فما مرة، عندها مدة، هبطت ع الفايسبوك حكاية خطرلي في مخي، و كي العادة فما بزايد ناس ما عجبتهمش الحكاية. فيهم وحدة من فصيلة « الضباع الإفتراضية » ذات طابع طفيلي مقيت، كنقد للفكرة/التعبير، وضحت موقفها من حياتي الشخصية [مشكورة عليه، من وقتها و هو في تيروار الميحاض، بالك يجي ڨاوري ما يستعملش الما باش يتوضا، بالقليلة يلقا باش يمسح] و كملت عاودت فرملت الموقف المذكور في منشور. واحد/ة م المتفاعلين حط بما معناه : « أنا هاك النهار قريتلو كيفاه يحكي على عظماء كيف دوستويفسكي و فرويد و ما أدراك، طاح من عيني ».
الملحوظة هاذي رجعتني لموضوع قديم، و قعدت نفكر و نقيس قبل ما نرجع نواصل سلسلة المقالات اللي بديت فيهم وقتها. الله غالب، وخيكم مازوط، و كل شي في المخ لازم ياخذ وقتو، بالنسبة لي. تنجم حكاية تتعطل اعوام على تفصيل موش مفضوض في المخ، بيني و بين روحي. صحيح الواحد تنجم تسخطو الموت في أي لحظة و تتكعبرلومن غير ما يكمّل شي و من غير ما يعمل شي، أما الله غالب هاضاكاهو. التخمام شد شهور باش نثبّت من موقف قديم خذيتو في حياتي، و كل وين نكتب في « الجديات » (علوم، فلسفة، أدب، نقد ثقافي ..) نرجعلو. قبل ما نرجع نكتب و ننشر، نحب نبيّن الـ »علاش » و الـ »كيفاش » للناس اللي تقرالي. يظهرلي من حق أي إنسان تحكي معاه أنو يكون عندو معاك معجم مشترك، باش نفهمو بعضنا، و يصير تواصل. كونتراتو تبيان مفاهيم و مصطلحات بين اللي يقرا و اللي يكتب.
الموضوع اللي نحكي عليه هو سي « العظماء ». الناس اللي تمركات في مطبعة التاريخ، على خاطر فما علاش. بالطبيعة كل واحد و « عظماؤو » حسب ذائقتو و هواه و توجهاتو و تاريخو الشخصي و هويتو الجسدية و الثقافية. موش كيف اللي مغروم بفيفي عبده كيف اللي مغروم بمارادونا كيف اللي مغروم بماركس، بينما الغرام هو نفسو. العظماء ناس بدعوا و زادوا و خلاو تراس واضحة و إيجابية عموما [أو من نواحي].
اختيار الشخص للعظماء متاعو قايم على علاقة التماهي. تماهي حلمة، و إلا شهوة حاجة تحب تكون كيفها، و الا فكرة تشوف فيها نهاية الغايات. المثل الأعلى عندو نفس المرتبة العاطفية و عادة ما يكون م « العظماء ». ها التماهي يفرض نوع من « بحث عن الإحترام ». الإحترام، ها المفهوم الغامض المبهم، اللي ما تنجمش تحصرو و تحددو ، أما كيف يغيب تحسو في العظم. و في المجتمعات، فمة تقليد ثقافي، يخلي الإحترام مسنتر عندو آلية و منظومة إجراء ات واضحة و محددة و أعراف، و كل شخص يترانا م الصغرة على استبطان و تطبيق « مسرحية الإحترام ».
الحاصل، هاذي مقدمة طويلة للحكاية التفسيرية اللي نحب نحكيها. قبل، حتى للي عمري 17، كانت عندي علاقة كلاسيكية بالعظماء اللي مختارهم، و اللي هوما هاك الناس اللي نقرا عليهم اللي هوما عظماء، و يتعاود قدامي اللي هوما عظماء، و الناس الي تفهم تقول عليهم عظماء. كنت نغزرلهم بعينين مجهورة، من غير ما نعطي لروحي الحق في أني نحدد شنية يعجبني و شنية ما يعجبنيش في أعمالو. شكوني أنا قدام هاذوما باش نوصل نحكم و نفتي، تي شكون الناس اللي نعرفهم الكل قدام هاذوما ؟؟؟ وقتها غرامي الكلو قص ثنية ع اليسار، لدرجة أني كنت نجبر روحي نتعامل مع « عظماء اليسار » الكل كـ »بلوك » واحد يستحق نفس درجة الإعجاب. و إذا ما وصلتش، معناها لازمني نزيد نعاود نقرا و باز فما حاجة أنا راتيتها، و كي نقرا عليهم نقد ولا سخرية نحسو تقسيم و نتمس و يطلعلي العصب و نكرز. وقتها كنت نعتبر اللي الحديث ع العظماء لازمو « عظمة »، و وهرة، و عربية قحة، و تكون دخلت للتوالات قبل، و سجاد أحمر لغوي كامل. كل فكرة لفيلسوف عظيم هي
لوين نهار، هبطت مع بابا لروبافيكية الكتب، نسلعو ما تيسر. و أنا أتبرطع من نصبة لنصبة كيف عمود الحريڨة (على حد توصيف الوالدة) مع الأب، إذ بي أرى من غادي، في الشوكة ڨد ڨد وين فما الدخلة ع اليسار بعد ثاني تاكسيفون ع اليمين و انت طالع من متحف المالية، إذ بي أرى، ماذا أرى، كتاب أبيض مرشوق بالواقفة ع الحيط اللي كان أبيض قبل ما يولي مرتع لكل الألوان من كل الطبقات. عليه تصويرة بالأبيض و الأسود متع راجل كبير واقف سوريتو محلولة و صدرو عريان، شلاغم و لحية و وجهو مثلث طويل شوية حالل فمو. ريتو يصيح م التصويرة. نتفكر الإحساس كي ريت هاك الكتاب و جت في مخي كلمة « صرخة صماء »، و صارتلي حالة متعة ذهنية مع العبارة. ثم أسرعت الخطى و خذيت الكتاب و سألت السيد المستصيد قدامو « بقداش »، ياخي جاوبني دون أن يحرك ڨارو الكريستال من شواربو : « خمسة آلاف ». ورايا كنت نسمع في تطقطيق صباط متع مرا تجري، طفيتها باش حد ما يفكلي الكتاب من يدي حتى كاحتمال، و حليتو نلقى عليه طابع بالفرنسية باسم « حمادي بن مبروك » و بالستيلو مكتوب « 1965 »، ياخي زدت حسيت اللي الكتاب عندو قيمة. بابا خلط، خذا من يدي الكتاب و قال : « آوو!! عزرا پاوند الفاشي هذا » و تبسم تبسيمة ضاحكة و قاللي « شاعر كبير هذا. بقداه » جاوبتو، خلص السيد، و مشينا، و انا عطيت بظهري طول باش ما نشوفش المرا اللي كانت تجري [إمشي يا زمان و ايجا يا زمان، الحكاية صارت عام 2000، و عام 2009 دخلت على ڨروپ في الفايسبوك متع ناس مغرومين بالكتب، و كل واحد يحكي حكايتو مع كتاب، انا حكيت الحكاية هاذي ياخي جاوبتني مرا و قالتلي اللي هي اللي كانت تزرب وقتها، و اللي حمادي بن مبروك كان يخدم في الإذاعة و معروف بغرامو بالثقافة و الكتب و الأدب، و هي حاولت تسترجع الكتب اللي تباعو بعد موتو].
الحاصل، الكتاب هذاكة [كراسات الهارن، عدد عزرا پاوند] حللي فاتارية في راسي و في كياني. من شيرة السيد من عظماء الأدب و الفكر، كانت عندو يد و نظرة استباقية في الحركات الفنية الطليعية متاع القرن العشرين الكل، ساهم في اكتشاف مواهب قد السخط منهم پيكاسو و ماريناتي و جياكوميتي و كارلوس ليويس (على سبيل الذكر) في الفنون التشكيلية، قدم الهايكو و الشعر الصيني القديم للعالم و عاود اكتشف شعراء لاتينيين مغمورين، صلح لإيليوت و نحالو شطر قصيدتو « الأرض اليباب » و هو ساكت، تراسل مع جويس و بورخيس و صلحلهم، كتب قصايد غاية في الروعة، ساهم في « تفرڨيع » نظريات النقد الأدبي و أسس لبرشة موڢمات فنية، و كان عندو ذكاء الهجرة من أماريكيا على بكري، و برشة حاجات. و فرد وقت، اختار الإصطفاف الواضح مع موسوليني، بمجموعة حجج أقل ما يقال عنها أنها بهيمة. زيد موسوليني من أحمق القادة اللي توجدي في التاريخ، عبارة ڨذافي شادد إيطاليا وقتها
في إنتظار الجزء الثانية « على عجلة »(بالفصحى ولا بالدارجة، تؤدي نفس المعنى).
???