، هنا هو المكان الخطير حيث كل شيء يدور.
من تونس، هنا قاعة العمليات. و هنا، يمنع التدخين منعا باتا. فالحفاظ على اللياقة البدنية أمر حيوي الأهمية ، لأن الشأن جلل، و مهمتنا هنا خطيرة.
قد تكون أعقد المهام و أطرأها، كما هو الحال اليوم، و كما يمكن أن تكون أكثر يوما ما. من يدري. فنحن أهل الجنوب نحمل جينا من الجنون، لا يمكن توقع تخبطه من شمال أو يمين.
هنا خرائط حائطية قديمة. لا خوف، فنحن من هنا حادو البصر. و إن تمزق الحرف عن الورق، فلا ضرر.
هنا الأوراق في كل مكان. تخيلوا عملية دون جدول حضور مطبوع حاضر؟؟؟ تخيلوا عملية دون أن يكون طابع التأريخ حاضرا؟؟؟ كانت الدولة لتنهار حينئذ. عملية بلا مرسوم و طابع و مكتب ضبط و مكتب ربط و قهوة فيلتر و طابع سكر؟؟؟ كانت تكون الكارثة.
هنا قاعة العمليات، هنا تونس. لا تخشوا فالمكان محاصر. بل مجهز. البراد كي لا تنتقص ادمغتنا الزلاليات و السكريات و النشويات المعينة على التفكير و التمحيص كلما اقتضى الأمر ذلك. العقل السليم في الجسم السليم. و التدخين هنا ممنوع، و طباعة الأوراق و توزيعها و دمغها و رسم الطابع فيها رياضة تدير الدم في العروق. و قبل الطباعة، تأتي الكتابة. هنا قاعة العمليات، هنا قاعة الكتابة. هنا نحارب الإرهاب بالكتابة. من قال أن الجيش لا روح إبداعية فيه؟؟؟ سنحاربهم بالفن …
هنا قاعة العمليات. هنا حرب حقيقية.
Ping Nawaat – Ben Guerdane : brio militaire, récupération politique et procès en patriotisme