في الكتيبة يتمظهر زادة خيال جديد، اللي هو خيال « الفكر ». كل وين فما منافسة ما بين الكلام و المكتوب، الكتيبة تولي نوعا ما أنا نفكّر خير، بأكثر حزم : نفكّر أقل ليكم، نفكّر أكثر من أجل « الحقيقة ». من غير شك، الآخر ديما موجود لهنا، تحت الوجه المجهول متع القارئ ؛ كيف كيف « الفكر » اللي يتم إخراجو عن طريق ظرفيات السكريپت (مهما كانت ها الظرفيات متكتمة، و غير ذات أهمية حسب الظاهر) يقعد تابع و خاضع للصورة اللي نحب نعطيها للجمهور على نفسي ؛ الحكاية أكثر من أني تكون مغزل واضح لمعطيات و حجج، أما هي بالأحرى فضاء تكتيكي متع اقتراحات، معناها في نهاية الأمر، مواقع. في مناظرة الأفكار، المتطورة برشة ها الايام بفضل وسائل الإتصال الجماهيرية، كل ذات ملزومة تتحط في بلاصة، تمركي روحها، تتموقع فكريا، بما معناه : سياسيا. هاذي هي بلا شك الوظيفة الحالية للـ »حوار » العمومي ؛ عكس الشي اللي يصير في لمّات أخرى (القانونية ولا العلمية، مثلا)، الإقناع، فكان قناعة، هاذوما الكل ماعادش يشكلو الوتد الحقيقي متع ها الپروتوكولات التبادلية الجديدة : الحكاية ولات أنك تقدم للجمهور، و مبعدو للقارئ، نوع من مسرح الإستعمالات الفكرية، إخراج ركحي للأفكار (ها الإشارة المرجعية للعرض ما يمس في شي صدق ولا موضوعية الأقوال المتبادلة، فايدتهم التعليمية ولا التحليلية).
هاذي، يظهرلي، الوظيفة الإجتماعية لها الحوارات : مع بعضهم يكونو عملية اتصال من الدرجة الثانية، « تمثيل » [موش بالمعنى السينمائي/المسرحي للكلمة]، الانزلاق المذهل متع زوز خيالات : خيال الجسد و خيال الفكر. [تسجيل موقف، لهنا أساسا نقطة التفارق اللي عندي مع سي بارط. نرجعولو نهار آخر]
الكتيبة ماهياش الشي المكتوب
تبقّا، بالطبيعة، ممارسة ثالثة ممكنة للوغة، غايبة بحكم الوضع متع ها الحوارات : الكتيبة، بأتم معنى الكلمة، هاك اللي تنتج نصوص. الكتيبة ماهياش الكلام، و ها التفرقة تم تكريسها نظريا السنين اللي فاتو؛ أما راهي ماهيش الشي المكتوب، التدوين ؛ الكتيبة ماهيش الرقن بالحروف. في الكتيبة، الشي اللي حاضر برشة في الكلام (بطريقة هستيرية)، و اللي غايب برشة ع التدوين (بطريقة تخصي)، ألا و هو الجسد، يرجع، أما حسب ثنية غير مباشرة، فيها قياس، بش نكون أوضح مناسبة، موسيقية، عبر التمتع، و موش عبر الخيال (الصورة). كي تجي تشوف، رحلة الجسد (الذات) هاذي عبر اللوغة، هي الحاجة اللي ممارساتنا الثلاثة (الكلام، الشي المكتوب، الكتيبة) تعدلها، كل وحدة بطريقتها : رحلة صعيبة، مكّارة، متنوعة، و اللي تطور البث الإذاعي، معناها كلام فرد وقت أصلي و قابل للتدوين، سريع الزوال و يتخزن في الذاكرة، يعطيها فايدة مدهشة. أنا مقتنع اللي الحوارات اللي مدونين و منسوخين هوني ما يسواوش فقط بكم المعلومات، التحاليل، الأفكار و الإحتجاجات اللي يتنشرو فيهم بتغطية حقل الآكتوياليتي* الفكرية و العلمية الشاسع؛ عندهم زادة، كيما بش نقراوهم، قيمة تجربة تفارقية للغات : الكلام، الشي المكتوب و الكتيبة ينڨاجيو** كل مرة موضوع منفصل، و القارئ، المستمع لازمهم يتبعو ها الموضوع المقسوم، المختلف حسب ماهو يتكلم، يدون ولا ينطق.
* Actualité
** En socialisant