Archives des auteurs : Azyz Amami
عن لا مسؤولية الموظفين العموميين و أشباه العموميين (مساكن) #مانيش مسامح
عام 2011، و من باب « القضاء و القدر »، ابتلانا ربي بحاجة اسمها « السبسي » في الساحة السياسية التونسية. بعد ما طلعوه م المورڨة البورڨيبية، جماعة قروي آند قروي كملو عطاوه « خبرتهم الإعلامية في الإتصال » (و هم أبرع ما يكون في علوم بيعان الياغرط و الخطوط الجوالة باسم الحداثة و الأصالة و هاك الفازات) و سي معز السيناوي كمدير صورة و مستشار (مازال في بلاصتو). و م اللي حط ساقيه في الما بارد، ما فتئ سي الباجي يعاود و يكعرر في نفس الكلمات « مصالحة، و عفا الله عما سلف ». حتى بعد خمسة سنين، و تطبيقا لمقولة « العناد و الخرا في الواد »، واصل السبسي التكبيش في نفس الكلمات. و نفس الحكاية رجعت بمسمى جديد، اللي هو مشروع قانون المصالحة. صحيح البلاد عرفت مشاكل من نوع جديد، و مطروحتلها خيارات صعبة و لازمها حلول حقيقية، أما هذا الكل السبسي ما يعنيهش. ما تعنيه كان نفس الكلمة اللي متلقنها من « المستشارين ».
خاطر الساعة، خلي نبداو واضحين. السبسي كإنسان، خارف. ما يوصل يكبش و يكعرر إلا بعد تمرينات عديدة و قاسية. نتفكر عام 2013، و بمناسبة سي اعتصام الرحيل، توفرتلي الفرصة نتعامل مع برشة ناس تتعامل مع السيد هذا و بكلها ما كانت تحكي كان على « الهربات » و « الفلتات » اللي هو بيدو واعي بيهم. معناتها كيف يبدا يتكلم و يعبر و ينفعل، اعرف راهو مسكين ترانا ياسر باش خلط ورا روحو ينطق في هاك الكلمات. و موش من باب التشهير نقول في الكلام هذا (و نستر في أكثر)، أما من باب « اعذروه ما تسبوهش ياسر، هذاكة البدن آش عطا ».
معناها كيف نحكيو ع السبسي، نحكيو بالأحرى على ماكينة فيها ناس أخرى و مخاخ أخرى : « جمعيات »، ثينكطانكوات، مستشارين، أصحاب، معارف، شركات و آفاريات تابعين الأصحاب و المعارف الثقاة. السيد انقطع أكثر من عشرين سنة ع العمل السياسي، و اولاد حزبو مغلبهم يعرف التراب م الشيرة الأخرى. هذاكة آش قعدلو كي تجي تشوف.
المهم، المدة هاذي عاودت نفس الزنانة رجعت، و من نفس الشيرة. و المرة هاذي في فورمة مشروع قانون المصالحة. عامناول، في الروندة لولا، تنطر جزء من فريق « السبسي » اللي كان شادد الحكاية، اللي هو محسن مرزوق. و بعد ما كان « رسول المصالحة » رجع لمرحلة « مشروع سياسي ». في الأثناء، الحجج اللي استعملها و اللي استعملوها جماعة السبسي عام 2015 مغلبها طاحت في الما. حجة « باش تدخل مليارات بالوقت » طاحت، بحكم أنو كلمة « تدخل مليارات بالوقت » تعاودت عشرات المرات : هيا نصوتو فيسع على إعادة رسملة البنوك باش تدخل مليارات بالوقت، هيا نحلو اللعب لبودينار في حكاية الشراكة بين القطاع العام و الخاص باش تدخل مليارات بالوقت، هات نطيحو السروال قدام الدولة الفلانية باش تدخل مليارات بالوقت، هات نمدو يدينا كيف قحِبّة الكوليزي اللي يقعدو بلا كليونات و ناخذو قروضات أخرين باش تدخل مليارات بالوقت. و في كل مرة، الحاجة الوحيدة اللي تدخل هي العصبة، و مليارات زادة. حجة « راهو باش نشغلو و نستثمرو في المناطق الداخلية » طاحت كيف كيف، و ولا أي حديث « رسمي » ع التشغيل يضحك بمرارة بعد الآلاف اللي وعد بيهم شوكات كيف لحمت في الڨصرين في جانفي 2011، و كي العادة « شغلو » العصبة و استثمرو « العصبة » في المناطق الداخلية.
كي عاود رجع الحس ع المصالحة و العفو، المرة هاذي حجة قديمة رجعت على لسان برشة نواب و « كرونيكورات » قراب م القصر. ما كانوش يقولوها برشة قبل، أما توة حتى م النواب المورطين في الفساد (كيف مادام سعاد زوالي عن نداء تونس) ولاو يقولوها و يعاودو : « سيبولنا القانون راهو باش يحرر برشة موظفين مكبلين بالتتبعات و هوما كفاء ات. مورطين على خاطر نفذو تعليمات كان رفضوها نعرفو آش يصيرلهم، موش مسؤوليتهم اللي صار ماهم إلا عبد المأمور. نحرروهم تزها البلاد ». هذا بالمختصر الحجة المتكررة على لسان العديد من هنا و من غادي.
مساكن.
خاطيهم.
ما عندهم ما عملو، و تونس محرومة منهم و من كفاءتهم.
شنية ها الكفاءة؟؟؟ التصحاح كيف تجي تعليمات شفوية؟؟؟
علاه؟ ياخي ما فماش شكون تلّف أيامات بن علي، باش ما يوسخش يديه؟؟؟ ما فماش شكون دبرت شهادة مرضية و سلكها؟؟؟ ما فماش شكون كبش في « كراس الشروط » من غير ما يدخل للحبس؟؟؟
كونو « موظف عمومي » ولا شبه عمومي (هاذوما اللي يدافعو عليهم و حاطينهم راس حربة) معناه اللي هو انسان يخلص من فلوس « العموم » باش يخدم « العموم ». كونو هو تعامل مع الوظيفة « كامتياز »، مسؤوليتو، اختيارو و يتحمل عواقبو و عواقب تصرفاتو باش يحافظ عليه كامتياز. بن علي ما كانش يحبس اللي يمهطلو، كان ساعة ساعة اللي يكسرلو كرايمو فيهم يستدعاه « لمهام أخرى » ولا ينقلو. و التنقيل تابع « كونتراتو » العمل اللي عاقدو الموظف العمومي و الشبه عمومي مع « العموم ». الكونتراتو اللي يخلص عليه فلوس، موش كعبات بطاطا و حفنة بسيسة.
الساعة خلي نوضحوها. القانون يشمل الموظفين العموميين و الشبه عموميين من غير ما يفسر. باش توضاح الصورة، حطو في بالكل اللي الخبراء المحلفين المعتمدين لدى القضاء، المديرين الكبار متع البنوك و الشركات الكبرى (عام ولا خاص، ستاڨ، صوناد، الوكالة العقارية، ديوان البريد، اتصالات تونس …) كلهم موظفين شبه عموميين و مشمولين بحديث « مساكن ».
معناها توة تونس محتاجة الخبراء اللي صححو اللي مشاريع فاسدة خلاتلنا بنية تحتية متهالكة، يرجعو يخدمو؟؟؟ محتاجة الخبراء اللي « قهوة » ولا « تليفون » يجيب تصحاحتهم، يبداش فما سم في الحكاية ؟؟؟ محتاجة اللي يسيب قروض من غير ضمانات بفلوس الناس، يرجع يخدم؟؟؟
الساعة، فما تجربة في العلوم الإنسانية (اللي هي تجربة ميلڨرام) ، تبين مرة و إلى الأبد اللي، في أحسن الحالات (موظف ما استنفع شي و سمع الكلام) الإنصياع هو قرار و اختيار. و الانسان مسؤول على اختياراتو. انت اخترت ما تفركسش على طريقة تأدي بيها واجبك من غير ما تدخل في صدام. سواء عن كسل أو جبن، في الحالتين سواء. على خاطر تبعات فعلك سواء.
اللي صحّح على ثنية راشية اللي هي صحيحة مسؤول مباشرة عن أرواح الناس اللي ماتت بحوادث في جرة البنية التحتية بفلوسها. يبداش حالو يسخف اليتيم.
اللي صحّح على اوراق مارشي مدينة الثقافة، و استغل تحليفو باش يأكد اللي الأمور الكل مطابقة للمواصفات في مارشي كان مفروض يوفا في عشرة شهور قعد عشرة سنين، مسؤول مباشرة عن حرمان شباب تونس الكبرى من فضاء كانوا فيه عدد كبير م النوادي و الجامعات الرياضية المفتوحة للجميع و تعويض ها الفضاء بفراغ كبير، كل واحد كيفاه عباه على حسابو.
الحكاية ماهيش شماتة، الحكاية أبسط من هكة ببرشة. نقولو واحد يسكن في بالاص فيه عساس، و مدة ثلاثين سنة كل مرة دار تتنطر منها حاجة، و ساعة ساعة واحد يتدغر في الظلمة، ولا يدعثرولو ولادو م الدروج. بعد ثلاثين سنة، السكان يطيحو السراق و يشلقو اللي العسّاس هو اللي كان يحلّلهم البنية.
أخطاونا م السراق، أما العسّاس ترجعو يخدم؟؟؟ تنجم توصل تتفاهم مع السراق بعد طريحة و ترجيع المسروق و فجعان الذيب. أما العسّاس ما فيهش حديث، ماعادش يخدم في البالاص.
و حديثنا قياس.
Appel à participation pour les geeks #مانيش_مسامح #ما_يتعداش
Amis geeks, membres de la communauté opensource tunisienne ayant fait ses preuves dans tous les combats citoyens du pays, hackers de tous bords, développeurs éparpillés mais à l’esprit citoyen présent : notre pays vit dernièrement un nouveau bras de fer entre « ancienne génération » tenant à ses privilèges et à sa philosophie de gouvernance, et « nouvelle génération » imposant une patrie qui émane des citoyens, dont la gouvernance part d’eux pour revenir vers eux dans le respect des droits et de la dignité de chacun. Une « nouvelle génération » qui sait que le groupe ne peut être fort qu’en fortifiant de manière équivalente tous ses éléments, et que l’élément n’a de sens que dans un groupe. Ce bras de fer se tient autour du projet de loi d’amnistie de tous les malfrats politico-administratifs, et de leur réhabilitation dans la vie commune.
L’informatique et ses applications informatives sont notre arme, le net est avant tout notre territoire. Une idée, inspirée par une pensée de Taha Dziri, pourrait voir le jour et faire son effet. Une application « Ta77anGo » (selon le modèle de PokemonGo), qui part du rapport sur la corruption établi par Abdelfattah Ben Amor en 2011 (rapport étatique, donc personne ne peut contester le contenu, mis à part les puristes et radicaux) comme base données, avec recoupement quant aux listings des gouvernements tunisiens disponibles sur wikipedia, qui afficherait aux localisations géographiques des « marchés publics corrompus » (mentionnés dans le rapport) des avatars des personnes corrompues impliquées, ainsi qu’un descriptif de l’affaire. Aux utilisateurs de collecter le max de corrompus.
A la base, ce n’est qu’une idée, et je fais appel à tout jeune geek tunisien pour former une équipe de travail afin de mettre en place telle application. D’autres idées sont possibles, pour contrer leurs efforts à faire survivre les cadavres que nous avons choisi d’enterrer. Celui qui se trouve intéressé par la mise en place de cette idée peut me contacter sur twitter ou par mail. Celui qui veut participer et a d’autres idées peut envoyer un message à la page de la campagne Manich Msamah.
Ils se croient invincibles, plus encore ils croient que tout le monde en est convaincu. Il suffit d’un bon nombre de « V » qui savent qu’ils ne le sont pas pour les vaincre.
(Excusez les erreurs, écrit à la hâte).
قراءات : الأخوة كارامازوف، أو كيف بعبص دوستويفسكي فرويد
تقديم : في التركينة هاذي، كل مرة باش نقدم قراءة شخصية/ذاتية في عمل أدبي ولا فني : سواء رواية ولا دراسة ولا مجموعة قصص ولا شعر ولا اللي هو م الحكايات اللي نقراهم و يعجبوني. ما ندعيش « النقد الموضوعي »، لأني ما نامنش بيه. الحاجة الوحيدة اللي ننجمو نكونو فيها موضوعيين في قراءة الفن هو التحليل التقني البحت (تحليل نحوي، ولا تقنيات العمل التشكيلي)، باقيها تفسيرات و حاجات يولدها العمل في ذواتنا. الله غالب، بالنسبة لي العمل الأدبي/الفني ذاتي في الأساس، و استهلاكو كيف كيف.
م اللي صغير، نسمع بدوستويفسكي و قريت عليه في عديد الموسوعات و الدراسات، و حتى في دراسات التحليل النفسي الفرويدية. أما، ما نعرفش علاش، قعدت ياسر نتهرب من قراءة أعمالو. ديما يبانلي حاجة خشينة و لازمها مستوى و كذا. زيد الإحباط اللي خلفهولي ماياكوفسكي كيف قريت أعمالو الشعرية (صحيح حكايتو مزيانة، و رومانسية، و ثورة و سوفيات و كذا، أما برجولية أمور شعر ما جاش ع المضاغة) خلاوني ديما نحترس م المنتوجات الأدبية الروسية.
إلى أن لزني الڨلڨ، و شديت « الإخوة كارامزوف » المدة اللي فاتت. صارتلي حاجة عندها سنوات ما صارتليش، يظهرلي م اللي قريت « مائة عام من العزلة »، و كليت الكتاب ورا بعضو، في أقل من اسبوع. يمكن لو كان قريتو قبل العمر هذا، راني ما تمتعتش بيه كيما توة.أما ما نحكيلكمش. السيد طلع ولد قحبة صرف، أمور سخرية عميقة من كل شي.
كي كملت الكتاب، اكتشفت أنو عادي و عادي جدا فرويد يكرز منو. التقديم اللي كاتبو فرويد بكلو رزانة عص و تلكليك لكلاسيكيات « أوديپ » و الطفل اللي يقتل بوه خاطر يحب ينيك أمو. أما بما أنو ما فماش « أم حاضرة » في الرواية، يدور فرويد و يفسر الحكاية على أني كبت تفجر في تعبير فني و أنو الأم موجودة أما دوستويڢسكي المريض عرف يخبيها في برشة شخصيات أخرين و هاك اللاوي (تقول محلل عروبي يبرهن في المؤامرة الكونية ضد الجينات العربية عبر تضعيف القدرات الجنسية لأفحل ما أنجبت الأرض).
فرويد بيدو بطا في كتيبة التقديم، و كيف بعثلو شكون و قالو « حسيتك بلفطت في تقديم كارامازوف »، جاوبو فرويد بما معناه « أيه، على خاطر مجبور بما أني خلصت ع التقديم، أما دوستويڢسكي موش جوي ». و هو شيء، كيما سبق و قلت، عادي و عادي جدا. على خاطر دوستويڢسكي، و بكل بساطة، قام و بعبص كافة مقومات ديانة « التحليل النفسي »، من قبل ما يبداها سي فرويد. كيفاه، يقول القايل؟؟؟
مانيش باش نحرق الفيلم متع الرواية، التركينة هاذي ماهيش متع « تلخيص حصص المطالعة »، هذاكة علاه موش باش نرجع للأحداث. يكفي القول أنو دوستويفسكي، في الرواية هاذي، استعرض كافة النظريات متع علم النفس متع عصرو، و استشرف « المحدثين » اللي جايين (و اللي على راسهم التحليل النفسي) عن طريق حيلة ساهلة : دوستويڢسكي في اول الرواية، تحت حس مس، استعرض باستهزاء لكافة التيارات « لاموضة » متع أوروپا وقتها، و ورا اللي هوما بكلهم مجرد « لاموضة » و حكايات تحاول تصنع معاني تزبرية لناس متعودة تقرا كان رؤوس الأقلام و تنجرف ورا بعضها في تيارات علوشية، و نفس الطريقة اللي تطور بيها الفكر السياسي (المحافظة التقليدية، التزارية، الأورتودوكسية، الليبرالية الشهوانية و الإشتراكية) طبقها بتناظر على علم النفس، و خدم على التطور الميكانيكي الخطي المتوقع : استشرف كونو القارئ ينجم يتعدا للاوعي و الشهاوي المكبوتة و بيّنها و بعد ما صورها على أني « حقيقة مطلقة » لصفحات، جاب شخصيات تقوحبو عليها و نقدوها في الساس. ها الشخصيات هاذوما هوما بيدهم عندهم شخصيات أخرى تقوحبو على رؤيتهم للحياة. الرؤى الفكرية و الفلسفية حطها بكلها بعمقها و رزنها، لوين توصل ساعات تقتنع أنو الراوي مع الفكرة هاذي ولا الأخرى. أما بعد ما يحطها بالضبط، يعمل دورة و يوريك نفس المشهد و نفس الشخصيات في طمبك ڨعرانية الوضع اللي هوما فيه، و يخليك وحدك تشوف التناقض. الرومانسي المرتبط بمثل كبرى، و المتمرد على كل شي، و اللي يفهم كل شي، و اللي ما يفهم شي، و اللي يحب على مجد الزمان. هو كي تجي تشوف، بكلها بتناقضاتها تحب على « مجد الزمان »، و بكلها قاعدة فقط تخرا فيه.
تنجم تلقا مقاطع لكل تيار فكري، غنية بكثافة عميقة، و فيها قداسة المحيط كان لزم. أما اللي يموت، يجيّف مهما كان. و الشخصيات تعمل في مجهودها باش ما تتواصلش بالساهل بينات بعضها، و كل واحد يأسطر، بينما يكفي أنو يصير تواصل بسيط « شبه حيواني » كان لزم باش الناس الكل تاخو بايها و توصل لمبتغاها.
عادي و عادي جدا أنو « فرويد » يتنقرس من ها الرواية، على خاطر دوستويفسكي م الصفحة لولى، م التقديم، يقول بالواضح : « اسمعني، انت راك تفهملها برشة أخي الناقد و أخي القارئ، على ما تفهملها هاني باش نجيبلك حكاية فارغة و بش تشوف قداشي معبية، أما راهي فارغة ».
عمال نقدم في الرواية صفحة بصفحة، عمال المتعة تولي موش في الأحداث، أما في « الفازة » اللي بش يطلعلك بيها الراوي المتخفي ببراعة في وذنين القارئ : يخليه يبني دنيا و عالم في مخو، باش يرجعلو يرڨص في حواجبو و يقلو « انت توقعت هكة؟؟ مالا العصبة. و موش مني، قلتلك م الأول راهو ».
طريقة السرد، الطريقة اللي قسم بيها دوستويڢسكي روايتو، قمة في البساطة و التواضع، تقول دراسة ولا ملف صحفي على حلقات. و الحكاية لكل لغادي، السخرية لكل لغادي : بكلها حشوات، الأمور بسيطة و لا حقيقة إلا الجسد و الموت.
الحاصل، نصيحة مني : اللي يطيح بيه، يقراه.
عن المصالحة : كفى تقوحيب.
و أخيرا، بعد أشهرة م المراوغة و التكبرية ع اليمين و ع اليسار، بعد مغامرات محسن المفتاح مع حافظ ابن أبيه، رجع « قانون المصالحة » مطروح على الطاولة، و بزربة، فماش ما يخلطو يزرفوه من غادي لغادي. المرة هاذي، زوز نسخ متوفرين، باش اللي يحب يكنتر النسخة القديمة، يجاوبوه بنسخة جديدة فيها أكثر انفتاحات. واحد م الناس، نرا اللي القانون هذا ما لازموش يتعدى، سواء النسخة القديمة ولا النسخة الجديدة، لكن لأسباب يظهرلي مختلفة على أسباب العديد من الأصدقاء.
المشكل الأولاني اللي طارحو قانون المصالحة أخلاقي، بمعنى أنو ما يجيش مجرم يتسامح و يرجع أمورو لاباس، زيد واجب الذاكرة تجاه الضحايا. الحق، واحد م الناس، موش هاذي مشكلتي مع القانون. نعرف اللي ننجم نصدم العديد، لكن كي نخمم ما عنديش مشكلة أنو إنسان عمل جريمة يتسامح. و بالتحديد أكثر، ما يسمى « عودة الدساترة » ما عنديش معاه مشكل أخلاقي، على خاطر الدساترة عمرهم ما اختفاو م الساحة السياسية باش نحكيو على رجوعهم، من جيهة، و من جيهة أخرى نعتبر أنو العدالة الإنتقالية اللي تفاهمو عليها الجميع بطبيعتها قايمة على إعادة رسكلة الوجوه القديمة في الشأن العام. عندي مشكل مع « العدالة الإنتقالية » كمفهوم و فكرة، بحكم أنو العدالة ما فيهاش « انتقالي » و « نهائي »، فيها « جور » و « عدل » آكاهو، و بحكم أنو « العدالة الإنتقالية » كحل سياسي عمرو لا كان من مطالب التوانسة ولا الحراك الاجتماعي اللي صار (و مازال)، بل كان مفهوم سياسي تم إسقاطو من الخارج على الواقع التونسي بمشاركة الجميع.
مشكلتي مع القانون جوهرية في شيرة أخرى. ها « العدالة الإنتقالية » اللي ماهيش عاجبتني، تم سنها في الدستور، و تنظيمها بقانون أصدرو جهاز « استثنائي ». بما أنو، نطلع ولا نهبط، ماخو خيار أني نعيش في إطار المدنية، معناها لازم علي نحترم ما جاء في إطار « الاتفاق الجماعي المشترك ». الكونتراتو اللي يلمنا كتوانسة الكل، حسب وجهة النظر المدنية، هو هاك الدستور، و اللي عيوبو ماهي إلا صورة لعيوبنا اللي اتفقنا عليها و مستعرفين بيها. « كيفاه نتعاملو مع اللي فسدوها قبل » هي مسألة تطرحت في الكونتراتو هذايا.
في التاريخ متاعنا عنا برشة خور و أمراض قعدولنا كي الفيروسات و الدمامل، و اللي الثورات و الحراكات و الإنتفاضات ما عندهمش معنى إذا كان ما يصلحوش ها الخور و يبدلوه. من عام 1861، م اللي تطرحت فكرة أنو « نحكمو بعضنا بكونتراتو فيه حاجات واضحة، لا حد رب على حد » و تعمل دستور، تعاودت تجاوزات الدستور. الصادق باي كي ما ساعدوش الكونتراتو ع الدخلة دار في الحياصة، الاستعمار يساعدو بلاد بلاش دستور خلاها هكاكة، و بورڨيبة بعد ما ضرب ع الدستور، استعملو محرمة و خلاه لبن علي اللي ردو شوليقة متع ميحاض. كيف صار ما صار من آخر 2010 لتوة، كان هذاكة هو الإشكال الحقيقي، إشكال التكريز، اللي ننجمو نلخصوه في كلمة : يزي ما تقوحبتو علينا.
واحد م الناس، ما عنديش أمل لوقتي ولا جيلي، أما عندي ثيقة في الاجيال اللي قاعدة تطلع، في الشبيبة و المفرخ اللي مولودين في المستقبل من توة. نعتبر أنو أي معركة تتحل، تتحدد أهدافها في الجيل القادم. اللي يبني، يبني على قواعد صحيحة : يحفر، يصب الصبة، يهز السيسان، يصب السقف و مبعد يبني الحيوط. بلاد مدنية كيف كيف، عندها قواعدها في البني : دستور، أداة تنفيدية تسمح بترجمة الدستور و تحويله لقوة نافذة (محكمة دستورية)، مبعد ها النقاط الأساسية المحطوطة في الكونتراتو، تو نشوفوهم. موش تبداو تتقوحبو علينا، كما لو أنو شي ما صار.
النسخة الثانية من مشروع قانون المصالح، فيها نقطة شدت انتباهي، اللي هي الفصل الخامس. في الفصل الخامس، و بعد ما سي بن تيشة حضر حواشي الطحين بتشريك هيئات دستورية أخرى (استعمال هيئات تحتكم للدستور لنكاح الدستور، في غياب أي مؤسسة) باش حد ما يقوللهم « هاكم تحبو تهزو وحدكم »، يجي يقلك أنو أي واحد باش يشد بلاصة في اللجنة، لازم يحلف اللي هو باش يحترم الدستور. عبارة واحد فصالة يغتصب في فرخ موحلهولو ، و يقلو : « والله لاني نبعبص فيك ». قمة في الوقاحة تجاه بلاد لازم تتبنى.
الحجاج السائد، و اللي باش يقعد يتعاود، قايم على وضع الأزمة الإقتصادية اللي عايشة فيه البلاد. و اللي القانون ما يقدملو حتى حل، بل ينجم يزيد يفسدها بالتأثير على مؤشرات الفساد و الدفع للإستثمار. آشكون باش يتشجع على بلاد طامعة ترجع 9000 موظف متورط ؟؟؟ القانون مافيهش حتى إجراء ينجم يدز عجلة الإنتاج ولا يكسر التحجر البيرقراطي اللي محبسنا. زيد ما ظنيش كان رجوع 9000 موظف باش يثري خزائن الدولة. القانون جوست دليل آخر أنو العباد اللي قاعدة تمارس في الحكم ما عندها حتى أدنى فكرة أحنا وين، ولا شبينا، ولا شلازمنا نعملو. عندهم كعبتين و كعبة اصحاب يفسرولهم اللي يحبو كيما يحبو، و هوما كي كلاب مجردة.
كان فما حاجة لازمها تتعدى، راهو أي إجراء للإسراع في تنصيب المحكمة الدستورية. تشريك المحكمة الإدارية و هيئة مكافحة الفساد و غيرها في « اللجنة » ما ينفيش عدم شرعية ما تم اقتراحه. كيف قلنا بلاد مدنية، ماناش نتقوحبو. يزي ما حثولنا و برولنا.
الحاصل، الروندة الثانية عدها باش تبدى. و اللي عندو فكرة ينده يطبقها. يكفي أني الناس تقرا نص القانون باش تفهم الحشوة.
عودة على ترجمة : علاش كلمة « نصير »
الترجمة خيانة، هاذي الكلمة اللي ديما تتعاود انطلاقا من مثل إيطالي يلعب ع القرب بين الكلمتين بالطليانية. كلمة يبداو بيها المترجمين عادة، إما كنوع م الإعتذار الغير مباشر عن نقص ممكن في العمل، و إلا كدليل أولي ع التواضع (و ماكم تعرفو، التواضع حاجة باهية و كذا، و ساعة ساعة يولي فخرة 🙂 ). واحد م الناس ما نامنش بيها الكلمة هاذي. و نرا في الترجمة العكس : نوع من أنواع الولاء لكاتب النص الأصلي. ولاء في المقصد و في اللحظة الإنسانية اللي كتب فيها نصو. و نوافق الشاعر الأمريكي عزرا پاوند (اللي مغروم بيه ياسر، و نعتبرو احد القدوات رغم اختياراتو السياسية المعفطة أحيانا) كيف دعا للترجمة الخلاقة، اللي تنجم توصل تبعد ع الكلمات الأصلية و حتى التراكيب النحوية الأصلية، جوست باش تعاود تخلي الكاتب ينطق نصو بلوغة أخرى.
بالطبيعة في الحالة هاذي فما خدمة و قياس، و فما تخيير شخصي. واحد م الناس، النصوص اللي نترجم فيها و مازلت باش نترجمها هي في الأساس نصوص عندي بيها علاقة : يا إما نحبها هكاكة جماليا، و إلا نعتبر اللي فيها فايدة هامة كان يوصل يقراها و يفهمها حتى تونسي واحد برك. و الكاتب اللي نحكي عليه هو في الأساس قراءتي الشخصية و رؤيتي ليه. أما باش ما ندخلش روحي ياسر نتفادى تفسير مقصد الكاتب الأصلي كيف قال هكة، ولا حط هكة. ياسر ع الجحيش يولي، و القارئ ما يقعدلوش حاجة واضحة يصفي بيها رأيي من رأي السيد اللي مترجملو.
في العادة، واحد م الناس، نشوف أنو اللي يكتب حكاية يخليها تفسر روحها بروحها في مخ اللي يقرا، من غير ما يقعد يزيد يشرح و يفصل مبعد، على خاطر هكاكة ينجم يوصل يبعد على الافكار الأصلية فقط للدفاع عن نقطة ما. أما بما أنو الترجمة، و إن كانت « إبداعية »، ماهيش عمل فني قائم الذات ولا عمل كتابي متكامل (المترجم ما يتقارنش بكاتب النص الأصلي مثلا)، نسمح لروحي المرة هاذي باجتراح ها القاعدة.
نص ڨرامشي من النصوص العاطفية الأساسية لدى اليساريين. ڨرامشي كان عندو دور كبير في مصالحة « الشياح » الماركسي اللينيني مع الفنون و الثقافة، و تعريفو للمثقف العضوي سمح لعديد الفنانين و الشعراء أنهم يلقاو دور و بلاصة في « مشروع الثورة الإنسانية القادمة ». هذاكة علاش كي بديت نترجم فيه، حاسب حسابي اللي باش يكون فما ملحوظات، و قعدت نستنا في ملحوظة بعينها، تكرم بيها مشكور سي جنيدي عبد الجواد كتعليق لهنا (سي الجنيدي، بعيدا عن التقديرات الآنية، م اليساريين التاريخيين في تونس، و المنتمين لها العايلة الفكرية في تونس ما ينجمو يكونو كان تعاملو معاه من قريب أو من بعيد، كيف جماعة الحزب الشيوعي التونسي سابقا و آفاق الكل). الملحوظة بعلاقة بأكثر كلمة تعبتني في الترجمة، و اللي هي الكلمة المحورية متع ڨرامشي في نصو : partisan
أحد الترجمات المستسهلة لها الكلمة، هي ترجمة متحزب، و هي الترجمة الأحب لقلب اي واحد يرا في اليسارية ولا الالتزام و لا المبالاة حركة ما تنجم تكون ذات معنى إلا في إطار حزبي. لذلك يكون مفهوم أنو أي « يساري تقليدي » تعود على فكرة « حزب الثورة و حزب التقدم » يرا في غياب ها الكلمة عن الترجمة مشكلة، و حتى « تحريف » كيما نراو في التعليق المذكور أعلاه.
الفازة اللي الكلمة المذكورة ما تمش استعمالها في أوائل القرن العشرين، و حتى لنصفو، فقط للحديث عن المتحزبين. فما برشة بلدان توجد فيها فكر يساري (اشتراكي أو شيوعي أو جمهوري راديكالي أو ليبرالي في أمريكيا اللاتينية، التسميات هاذم وقتها و في البلدان الموزعين عليهم ما كانش عندهم نفس المعنى الحالي، خصوصا الجمهوريين الراديكاليين في فرنسا و إيطاليا حتى أواخر القرن 19 و اسبانيا و الليبراليين في أمريكيا اللاتينية) دون إمكانية أنو يكونو فما أحزاب، لكن كانت فما نوادي و جمعيات و وداديات و تعاونيات و نقابات و تشكيلات مواطنية و ائتلافات مثقفين (كيف مثلا الائتلاف اللي دعالو براشت لمناهضة الفاشية) و كانوا المنضوين في ها المجموعات يتسماو كيف كيف « پارتيزان ». و هاذوما مقصودين كمرجع تاريخي إنساني مباشر و غير مباشر في نص ڨرامشي.
زيد الكلمة هاذيكة، رغم اللي تبان عادية، إلا أني كانت محل دراسة و تمحص من قبل عديد الفلاسفة السياسيين و فلاسفة القانون. واحد كيما كارل شميت مثلا كتب كتاب كامل في الستينات على « نظرية الپارتيزان » بعد اللي اعتبر أنو « الپارتيزان » هو المكون اللي ما حسبلوش حساب في كتبو السابقة، و اللي لتوة تعتبر مراجع (فقه للسياسة و نظرية للسياسة)، و انطلق من المقاومين للنازية اللي سماو رواحهم « پارتيزان » من غير ما يكونو بشرطه منضوين تحت حزب، و إن كان العديد منهم ماركسيين، إلا أنو تفرقهم بين العديد من المذاهب منعهم م الدخول في تشكيلة وحدة.
هذا من شيرة خلاني ع الدخلة استبعدت كلمة « متحزب ». قعدت كلمة « منتمي » اللي تم استعمالها في عديد الترجمات للعربية الفصحى. الفازة اللي قراءة للنص، حتى سطحية، تخلي القارئ يشلق اللي ڨرامشي ماهوش طارح إشكالية « تنتمي لجماعتي » ولا « لا تنتمي لجماعتي »، أما طارح إشكالية « آكتيف ماخو موقف » في مقابل « پاسيف لايث كي السفنارية ما على بالو بشي و ينڨرز طول النهار ». زيد الإنتماء يعدي لصورة متع انصهار فرد في مجموعة، بينما ڨرامشي يأكد ع الإرادة و الفعل و البطولة و التضحية اللي ما ينجمو يكونو كان افعال و آتيتود فردية.
تقعد كلمة « عندو موقف » و اللي لقيت معاها إشكال نحوي : « عندو موقف » تركيبيا تخلي فما فصل بين الشخص و الموقف، كما لو أنو شيء خارجي موضوعي تكسبو ولا ما تكسبوش، بينما ڨرامشي يحكي على حالة، و على حالة فاعلة تكون فيها كلمة في صيغة « الفاعل » هي الأقرب تركيبيا. تقعد كلمة « ملتزم » اللي للأسف كثر استهلاكها، و زيد مستعملة كمصطلح ترجمة لكلمة أخرى (engagé). « نصير »، حسب رايي، كانت أهون التراجم المتوفرة بين الدارجة و العربية (مادام شي ما يمنع الدارجة كلهجة تجترح م العربية الفصحى كلمات كأحد اللغات الأصل للهجة)، من شيرة فيها تشديد في صيغة الفاعل، و من شيرة توضح اللي فما موقف و فعل لازمين.
ڨرامشي ما كتبش النص باش يدعو الناس تدخل أفواجا أفواجا في الحزب الشيوعي الإيطالي، كتبو كشلبوق في وجه اللي راڨدين يستناو في قضا رب يهبطلهم، و إذا كان ما هبطش يدورو ع الكعبتين و كعبة اللي حارقين رواحهم من اجل العيش المشترك الكريم، و هو مقصد واضح وضوح الشمس في النص الأصلي، و هو زادة اللي يخلي النص هذا لليوم عندو وهج، و كي يقراه عبد حارق روحو يحس بيه و يحس التكريز اللي فيه بالحرف بالحرف.
الحاصل، في الأخير، تقعد بنة ڨرامشي، أني أفكارو تمشي في الشارع على ساقيها.
غدوة ترجمة أخرى 🙂
نكره اللي ما على بالهمش ، ترجمة لنص آنطونيو ڨرامشي
تقديم : آنطونيو ڨرامشي مثقف و مناضل يساري إيطالي، من جماعة بدايات القرن العشرين. رؤاه كانت موجهة للثقافة و دور المثقف في النهوض بالمجتمع نحو الثورة و التقدم و هاك الكلمات العزيزة على قلب اليساريين. ماركسيتو ما خلاتوش متحجر، و على عكس برشة في وقتو، كان يرا في كافة التعبيرات فن مهم (كيف السينما اللي كان ڨرامشي من اول الناس اللي اعتبروها فن قائم الذات). نظّر لما يسمى بالـ »مثقف العضوي » في « كراسات السجن »، اللي كتبهم وقت اللي حشاوه جماعة الدوتشي في الحبس. أعز تفسير لنظرية المثقف العضوي، حسب رايي، هو التفسير متع عصام العبسي : « معناها انسان متثقف، كي تحب السلطة تربح منو حاجة على حساب الناس يقوللها ‘ شد العبلي بعضوي’ « .
الحاصل، ما نزيدش نكثر عليكم بتهدريزي، و هاو واحد م النصوص متاعو اللي يعجبوني. النسخة الأصلية و الترجمة الفرنسية تلقاوهم لهنا.
نكره اللي ما على بالهمش. و انا على راي فريديرك هيبل كيف يقول اللي « أنك تعيش معناها أنك تكون نصير متع حكاية ». ما ينجمش يكون فما جوست بشر، هكاكة، براينية ع البلاد. اللي يعيش بالرسمي ما ينجم يكون كان مواطن، و ياخو موقف و يناصر. اللامبالاة و بيعانها بلفتة معناها اللياثة (پي آس : عبد لايث معناها)، العالة، الجبن، ماهيش العيشة. هذاكة علاه نكره اللي ما على بالهمش.
اللامبالاة و بيعانها بلفتة هي الوزن الميت متع التاريخ، طلقة الرصاص الموجهة للي يجدد، هاك المادة الراڨدة الهامدة اللي تغرق فيها أقوى الحماسات، هي هاك الڨلتة المحاوطة بالمدينة القديمة تحميها أكثر م الحيوط الصلبة، أكثر من صدورات محاربيها، على خاطرها تبلع في دواماتها المْغَرْوْطَة الناس اللي تزدم، تهلكهم و تديكوراجيهم، و ساعة ساعة تخليهم يتخلاو جملة على مساعيهم البطولية.
اللامبالاة تخدم بالقوي وسط التاريخ. تخدم بسلبية و بتتليف، أما تخدم. هي النكبة، الشي اللي ما ننجموش نعملو عليه، هي اللي تدخل البرامج بعضها، اللي تقلب الطرح على أعتى المخططات؛ هي المادة الخام، المتمردة ع الذكاء اللي تخنقو. اللي يصير، الهم اللي طايح ع الناس الكل، الخير الممكن اللي تنجم تطلعو حركة بطولية (ذات قيمة شمولية)، ماهمش جايين من مبادرة متع ناس تخدم قد ما يجيو من جرة اللامبالاة و الغياب متع برشة. اللي يصير، ما يصيرش على خاطر فما شكون حبو يصير، قد ما يصير على خاطر كتلة العباد تسلّم قدام إرادتو، تطفي الضو و تخليه يعمل اللي يحب، تخلي العقد اللي ما يحلها كان السيف تتلكمت، تخلي قوانين ما تتنحى كان بتمرد تتشرّع، تخلي السلطة لعباد ما يتنطرو منها كان بمذبحة. النكبة اللي تبان طاغية ع التاريخ ماهي إلا المظهر الوهمي متع ها اللامبالاة، و التغيب. وقائع تنضج في الظلمة، طرف يدين ما يعس عليها و يراقبها حد، تفصّل و تخيّط شبكة العيشة الجماعية، و كتلة العباد ما في بالهاش على خاطر ما على بالهاش. مصائر عصر كامل تتوجّه حسب رؤى ضيقة، أهداف متع تو تو، طموحات و أهواء شخصية متع مجموعات صغيرة ناشطة، و جماهير البشر ما فيبالهاش، على خاطر ما اعلى بالهاش. أما الوقائع اللي نضجت توصّل لحاجة، و الشبكة المنسوجة في الظلمة توصل لمنتهاها : و وقتها، على ما يبدو النكبة هي اللي تهز الناس الكل و كل شي في ثنيتها، على ما يبدو التاريخ ماهو إلا ظاهرة طبيعية ضخمة، انفجار، زلزال أحنا الكل ضحاياه، اللي حب عليه و اللي ما حبش عليه، اللي في بالو و اللي ما في بالوش، اللي حْرُك و اللي قعد ما على بالوش. و هذا الأخير يكرّز، ماذابيه يسلكها م العواقب، ماذابيه يبان بالواضح اللي هو ما حبّش، و اللي خاطيه ماهوش مسؤول. واحدين يتبكاو بكل تعاسة، أخرين يحلفو و يفحشو في الحلف، أما حد، ولا تقريبا حتى حد، ما يسأل روحو : و كان انا زادا قمت بواجبي، لو كان حاولت نوصّل إرادتي و رايي و نفرض قيمتهم، زعمة يصير اللي صار؟ أما حتى حد، ولا پراسك، ما يحس روحو مذنب باللامبالاة، و التشكيك المتواصل، مذنب اللي ما مدش يدو و نشاطو لتشكيلات المواطنين اللي، و بالتحديد باش يتفاداو الخايب اللي صار، كانوا يعاركو و كانوا يحاولوا يعملو الباهي.
الأغلبية متاعهم، بالعكس، قدام الأمر الواقع، يخيرو أنهم يحكيو ع المثل اللي تنهار، و ع البرامج اللي طاحت في الما، و تحذليقات أخرى من نفس النوع. من اول و جديد، يعاودو يتغيبو على أي مسؤولية. لا، بالطبيعة ماهمش يشوفو في الأمور بالواضح، و ساعات قادرين يعطيو حلول مزيانة ياسر للمشاكل المستعجلة، و منهم هاك اللي لازمها تحضير كبير و وقت. و باللي تبدا مزيانة ياسر، ما يمنعش اللي ها الحلول تقعد عاڨرة ما تنفعش، و ها المشاركة في العيش الجماعي ما فيها حتى وهج أخلاقي :هي نتيجة فضول عقلي، موش إحساس حاد بمسؤولية تاريخية اللي تتطلب نشاط الناس الكل في الحياة، و اللي ما تستعرف بحتى فورمة متع غنوصية و حتى فورمة متع لامبالاة.
نكره اللي ما على بالهمش زادة على خاطر تخرنينهم كأبرياء أبديين يتعبني. نطلب من كل واحد منهم أنو يحضّر الحساب ع الواجب اللي عطاتهولو الحياة و تكلفو بيه كل نهار، حساب اللي عملو و بالخصوص اللي ما عملوش. و نحس اللي ننجم ما نرحمش، و ما عنديش علاش نبعزق الشفقة متاعي، و ما عنديش علاش نقسم دموعي. أنا مناصر (عندي موقف)، نحيا، نحس ديجا في نبض البلاد المستقبلية اللي شيرتي قاعدة تبني فيها، وسط الضماير الحازمة متع شيرتي. و فيها، السلسلة الاجتماعية ماهيش راكزة على كعبات، فيها كل حاجة تحصل ماهيش جاية م الصدفة، ولا قضاء و قدر، أما هي الخدمة الذكية متع المواطنين. شيرتي ما فيها حد قاعد يتفرج م الشباك وقتلي كعبات يضحيو و يختفيو في التضحية بينما اللي راكش في الشباك يڨانص ماذابيه يستنفع من طرف الباهي اللي يحصلو نشاط شوية ناس و مبعد يعدّي إحباطو بالتكبيش في اللي ضحا بروحو، للي اختفى على خاطر ما نجحش في تحقيق الهدف اللي فيكساه لروحو.
أنا نحيا، أنا مناصر (عندي موقف). هذاكة علاه نكره اللي ما ياخوش موقف. نكره اللي ما على بالهمش.
في الاخر نحب ننوه اللي الترجمة المعروضة هوني ماهي إلا محاولة أولية. و بالنسبة لكلمة fatalité خيرت نترجمها في معظم النص بكلمة « نكبة »، على خاطر نشوف اللي ڨرامشي في نصو مركز على « الكارثة » و التراجيديا اللي ترافق الكلمة هاذي أكثر من تركيزو على حاجة غيبية تسيّر المصائر. المرة الوحيدة اللي ريت فيها قرب للمعنى هذا في آخر النص، اخترت استعمال « قضاء و قدر ».
الحاصل …
على ذكر عيد الآباء
الساعة قبل ما نبدا، نعتذر لأي واحد فرحان و باش ياخو كلامي على أنو تڨنڨين.
البارح، على حلة « الأورديناتور »، عملت تنڨيزة للأزرڨ (فايسبوك مسميه لزرڨ) باش نعمل طلة نشوف المعارف و الأصحاب و الاحباب و هاك اللي ما نعرفهمش وين يحوسو، ياخي عرضتني فازة تتشيطح في صفحة الإستقبال « هاپي دادي داي ». نتفكر اللي ريت في افلام قبل، و قريت في مجلات على « عيد الآباء »، أما بما أني ما احتفلتش بيه قبل، طفيت الضو.
الحاصل، ليوم عاودت عملت طلة ع الازرڨ، و كيما توقعت : الناس الكل هاج عليها عرق الإحساس على ابيها، و اللي ماتلو بوه هبط عليه قصيدة، و اللي البارح في الايام مازال كي كتب ع المرأة التونسية الكادحة ما احلاها و ع الأم كيفاه مضحية صبح مألف قصايد ع البو الزوالي اللي بمظلتو يخدم صاهدتو الشمس. يقول القايل، تو احنا في تونس و بكلها كركارة، اناثي و ذكورة. أما ميسالش، كلو يهون قدام « الضرورة الشعرية ». المنظر فكرني بفازة صارت عام 2000، و نتفكرها مليح. عامتها ، في الليسي اللي نقرا فيه (المعهد الثانوي بالمروج الرابع تحديدا)، الناس الكل كانت تتبع في « شمس عليك ». وقتها كيف يحل فضاء جديد ولا أي حكاية جديدة، الناس اللي في حالها تلقاها تمشي تحج أفواجا أفواجا، و النا اللي ما فيحالهاش تتفرج في التلفزة و تقعد تعلق و تألف، لوين تواتي تمشي تشوف بعينيها. كارفور كيف حل، الكراهب من وسط الأوتوروت حابسة. باڨات كيف كيف. وقتها كانت « شمس عليك » المنوعة المفضلة لعديد القطاعات م المفرخ متع تونس اللي تخلطلهم كانال هوريزون. أيا عاد، ما نطولش عليكم الحديث، عامتها في الجمعة الاولى متع فيفري « شمس عليك » حكاو في الحلقة متاعهم على « سان فالنتان »، و باڨات عملت عرض « سماك و الثاني بلاش »، و اللي يتمثل في الآتي : كوپل يمشيو قدام الكاسة، يعطيو بعضهم شفة (سماك)، الكسكروت الثاني ياخذوه بلاش.
وخيكم نتبع مع الناس، نتفرج من بعيد. نهار 14 في الليسي، العباد الكل مقلوبة، اللي هذا صاحبتو عاملتلو عركة على « كادو ڢالنتان ». العام اللي قبل لا ڢالنتان لا زب العود. عادة مجتمعية تخلقت هكاكة.
الحاصل، اليوم تفكرتها الحكاية هاذيكة. نورمال انطلاقا م السنة تولي فما احتفالية « عيد الأب » في اليومي متع برشة أجزاء لا يستهان بها م المجتمع التونسي. جوست هكاكة، على خاطر سي مارك خطرتلو، و العباد تأثرت و واتاتها الحكاية. العادات تتصنع هكة، بالسهولة هاذي و بالاعتباطية هاذي كيف كيف.
بون واحد م الناس ما احتفلتش بيه العيد هذا، موش على خاطر فما حكاية مع بابا (بالعكس، نحبو و نعتبرو انسان ينيك في الراس)، أما كثرو علي المناسبات و الاعياد.
عن بن علي و القضاء و الهايكا
في غمام الڨلڨ التونسي الأصيل، أثثت مغامرات « بن علي و الآلو » ها النهار الرمضاني الصيفي الطويل. و كيف عادتنا و عوايدنا، احنا التوانسة، تعدا النهار و احنا نألفو على لعبة القطوس و الفار : هاو شكا، هاو ما شكاش، هاو تقلق من طحانتو، هاو محاميه يحكي اللي فما مس من كرامتو، هاو محاميه الآخر ينكر جملة اللي فما قلق في الموضوع. لوين في الأخر تكلم سي النوري اللجمي، رئيس الهايكا و أكد أنو بالفعل أحد محامي بن علي تقدم بشكاية ضد « آلو جدة ».
مهرجان التعاليق و التحاليل ما كانش م العاكسين. حتى هي الصورة تضحك : السيد يهزولو في الطحين و هو مكرز موش عاجبو. لا و فوق من هذا، هارب م القانون يشكي و يطالب بتطبيق القانون. و الجريمة : مسولو من كرامتو.
اسم الله على كرامتك سيد الرئيس (مع غمزة لطيفة فيها أكثر من إيحاء رقيق).
اللي شيخني في الحكاية الكل، واحد م الناس، اللي بضحك و لعب، و في جرة منوعة تلفزية، بن علي استعرف بهيئة دستورية جديد، و بالتالي تعامل مع الوضع اللي تجاوزو و اللي أصدر ضدو قرارات سياسية و اللي تبنا على نقض تجربتو كوضع شرعي تام الشرعية. بحكم الفعل، اختفت « نظرية الإنقلاب ». و هذا الكل على خاطر مازال كيف عوايدو، ما يحملش الضحك. الطحانة ما يشوفهمش، عينيه عمات عليهم على ما تعود بيهم. أما اللي يضحك عليه، يذكرو اللي هو ماهوش الـ »ولد قحبة » اللي حب يقنع بيه العالم.
بن علي و استعرف بالدستور و مشالو يجري كيف كرز. قعد السبسي، هذاكة ماهو متسلفينو من عهد نوح. عدك بيه تخلطلو المعلومة.
طز في الكفار
ما تحتاجش تكون دكتور في العلوم الإنسانية اختصاص فيزياء الأقحوان باش تخلط تتوقع شنية باش تكون الأحاديث و ردود الفعل و التعليقات مع دخول رمضان. نفس التشكيلات باش تحكي نفس الحكايات : اللي متقلق م العباد و ما يحبش روحو كيفهم باش يدورها تفصيص ع الصيام و الصايمين بتركيز على المظاهر الخايبة الحثوالية، و اللي يتزبر بالتماهي مع العباد و يدورها تفصيص ع « الكفار » الفطارة، و كل واحد يغرد من شيرتو كيفاه هو خاطيه و الاخرين استفزوا. عبارة على لعبة مجتمعية تتعاود كل عام بنفس العبارات على رمضان، و نفس اللوغة بعبارات اخرين تصير مع كل حدث يخلي الناس تحكي عليه.
و بالطبيعة كيما كل رمضان، لازم فما طلعة تخلي مخك يعكش. هاذيكة خصوصية التوانسة. طلعة السنة جات من عند العلمي و جماعتو، اللي عاودو لوحو باللي هددو بيه عامناول : الدعوة لتصوير الفاطرين و « فضحهم ». تصريحات، و إعلام فاضي شغل يمارس في الڨلڨ الموجه نحو الحتى شي. فما حتى شكون مقتنع اللي فما قانون يعاقب الـ »مجاهرين بالإفطار »، و بالطبيعة نستناو من السادة أعوان الأمن يتحفونا بمحاضر « خدش الحياء العام » على كعبة بيرة في مال متع كرهبة ولا على سيڨارو شاعل.
ما نعرفش مخ العلمي آشنية فيه باش وصل حكالو الحكاية هاذي. فيبالو ربي ما فيبالوش بالفاطرين، و كي « يفضحهم » يقوم ربي يفرح اللي فما شكون صبلو الصبة ؟؟؟ بالك ربي رئيس مركز ولا مدير تنفيذي متع شركة علب مركب ؟؟؟ ولا بالك ربي ما في حالوش باش يعاقب اللي يحب يعاقبو ؟؟؟ ولا الحكاية جوست « هيا شوفو ما أنيكو اللي ما يعملش كيف ما نحب أنا »؟؟؟ يا حاج، راهو كيف تنصب نفسك حاكم إلاهي بالفعل، راهو تتسمى أشركت بالله و ألّهت نفسك. لا، و اللي يقهرك أنو في الاخر العلمي باش يعفط، كي العادة، و لا فما تصاور لا حملة. و يمكن ياسر الفطارة الشمايتية يدوروها هوما يصورو في رواحهم و يبعثولو.
لتوة ما فهمتش آشنية المشكلة كيف هذاكا يصيم ولا هذاكا يفطر. تي بالعكس، كي ندوروها حسابات، أنك تصيم و تشوف ناس عازڨتو و تقرر تواصل الصيام تزيد تحسس نفسك اللي انت قاعد تعمل في مجهود من أجل حاجة تعتقد فيها. هاك المجهود هذاكة هو « العبادة »، العبادة راهي فعل واعي، موش تخديرة بنج سطح بيه مخك و اتعدا. و كونك تعزڨو ما معناتوش انت ولد قحبة على غيرك، كيما ما معناتوش اللي انت أنيك من غيرك. معناتها جوست قاعد تاكل ولا تشرب كيفك كيف أي نبتة ولا حيوان على الأرض.
و على رأي فليم و اللولبي : طز في أم أم الكفآآآر (نشكر عبد الله ع الإكتشاف الجميل هذا).
و ما نعرف مبروك كان مروان، باقيها تحشي فيه.