كيف كيف، قعدت نغزرلو بمنطقو الحلو و ربايتو. كان لاهي بمنطقو، من غير ما يزرف فيه حتى نوع متع تكبر زادة. بالعكس، نبرتو تحس فيها حكاية ولا هو قصد كي اللي يحنن الڨلب، فازة تقولش عليه درا فاش يتشحت، ما نجمت نفسرها لروحي كان مبعد، أما جبدتني وقتها.
قبل ما توفى الدورة التفقدية متع المسكن و ما تركح المفاوضات، ساعة الفطور تعدات و رصاتلي رجعت لبيرويا. استاذنتو و خليتو مع خالتي. كيف رجعت لعشية، قالتلي اللي هو كرا و باش ينقل النهارات الجايين : جوست طلب منها ما تقولش للحاكم، على خاطر، مريض و في هاك الحالة، زعمة يقدر يستحمل هاك الشكليات و المستنية سوايع في المركز ولا البلدية، لاستكمال الإجراء ات؟؟؟ نتفكر مليح اللي ها التنبيه لعبلي في مخي و اللي طلبت من خالتي ما تتبعوش. ها الخوف م الحاكم ظهرلي يواتي خصوصيات السيد بالڨدا، هاك التباعد متاعو و متع طريقتو في التصرف، لدرجة اللي ما تنجمش ما تشكش. فسرت لخالتي اللي، مهما كانت التبريرات، ما عندها علاش تقبل، من عند واحد براني، شرط كيف ما هكا، و اللي في ظروف معينة ينجم يكون عندو عليها تبعات ياسر ما تعجبش. أما خالتي ديجا عطاتو كلمة. سيبت روحها للشارم و الغواية متع السيد، بطريقة ما. دايور، عمرها ما سكنت عندها ناس من غير ما تبني معاهم علاقات إنسانية، ودية، متع صحبة، و إلا، خلي نقولها بالواضح، علاقة أمومة، الشي اللي أكثر من كاري استغلو أحسن استغلال. هذاكة علاه، في الاسابيع لولانين، ياما انتقدت الكاري الجديد، بينما خالتي، في كل مرة كانت تدافع عليه بكل حرارة.
ها الحكاية مع الحاكم كانت ابعد ما يكون على انها عجبتني، كبشت باش، بالقليلة، نعرف آش عرفت خالتي على السيد، أصلو و مشاريعو. هي ديجا فيبالها بهذا و هذاكة، رغم اللي، مع نص نهار، بعد ما خرجت، هو ما قعد كان شوية. قاللها اللي ناوي بش يعدي اشهرة في المدينة متاعنا، يدور ع البيبليوتاكات و يدرس التحف. من داخل، خالتي ما كانتش باش تحب تكري لوقت قصير كيف هكة. أما هو ديجا عجبها، و هذا واضح، رغم المظهر المحيّر متاعو. الحاصل، البيت تكرات و اعتراضاتي جاو ممخر.
« ياخي علاش قال اللي الريحة باهية هوني؟ » سألت
خالتي، اللي عندها حدس ساعة ساعة، جاوبت.
« هذا شي نفهمو مليح. هوني تشم ريحة النظام، النظافة، عيشة صحية و موالمة، و هذا اللي عجبو. تقول ماعادش متعود على عيشة هكة و اللي متوحشها. »
أيه، أيه، خممت، ما تطلع كان هذي الحكاية.
« مالا، كي ماهوش متعود على عيشة منظمة ولا موالمة، آش بش يصير؟ آش باش تعمل إذا ماهوش لاهي، يمسخ كل شي، و يروح سكران في عقابات الليالي؟ »
« آتو نشوفو » قالت و هي تضحك، و خليتها ترانكيل في النقطة هاذي.
في الواقع، المخاوف متاعي طلعو مبنيين على فشوش. ها الكاري، رغم اللي عيشتو كانت بعيدة ع العيشة المعقولة و المنظمة، ما عمرو ما ضرنا، و لا ضايقنا. حتى ليوم، ديما كي نعاودو نتفكروه نشيخو. في الأثناء، في ضمائرنا، في أرواحنا، الراجل هذا قلقنا و ضايقنا، أنا و خالتي الزوز، ننجم نوصل نقول حتى، بالصحيح، اللي للحظة هاذي مازلت ما فضيتهاش معاه. في الليل، نحلم بيه ساعات، و نحس روحي، في أعماق نفسي، حاير و متقلق فقط لأنو فما مخلوق كيما هكاكة، باللي فرد وقت ولا تقريب يعز علي.
نهارين مبعد، الشيفور طلّع فاليجات البراني، و اللي كان اسمو هاري هالر. فاليجة جلد ياسر مزيانة، عطاتني انطباع باهي. و كانت فما زادة فاليجة كبيرة مفلطحة، تقول شاهد عيان متع سفرات بعيدة؛ لا و كانت معبية بملصقات تيكيات الوتلة و شركات سياحية من برشة بلدان مختلفة، و منها اللي ورا المحيط جملة.
مبعدها ظهر و هكا كانت الدخلة في معرفة ها الراجل الغريب. ع الأول، ما عملت شي ينجم يعاوني نعرفو. و باللي جلب انتباهي من أول لحظة، ما عملت حتى مجهود الاسابيع الاولانين، باش نقابلو ولا نحكي معاه. أما من شيرة أخرى، قعدت، و نستعرف، نلاحظ فيه م الأول. ساعات، في غيابو، كنت ندخل لمحلو؛ في العموم، من باب الفضول، تجسست عليه شوية.
عطيت ديجا مؤشرات ع البنية الجسدية متع ذيب الحمادة. كان يعطي تلقائيا، م الغزرة الاولى، قناعة اللي هو من نوع الرجال الروماركابل، النادر و المهف بالقوي. وجهو كان فيه الروح، الحركية العالية متع تقاسيم و جهو تنبئ اللي حياتو الدخلانية حاجة تجلب الإهتمام، زاخرة بالأحداث، و ياسر ديليكاتو و حساسة لدرجة ما لا نهاية. في الحديث، إذا خرج ع اللوغة المعتادة، ما كانتش ديما تصير الحكاية هذي، إذا سيب روحو، و تخلص م التباعد متاعو ،و عطا آراء شخصية، خاصة بيه ـــ وقتها كان يُخضِعنا طول.مدروس أكثر من باقي العباد، كان عندو كيف نقربو لأمور الروح و النفس، هاك السيادة شبه المڨلّصة متع هاك اللي ماعاد محتاجين كان الوقائع، اللي خممو قبل و يعرفو؛ ما فما كان المثقفين الحقانيين ينجمو يبانو هكة، المثقفين الحقانيين اللي نحاو كل ماهو طموح، اللي عمرهم ما عينتهم بش يلمعو، اللي ما يخمموش أصل في الإقناع ، و أنو يكون عندهم الحق و تكون عندهم الكلمة الأخرانية.نتفكر واحد من أحكامو ــــ ننجمو نعتبروه حكم ؟؟؟ الحكاية الكل غزرة وحدة. في آخر مدة الإقامة متاعو. ناقد مشهور، فيلسوف و مؤرخ، عندو اسمو في أوروپا، عامل محاضرة، و انا نجحت في أني نكركر معايا ذيب الحمادة، اللي ع الاول ما كانش عينو جملة. كنا قاعدين بحذا بعضنا. وقت اللي السيد المحاضر طلع للمنبر و بدا يخطب، جبد بأكثر من واحد م اللي كانو يعتقدو اللي هوما بش يلقاو فيه نوع م النبي. هيئتو كانت كي الغاطة و المتصنعة. أول ما بدا، بدا بمدحان الحاضرين و شكرهم على عددهم. ذيب الحمادة رمالي غزرة خاطفة، حكم على ها الكلمات و شخصية المحاضر بكلها بغزرة ترعب، ما تتنساش، المعنى اللي فيها ينجمي يعبي كتاب كامل. سخريتو العذبة، و المهيمنة زادة، كانت خير من انتقاد المحاضر، ولا محق الراجل العظيم. ها الغزرة كانت حزينة أكثر منها ساخرة، حزنها من حزن الهاوية ؛ ورات يأس نوعا ما مستقر، لين ولا عرف و عادة. ما كانتش فقط تنوّر بالصفاء متاعو، تقرّد و تدمّر شخص الخطيب المتحذلق في وضع اللحظة، و معاه الانتظار و الوضع التثاؤبي متع الجمهور، و العنوان الرنان متع المحاضرة، مش هذا آكهو تي كانت تخترق الزمان متاعنا، التكلف الشاق متاعو، وصوليتو، استكفاؤو، اللعبة المبتذلة متع تثقفيجو الضاربو في روحو و المسوس. للأسف، حتى كان حبست لهنا. تي تزيد تغرق بيك أكثر و اكثر في الأعماق، تتجاوز الرّخّات و التأييسات متع زمان، متع ذكا، متع ثقافة كاملة. تخلط لقلب الكيان، ها الغزرة كانت تعبر بحذاقة في لحظة واحدة ع الشكوك اللي في الساس متع مفكّر، متع انسان يعرف، على الكرامة، على المعنى نفسو لحياة الإنسان. ها الغزرة كانت تقول : « تفرج فينا قداش قرودة! تفرج مالا، الإنسان هو هذا! ». و الشهرة، الأضواء، منالات الروح، الإندفاع نحو العظمة، النبل، استمرار ماهو إنساني بكلها كانت تنهار، بكلها كانت قردانيات. كپتيت اللي سبقتكم بالحديث و اللي، عكس الخطة و رغبتي، قلت ديجا الحاجات المهمة على هالر، رغم اللي نيتي الاولى كانت اني ما نكشفو كان بالشوية بالشوية، بحساب تدرج علاقتنا.