م الكلام للكتيبة ، ترجمة لرولان بارط , الجزء الأول

رولان بارط، ناقد و منظر فرنسي معروف من القرن العشرين، كانت عندو برشة أعمال (نصوص و كتب) بدلت طريقة نظر الساحة الثقافية لعديد الظواهر، كيف الموضة و الكاتش و الإشهار و اللوغة و الكلام و السيميولوجيا (علم الدلالات و المعاني) و النقد الروائي. أيه نعم، هاذم الكل و أكثر. و من فوق، سي رولان كان محسوب أحد آباء التيار البنيوي (بحذا ليڢي ستروس في الاثنولوجيا و الانتروپولوجيا، و لاكان في التحليل النفسي). بارط كان مفكر ما تنجمش تحصرو في اختصاص، لتعدد المواضيع اللي تعامل معاها، م الفلسفة للأدب للتنظير الاجتماعي، و أحد مجذري المقاربة الجريئة متع الألسني السويسري فرديناند دو سوسور.
واحد م الناس، عندو برشة كتب ما تعجبنيش و نسترزنها (رغم أهميتها)، و برشة آراء نقدية خرّجها نرا فيها تعسّف ساعات و مجاملة ساعات و برشة « شدان المنطق من شعرو بالقوي »، كيف تهنتيلتو لبالزاك و الحڨرة اللي تعامل بيها مع عديد الروائيين مقابل تمجيدو لأحد أثقل التيارات الأدبية دما، و هي « الرواية الجديدة » و اللي كانت (حسب ذائقتي الشخصية طبعا) مجرد تشكيلة من روائيين لا يشتركون في شيء إلا في الجمل و العبارات الطويلة المڨلڨة المنفخة (حاجة كيف السينما الروائية الفرنسية حاشا من يقرا) و كونهم بكلهم كانوا يتطكرمو على استيتيقا ثورية عبر مادية، اللي عندها ادعاء اكثر م اللي عندها جمال. و هاذي حكاية، و الحق يقال، تميزو بيها ياسر منظرين فرنسيس.
الحاصل، النص هذا واحد م النصوص اللي نحبهم و اللي يبان فيه « الذكاء المتألق » متع خونا رولان. النص هذا كتبو بارط كتقديم لسلسلة حوارات إذاعية عملها مع إذاعة فرنسا الثقافية، و نشرتها المطبعة الجامعية متع غرونوبل، و مجلة « الكانزان الأدبية » لعدد 1/15 مارس 1974.
سامحوني اللي طولت، قراءة طيبة.

 احنا نتكلمو، فما شكون يسجل فينا، سكريتيرات محاريث متع خدمة يسمعو حديثنا، يصقلوه مليح، يقيدوه، يحطو النقاط و الفواصل، يخرجو منو السكريپت لولاني اللي يرجعوهولنا باش نعاودو ننظفوه من جديد قبل ما نسلموه باش يتنشر، للكتاب، للأزلية. مش تقول عليها عملية « غسلان ميت » الحكاية اللي تبعناها؟ كلامنا، نحنطوه، كيف المومياء، باش نردوه أزلي. على خاطر لازم الواحد يدوم أكثر من صوتو شوية؛ لازم، عبر « مسرحية الكتيبة »، الواحد يقيّد روحو في مكان ما.
ها التقياد، كيفاه نخلّصوه؟ شنية الحاجات اللي نتخلاو عليها ؟ شنية نربحو ؟

فخ التقييد

هذا هو الساعة ، باختصار، الشي اللي يطيح في فخ التقييد (الكلمة هاذي، ولو متحذلقة، م الأحسن نخيروها على كلمة الكتيبة : الكتيبة ماهيش بشرطه طريقة وجود الشي المكتوب). أول باب، فما براءة نخسروها، بطريقة واضحة ؛ موش حكاية اللي الكلام في ذات نفسو فرشك، طبيعي، تلقائي، حقاني، معبر على نوع م الباطن النقي؛ بل بالعكس، كلامنا (بالخصوص في العلن جهار بنهار) فوريا مسرحي، يتسلف من عند مجموعة قوانين ثقافية و خطابية الحيل متاعها (بالمعنى الأسلوبي و الألعباني للكلمة) : الكلام ديما تكتيكي؛ أما كي تتعدى للمكتوب، براءة ها التكتيك بالذات، و اللي ينجم يكپتيها أي واحد يعرف يسمع، كيما فما شكون يعرف يقرا، هي اللي نفسخوها؛ البراءة ديما معروضة؛ كي نعاودو نكتبو اللي قلناه، نحميو رواحنا، نعسو على رواحنا، نصنصرو، نشطبو تبوهيماتنا، ثقتنا في النفس (ولا عدم ثقتنا)، تموجاتنا، جهلنا، مجاملاتنا، ساعات حتى ضربات الپان متاعنا (علاه، كي نتكلمو، ما عناش الحق نقعدو ساكتين، كيف الطرف الآخر يقدم النقطة هاذي ولا النقطة هاذيكا ؟)، الحاصل، تخبيلة الخيال متاعنا بكلها، اللعبة الذاتية متع الـ »أنا » متاعنا؛ الكلام خطير على خاطرو فوري، ما فيهش ما تلحق مبعد (كونشي تلحق على روحك باستعادة و رجوع لتالي واضح)؛ بينما التقييد، من شيرتو، عندو الوقت قدامو، عندها هاك الوقت اللازم باش تنجم تدور لسانك في فمك سبعة مرات (عمرها نصيحة متع مثل ما وصلت لها الدرجة متع المخادعة)؛ كي نكتبو اللي قلناه، نضيعو (ولا نخليو) هاك الشي اللي يفرق بين الهستيريا و الپارانويا.