معنى للمذبحة

تقاد إلى المذبح كغيرك
خيوط و نشور فمناشير تربط عظم لحمك بشيء ليس أنت، و ليس هم، و ليس نحن.
كغيرك ممن ترى، افرادا افرادا، و أفواجا أفواجا، يقادون على طرق سيارة نحو المذبح. الكل في الذهاب للمذبح واحد، و الكل أمام المذبح لا شيء، و الكل في الأثناء عالم غير متناهي الألوان و الأشكال و الأصوات و العبق و الشبق و ما لا أدري. كغيرك منهم، تقاد أيضا، من الحبل المغروس في رسغك، و الحبل المغروس وراء عنقك، تحت الفقرة الرابعة من عمودك الفقري.
كلما تقدم بك زمان الفضاء نحو المذبح، زاد انسلاخ جلدك عنك بفعل الحبال. فارفع رأسك و املأ أنفيك بما تطاير : تلك خلاياك، نفسك الحياة ما جربت معرفة قد تكون خاطئة. ارفع رأسك، فلن يكون الألم أكثر مما تعودت منذ خرجت نحو المذبح. الألم فرصتك الواضحة كي تحس، فتتجرب مما أحسست الحياة.
كغيرك اللذين يقادون، تقاد. فأدرك معنى رفعك الرأس : هديتك لنفسك. لا تغتر بما يقول من يقاد حذوك، فهم يريدون إهداء أنفسهم كمعنى للمذبحة.
ما المعنى سوى مخلوق، ثم أنت خالق. متى أدركت ذلك، تتحسس الإنسلاخ طية بطية. و من يقادون حذوك تعودوا نسيان أن المعنى مجرد رواية أخرى مما روت الأم لابنها حتام ينام.  تحسسك لانسلاخك ليس ألما. الألم مجرد إشارة عصبية تموت حدتها متى لم تصر « معلومة جديدة » بل « استحضار ذكرى قريبة ». تحسسك لانسلاخت دليلك أنك وسط كل هذا، قد حييت و عشت كما استطعت.
ارفع رأسك حين تقاد، أو طأطئها، أو اصنع منها قفة بشكيرية لربيع الكوكب الألفين بعد الخامسة عشية، أو ارتطمها كرة ڨولف على ملعب أخضر جميل. افعل بها ما تشاء و اسبل لها من عينيك معنى. فالمعنى ليس سوى ما شئت.
و اللحم المتساقط عنك أنت، منك.

note