م الكلام للكتيبة ، ترجمة لرولان بارط ، الجزء الثالث

في الكتيبة يتمظهر زادة خيال جديد، اللي هو خيال « الفكر ». كل وين فما منافسة ما بين الكلام و المكتوب، الكتيبة تولي نوعا ما أنا نفكّر خير، بأكثر حزم : نفكّر أقل ليكم، نفكّر أكثر من أجل « الحقيقة ». من غير شك، الآخر ديما موجود لهنا، تحت الوجه المجهول متع القارئ ؛ كيف كيف « الفكر » اللي يتم إخراجو عن طريق ظرفيات السكريپت (مهما كانت ها الظرفيات متكتمة، و غير ذات أهمية حسب الظاهر) يقعد تابع و خاضع للصورة اللي نحب نعطيها للجمهور على نفسي ؛ الحكاية أكثر من أني تكون مغزل واضح لمعطيات و حجج، أما هي بالأحرى فضاء تكتيكي متع اقتراحات، معناها في نهاية الأمر، مواقع. في مناظرة الأفكار، المتطورة برشة ها الايام بفضل وسائل الإتصال الجماهيرية، كل ذات ملزومة تتحط في بلاصة، تمركي روحها، تتموقع فكريا، بما معناه : سياسيا. هاذي هي بلا شك الوظيفة الحالية للـ »حوار » العمومي ؛ عكس الشي اللي يصير في لمّات أخرى (القانونية ولا العلمية، مثلا)، الإقناع، فكان قناعة، هاذوما الكل ماعادش يشكلو الوتد الحقيقي متع ها الپروتوكولات التبادلية الجديدة : الحكاية ولات أنك تقدم للجمهور، و مبعدو للقارئ، نوع من مسرح الإستعمالات الفكرية، إخراج ركحي للأفكار (ها الإشارة المرجعية للعرض ما يمس في شي صدق ولا موضوعية الأقوال المتبادلة، فايدتهم التعليمية ولا التحليلية).
هاذي، يظهرلي، الوظيفة الإجتماعية لها الحوارات : مع بعضهم يكونو عملية اتصال من الدرجة الثانية، « تمثيل » [موش بالمعنى السينمائي/المسرحي للكلمة]، الانزلاق المذهل متع زوز خيالات : خيال الجسد و خيال الفكر. [تسجيل موقف، لهنا أساسا نقطة التفارق اللي عندي مع سي بارط. نرجعولو نهار آخر]

الكتيبة ماهياش الشي المكتوب
تبقّا، بالطبيعة، ممارسة ثالثة ممكنة للوغة، غايبة بحكم الوضع متع ها الحوارات : الكتيبة، بأتم معنى الكلمة، هاك اللي تنتج نصوص. الكتيبة ماهياش الكلام، و ها التفرقة تم تكريسها نظريا السنين اللي فاتو؛ أما راهي ماهيش الشي المكتوب، التدوين ؛ الكتيبة ماهيش الرقن بالحروف. في الكتيبة، الشي اللي حاضر برشة في الكلام (بطريقة هستيرية)، و اللي غايب برشة ع التدوين (بطريقة تخصي)، ألا و هو الجسد، يرجع، أما حسب ثنية غير مباشرة، فيها قياس، بش نكون أوضح مناسبة، موسيقية، عبر التمتع، و موش عبر الخيال (الصورة). كي تجي تشوف، رحلة الجسد (الذات) هاذي عبر اللوغة، هي الحاجة اللي ممارساتنا الثلاثة (الكلام، الشي المكتوب، الكتيبة) تعدلها، كل وحدة بطريقتها : رحلة صعيبة، مكّارة، متنوعة، و اللي تطور البث الإذاعي، معناها كلام فرد وقت أصلي و قابل للتدوين، سريع الزوال و يتخزن في الذاكرة، يعطيها فايدة مدهشة. أنا مقتنع اللي الحوارات اللي مدونين و منسوخين هوني ما يسواوش فقط بكم المعلومات، التحاليل، الأفكار و الإحتجاجات اللي يتنشرو فيهم بتغطية حقل الآكتوياليتي* الفكرية و العلمية الشاسع؛ عندهم زادة، كيما بش نقراوهم، قيمة تجربة تفارقية للغات : الكلام، الشي المكتوب و الكتيبة ينڨاجيو** كل مرة موضوع منفصل، و القارئ، المستمع لازمهم يتبعو ها الموضوع المقسوم، المختلف حسب ماهو يتكلم، يدون ولا ينطق.

*  Actualité

** En socialisant

م الكلام للكتيبة ، ترجمة لرولان بارط , الجزء الثاني

خسارة أخرى :صرامة التحولات. ساعة ساعة « نغزلو » خطابنا بأبخس الأسوام. ها « المغزول »، ها ال »فلومن أوراسيونيس« * اللي كان فلوبير يتقزز منو، ماهو إلا التماسك متع الكلام، القانون اللي يخلقو الكلام لروحو بش يمشي كي الحبل ع الجرارة : وقت اللي نتكلمو، وقت اللي « نعرضو » الفكر متاعنا فرد وقت مع جيان اللوغة للمخ، يمشي في بالنا اللي م المستحسن نعبرو بالصوت القوي على التعويجات متع بحثنا؛ على خاطر وقتها نبداو في صراع مفتوح قدام الناس الكل مع اللوغة، نبداو نثبتو اللي خطابنا « يخطف »، « يتماسك و يشد روحو »، و اللي كل حالة من حالات الخطاب اللي نعملو فيه يستمد شرعيتو م الحالة اللي قبلو بالضبط؛ في كلمة، نحبو ولادة مستوية مستقيمة و نوريو العلامات متع غزلان الخيط المتواترة المنتظمة؛ انطلاقا م الشي هذا، في كلامنا العلني، يكثرو الـلكن و بحيث و إذن، يكثرو الاستردادات ولا النفيان و الإنكار الواضح. موش حكاية اللي ها الكليمات عندها قيمة منطقية كبيرة؛ هي بالأحرى، كان واتات، الحشويات متع التخمام. الكتيبة، في المعظم، تقتصد في الحكايات هاذم؛ الكتيبة تتجرأ ع اللاعلاقة، ها المجاز اللي يحِشّ و اللي كانت تكون مزعجة غير قابلة للاحتمال بالصوت، كيما الخسيان.
الشي هذا يخلط على خسارة أخرى، يتحملها الكلام كي يتعدى للتقييد : خسارة هاك اللقشات متع اللوغة – من نوع « هكة ولا لا؟ » – و اللي عالم الألسنيات يربطها من غير شك لأحد أكبر وظائف اللوغة، الوظيفة التمديدية (تر : فاتيك) ولا الاستجوابية؛ كيف نتكلمو، نحبو اللي نحكيو معاه يسمعنا؛ نوليو نحيرو انتباهو باستجوابات ما عندها حتى معنى (من نوع : « آلو، آلو، تسمع في مليح؟« )؛ قمة في التواضع، ها الكلمات، ها العبارات، أما عندهم فازة متع دراما تحت حس مس : هي نداءات، تعديلات متع موجة – ننجم نقول، و انا نخمم في العصافر، غنا ؟ -، عن طريقهم جسد يفركس على جسد آخر. الغنا هذا – مجودر، مسطح، سخيف، كي يتكتب – هو اللي يطفا في كتيبتنا.
نفهموها بها الملحوظات، اللي يضيع في التدوين [مش بالمعنى متاعنا توة]، هو بكل بساطة الجسد – بالقليلة ها الجسد الخارجي (باي منو) اللي، في وضعية الحوار، يرمي لجسد آخر، عندو نفس الهشاشة (داخل بعضو) كيفو، ميساجات فارغة ذهنيا، و اللي وظيفتها الوحيدة نوعا ما هي شدان الآخر (يمكن حتى بالمعنى العاهر للكلمة) و أنو يخليه في حالة الشريك.

مقيّد حروف، الكلام ماعادش عندو نفسو المتقبّل، و من هنا تتبدل الذات نفسها [متع الكلام]، على خاطر ما فماش ذات من غير آخر. الجسد، ولو أنو ديما حاضر (ما فماش لوغة بلاش جسد)، ماعادش يتصادف مع الشخص، و إلا، باش نزيدو نوضحو : الشخصية. خيال المتكلم يبدل الفضاء : الحكاية ماعادش طلب، نداء، الحكاية ماعادش لعبة كونتاكتوات؛ الحكاية ولات قايمة على إرساء، و تمثيل حاجة موش متواصلة أما بمفاصلها، معناها، في الواقع، الحكاية ولات حجاج. ها المشروع الجديد (و هوني نكبرو التعارضات بطريقة طوعية) يتقرا بالباهي في الآكسيدونات البسيطة اللي يزيدها التقييد بالحروف (على خاطرها عندها الوسائل ماديا) للكلام (بعد ما ينحيلو « الديشيات » اللي حكينا عليهم الكل) : أول حاجة تتزاد، في العادة، مرتكزات منطقية حقيقية (پيڢو)** الحكاية ماعادش فيها هاك الروابط الصغرونة (أما، لكن، إ ذن) اللي يستعملهم الكلام باش يبلوكي ضربات الصمت؛ الحكاية ولات علاقات نحوية معبية بوحدات دلالية فكرية [سيمانتيم] منطقية حقيقية (من نوع برغم أن كذا، بطريقة تسمح بـ)؛ بلوغة أخرى، الشي اللي يسمح بيه التقييد بالحروف و يستغلو، هو نفسو الشي اللي تنفر منو اللوغة المنطوقة كي نتكلمو، و اللي نسميوه في النحو الإسناد : الجملة تولي تراتبية هيراركية، نبيّنو و نطورو في وسطها الأدوار و اللقطات، كيما في عملية إخراج كلاسيكية : كيف يسوسياليزي*** (بما أنو توة تعدينا لجمهور أوسع و غير معروف بالمسبق)، الميساج يولي عندو تركيبة متع نظام : فما « أفكار »، كيانات يتعقلو دوبلاش في الحوار الشفوي اللي يبداو فيه على طول مغمومين بالجسد، يبداو محطوطين على قُدّام من هنا موخّرين من غادي ولا في شيرة أخرى يبداو محطوطين في كونتراست مع بعضهم. ها النظام الجديد – و لو أنو طلوعو حاجة رقيقة و حاذقة و فينو – مخدوم بزوز حيل طباعية [م الطبعان موش م الطبيعة] ، و اللي يتزادو للـ »مرابيح » متع الكتيبة : القوس اللي ماهوش موجود في الكلام  و اللي يشير بوضوح للطبيعة الثانوية ولا الاستطرادية متع فكرة، و التنقيط اللي، كيما نعرفو، يقسم المعنى (موش الفورمة، الصوت).

ملحوظة : كل ماهو مشطوب بين معقفين هو ملحوظات للمترجم بغاية التفسير.

*  flumen orationis

** pivot

*** en socialisant