تدخل فيك السّكّينة بالشّوية بالشّويّة، و اللّي يدزّ فيها في ضلوعك مطبّس عينيه و يعاود « ما نحبّش نوجعك. أمان ما نحبّكش تتوجع ». مع كلّ ملّيماتر يدخل فيه حرف الحديد الماضي ، يتعاود الصّوت اللي كان مسربو في وذنك دافي « مانيش نوجع فيك، ما تلومنيش، ما نحبّكش تتوجع »
ماهو ينحّي السّكّينة –
مشكلتو مش السّكّينة –
مالا مشكلتو أنا ؟؟؟ –
لا، مشكلتو روحو –
و أنا ؟؟؟ –
ماهوش يرا فيك. انت وحدك ترا في روحك –
هبط الظّلام، و الناموس بدا يدخل أفواجا أفواجا من تشبيكات باب الحديد الفيرفورجي. روايح السبخة بدات تطلع، كيما في ليالي أوت الكلّ. البيت كي القفص، الباب اللي كان يربطها بالدار مسكّر بالياجور و السيمان، و باب الفيرفورجي عاطي ع النّهج و البطحا. حومة كاملة تتعدّى، و حومة كاملة تتفرّج. شهر معروض في القفص، الماكلة ثلاثة مرّات في النّهار، و كتاب القرءان محطوط في انتظار يحفظ سورة البقرة عن ظهر قلب. حومة كاملة تتعدّى و حومة كاملة تتفرّج، و هو محصور، و هو راقد، و هو واقف كي المدكّ المعدني ورا خطوط الحديد المشبّكين يبحلق في حجر القريفاي
و الله تحسّو إنسان باهي هاك الحجر –
أيه تحسّو ياسر على رويحتو و ناس ملاح –
بضحك و لعب، ما عمرو ما ضرّني –
و ديما موفّرلك منظر مزيان –
زيد كي جريت عليه حفيان و انا صغير، نتذكّرو ما يجرحش، و يعمل إحساس دراكيفاه –
و تدرديع البسكلات، نسيتو ؟؟؟ –
لا، باهيشي، و الحسّ متاعو كي نبدا نمشي فوق منّو، خرش خرش يبدا يعمل –
ياسر ناس طيّبة القريفاي –
أيه، ما يضرّش –
حتّى كي تطيح عليه و تتجرح –
ما يقلّكش « خاطيني » –
حومة كاملة تتعدّى، كلّ نهار، ولّا جزء م المشهد. اصحابو جاو تفرّجو فيه. اللي مش اصحابو زادة، جاو تفرّجو فيه. فرح كي شاف سهيل جاي، أوّل مرّة، هو و منتصر و رياض و صبري. مازالو كي عدّاو النّوفيام، و هو عدّالهم امتحاناتهم و نجحو. نقّز من اخر البيت/قفص فرحان. سهيل أوّل واحد بدا يرمي في الكاكي. الاولاد ضحكو و كملو رماو كاكي و قعدو يفدلكو معاه. شمس أوت قايظة، ما نجموش يطوّلو. قعدو كل نهار يتعدّاو. ما عادش ينقّز من اخر البيت. ولّا يخزر لحجر القريفاي.
و بنين الكاكي ؟؟؟ –
تتمنيك ؟؟؟ ماك تعرفني ما نحبّش الكاكي –
و نعرف زادة اللي بعد ما مشاو كليتو –
ماهو يقجقج عليه النّمّال و يكثر عليّ في البيت و يسري عليّ كي نرقد و انت تعرف نومي قدّاه خفيف –
ماخيبو إحساس النّمّال كي يسري على بدنك و انت راقد –
في اللّيل حسّ التّلافز يبدا طالع. الجّو صافي لدرجة اللي تسمع اصوات التلافز الكلّ اللي في الحومة، خلّاط على جلّاط. وقتها البارابول لاموضة، و كلّ واحد وين موجّه الموجة. بالطّبيعة أقرب حسّ متع تلفزة هو حسّ تلفزة بيت الصّالة. البيت من غير ضوّ، كان ضوّ البلديّة، و بين الفرزيط ع اليسار و حسّ الصّالة ع اليمين و سمفونية التلافز البقراجية يلقى روحو محاصر بالحسّ اللي ما عينوش بيه.
ياخي اش تحب ؟؟؟ –
ما نعرفش بالضبط، و انت ؟؟؟ –
يا ولدي ما تهبّلنيش، انت أنا –
مثبّت ؟ –
مش بالضّبط الحق –
انت تفرّجت عليّ في القفص و قعدت على حجرتك –
ما عندي ما نحكي معاك وقتها –
خلّيتني وحدي –
الوحدة ماهيش كي تلقى روحك في بلاصة ما فيها حدّ، هاذيكة العزلة. الوحدة ماهيش كي ما تحكي مع حدّ و ما يحكي . معاك حدّ. الوحدة ماهيش كي ما تلقى لشكون تشكي و لشكون تبكي. الوحدة وقتلّي روحك تفرغ و ما عندها ما تحكي معاك. الوحدة وقتلّي يزدم عليك وحش و تلقى اللي حاسبو جزء من روحك هزّ سلاحك من يدّك و عطاك بالظّهر و مشا يكسّر بيه في كعبة لوز اشتهاها. الوحدة كي تختفي م البال، و منهم بالك لنت بيدك. الوحدة كيف كلّ شيّ، كان حجر القريفاي، يتخلّى عليك.
ما نعرفش عليها حاجة كبيرة. أما في الوقفات ديما حاضرة، و كي تعبّر تلقاها بقلب و دمّ. النّاس هاذم حسّاسين. قاعدة وحدها في قهوة، مكهّبة، و كعبة اليأس معشّشة فوق منها كي خيال البوتلّيس. مشيتلها « ماكش وحدك، و ماهيش صحرا ». حديث و مواساة. بعد سنين حبّت تتحرّك م البلاصة اللي هي فيها و تثيّق مخّها و تجرّب تخمّم هي و تقود هي. الضّرب من كلّ بلاصة. « ماكش وحدك، و ماهيش صحرا » و كليت في بلاصتها الضّرب و هزّيت السّبّ و التهنتيل و التمرميد.
خلطت آخر لحظة للكار. الناس الكل موجودة، و انا اخر واحد. هابطين نحييو واجب لصديقة و عشيرة في حياتها نفهمو بعضنا أكثر م الدم و العروق. تعرفني ما عامل شيّ. تعرفني كيفاه كي تجي العين في العين. غزرتلها، ناوي ع السّلام. زلقت عينيها. جات بش تغزر و ريتها لحظة اللي خافت و هربت. أما خير، تغزر للحقيقة و تحرج روحها مع العصابة، و إلا تغزرلي من ورا القفص ؟؟؟ طلعت للكار، قعدت وحدي عشرة سوايع مشي، عشرة سوايع رجوع.
وين لقيت روحك ؟؟؟ –
في الصّحرا –
شكون معاك ؟؟ –
وحدي –
الوحدة بالحق، وقتلي ما تخلّي حدّ يلقى روحو وحدو، و من غير ما تعمل شيّ تتلفّت تلقاها صحرا. الرّمل يحرق تحت الساقين، و ما عندك حلّ كان أنك تمشي. تمشي. تمشي. وين؟؟؟ الله أعلم. ما فماش أفق القدّام. ما فمّاش أفق ع اليمين. ما فمّاش أفق ع اليسار. ما فماش أفق لتالي. تقعد تمشي و روحك تغزرلك من ورا القفص متّكية على حجرتها، ما عندها ما تحكي معاك.
جا بش يقوللها « توحّشتك » سبقتو و قالتلو « ماعادش نحبّك. بين خفقة القلب السابقة و خفقة القلب اللي جات مبعدها، عاصمة الوحدة.
شقّ الصّحرا تو نحكي معاك –
كي نشقّها ماعادش نحكي معاك –
و تخلّيني وحدي ؟؟؟ –
ماهيش صحرا، و ماكش وحدك –