الغلّ كنز. الطّاقات المتوفّرة للانسان مقسومة لانواع، م الباهي للخايب. الغلّ م النّوع النّادر اللي يلمّ الاثنين : الخايب و الباهي. كي يمكنك الغلّ، ما تنجّمش تقعد ساكت. ما تنجّمش جوست « تقبل » و « ترضى » و « تقتنع
الغلّ أكحل –
الدّنيا معبّية إكحلال ، الكحوليّة مش مشكل في ذات نفسو –
الغلّ ياكل الرّوح –
الغلّ يغذّي الرّوح. كي تبدا مغلغل ما تهبّطش يديك و ما تأيّسش –
النّقمة مش باهية –
النقمة حاجة أخرى، وقت اللي تتجرّا و تحاسب غيرك تقول إله ولا شيطان –
الغضب مش باهي –
كي تعطيه المقود متاع راسك، أيه، مش باهي –
ياكلك –
ناكلو –
الحقد حامي و يحرقك –
الغلّ دافي و نحرق بيه –
المكان : مركز الطّفولة المندمج بزاوية مرناق. بلاصة بكلّها صغار و كبار. كانك م الصّغار، راك يا والديك ماعادش عينهم بيك، يا العيلة داخلة بعضها ع الاخّر بين موت و حبس. الحاصل، الكبار الكلّ، م الإدارة للمربّين للعسّاس يغزرولك « كبّول » و كرفي متع خدمة و حسّ و هرج. المحبّة تشنشينة تتعدّى في التلفزة في رمضان، كان خلّاوك تتفرّج.
متعدّي ماشي نقابل شكون يقربلي يخدم في المركز، طالع م البطحة. كرهبة رباعية الدّفع كيما يقولو في المحاضر، كحلة عاطية ع البنّي ميتاليزي، دخلت تجري بالقويّ. شدّت فران شايح و القريفاي صفّر تحتها. تحلّ الباب. زوز يدين شادّين طفل صغير عمرو ما يفوتش ثلاثة أربعة سنين، حطّوه ع القاعة. تسكّر الباب. ديمارات الكرهبة بالقوي و عملت دومي تور. الدّنيا مشات غبابر في العين و الخشم و شعر الراس. تنفضت الغبابر، نلقاه قدّامي و يغزرلي في عينيّ. الحكاية الكلّ ثواني لفّ لفّ. غزرتو تعدّات من عينيّ و خرّجت يدين شدّت عصرتني من مسلاني. صدمة ؟ رعب ؟ حاجة أقوى ؟ حاجة ما حقّهاش تكون. تمسمرت في بلاصتي. تطرشقت من فمّو صيحة
لتوّة نسمع فيها –
مش من حقّ العالم أنّو الطّفل هاذاكة يعيش اللّحظة هاذيكة –
ما عالمش –
تتذكّر ؟؟؟ –
اشنيّة نتذكّر. لتوّة مشدود من مسلاني من داخل –
و اشنيّة عملت ؟؟؟ –
خريت فيه، ىش عندي عملت –
مغلغل –
ع الآخر –
مش من حقّو، العالم –
ما عالمش كان هكّة –
الغشّ يمشي و يطفى. زيد الغشّ و النّقمة يلزّوك للغلط
انتقمت برشة في حياتك، آش ربحت ؟؟؟ –
ارتحت في وقتها. أما اللي تنحّالي من روحي ما رجعش –
علاه تنتقم ؟؟ –
ماهو وهم. وهم ال »ما تعرفنيش انا شكون » –
و انت شكون ؟ –
انت –
معناها حتّى حدّ –
و معناها النّاس الكل –
ماكش وحيد زمانك، و ماكش سبيسيال –
عرفت بعد ما انتقمت –
المالوسي، الأرض السّاحرة بين بوزيّان و المكناسي. ما عدّيتش حياتي نحبّها ولا مستعرف بيها. حلّيت عينيّ نحقرها و نرا فيها و في ناسها وسخ و تخلّف و تقوعير. هكّة تعوّدت في المكتب و في الحومة. العربي و عايشة، اولاد القسم اللي جايين من بيوت العشوش ما كنتش نمشي نقعد بحذاهم ولا نحكي معاهم. إخّيه، مماسيخ و اقعار، ما يعرفوش يلبسو. و انا كي تجي تشوف، سروال قطيفة و مريول كيما جا. راسمالهم اللي ما فماش ما ارخص منهم في الفريب و جاو قدّي.هوما امماسيخ على خاطر حبّو يقعدو امماسيخ. هوما اقعار على خاطر حبّو يقعدو اقعار. و انا خير منهم، خاطر المعلّم و المعلّمة و بابا و المدير و اولاد و بنات القسم و الكبار اللي في الحومة الكلّ يقولو هكّة. كي يشوفوني يتبسمو و يسلمو. كي يشوفوهم يتقزّزو. زيد كلّ شيّ كان قدّامهم، هوما ما يحبّوش يقراو.
البلاد، بكلّها العربي و عايشة. عمّي و عمّي و عمّي لاخر اللي ماهمش بحذانا في المدينة و « متحضّرين ». عمّاتي. خالاتي. أخوالي. أولادهم و بناتهم. م اللي صغار، انا خير منهم : انا النظيف المتربّي القرّاي المتحضّر، و هوما الحفا و العرا و القرا. كي نجيو نلعبو مع بعضنا، ديما مستحفظين عليّ.
كيفاه عميت بالسّاهل ؟؟ –
والله لا نتذكّر –
انت خير منهم ؟؟؟ –
لااااااااااا. نفرح كي نطلع منهم –
بعد الإضراب متع الليسي، كلّ شيّ دخل بعضو. طلعو يكذبو الكلّ. آمنة و دروس التّربية المدنيّة و اللي بيناتهم. و جات مرواحة للبلاد
آش صار ؟؟؟ –
اكتشفت –
و حشمت –
و غلغلت –
على روحك ؟؟؟ –
عليك انت، قاعد على حجرتك تتفرّج، و في بالك بيّ ع الحيط و ما قلتليش –
ما عينيش باش نحكي معاك –
احتجتك تحكي معايا –
مانيش نخدم عندك –
صحيح –
اكتشفت اللي مانيش خير منهم. و اكتشفت اللي ماهمش خير منّي. مالي إلا واحد منهم. و تبدّلت الأسئلة فجأة، و ولّات بكلّها ماشية في جيهة وحدة : تنجّم تحلم بحاجة ولاّ.
جاوبوك ؟؟؟ –
مش بالكلام. اللّي ضحك ضحك، و اللي بكا بكا –
ما عينيش بش نحكي معاك –
شبيك ؟؟؟ –
مازلت مغلغل عليك –
مش منّي –
كنت تنجّم –
علّموني –
طمزت عينيك و اتّكّيت –
كنت صغير –
يزّي م الكذب –
باهي –
الغلّ ماهوش القهرة، القهرة تبرّك، و الغلّ يعيش فيك، يكبر معاك و كلّ مرّة يحرّكك لقدّام
لوين ؟؟؟ –
لعالم آخر –
في خيالك ؟؟؟ –
لا. نصنع عالم آخر حقّاني غير ها العالم اللّي م الصّغرة يعلّمك تكره روحك –
ما عندكش حلّ آخر ، يا تبدّل العالم يا يبدّلك –
نعرف –
و ما تنجّمش تبدّل العالم كي ما تتبدّلش –
الغلّ يحلّ العينين –
العينين المحلولة تبدّل –
العالم مش من حقّو يعمل فيهم هكّة –
ما عالمش –
و تقدّ روحك ؟؟؟ –
بالطبيعة. روحي هي اللي ما تقدّنيش –
تعدّاو نهارين و ليلتين. أصعب حاجة هي المرّة الاولى. أوّل مرّة تبات في الشّارع، أوّل مرّة تبات في الشّرّ، أوّل مرّة الأرض قاحلة، و اللي تعرفهم تحشم بش تتلفتلهم. بعد نهارين و ليلتين، بدا يأيّس م الحلّ. من غير بطاقة تعريف، ما فمّاش كيفاه يجبد الفلوس. في المركز غزرولو على جنب، و عينيه على ميثاق خدمة المواطن المعلّق في كواطرو كبير بحذا كواطرو المعلّم. « خدمة المواطن »، تذكّر كي كان يصدّق دروس التّربية المدنيّة. خسرو عليه كان « برّا للمروج طلّع شهادة ضياع ». طلع في الترينو ثلاثة مرّات و هبّطوه في القلعة الكبرى رجع لحمّام سوسة على ساقيه. في الثنية لقا ثلاثة ميات ملّيم مفرّتين، حطّهم في تاكسيفون « آلو *** نحبّ نروّح و ما لقيتش كيفاه » « آهاوكا صبّيتلك في الكونت عشرة الاف » « عندي فيه فلوس الكونت، المشكلة بطاقة التعريف » « أمورك أنا اللي عليّ عملتو » » تعلّق التّليفون الأول. مازالت ميا. يا ياخو بيها كاكي يا يعمل بيها تليفون واحد آخر. « آلو باتريك؟؟؟ ننجم ناخو فلوسي ايسبيس الشهر هذا؟؟؟ » « لا، الكونتابيليتي تمشي بالفيرمون ».
تقهرت ؟؟؟ –
أيه … عندي و فرد وقت ما عنديش … حقّي و فرد وقت ما ننجّمش –
و الشّرّ، الشّرّ … ماخيبها كي تجوع و ما عندك ما تعمل –
تلقى روحك أضعف حاجة ممكنة –
و المخّ يسكت –
و القلب يبوّط –
وقتها جيت قعدت بحذاك ع الحجرة –
وقتها جعنا مع بعضنا –
في اللّيل، بعد ما جرّب المباتة تحت البالاصات و ما نفع الأيام الأولى، قرّر يتمشّى حتّى لسوسة م الثنية التوريستيك. شهر لتالي يشطح و يردح هوني و لغادي. يمشي و يلم في بوانت الدّخّان عشا، و الكراهب ماشية جاية تلمع.
شبيه ما شافني منهم حدّ ؟؟؟ مشكلتي كانت تتحلّ كان وقف واحد سئل على الانسان الماشي في الضياع –
انت شفت غيرك ؟؟؟ –
نهارتها حلفت –
المرّة الجّاية كي نبدا في الكرهبة –
و نشوفني في الكيّاس نلوّج بعينيّ على قوت ينحّي الموت –
ناقفلي –
حلفناها مع بعضنا –
و غلغلنا مع بعضنا –
و قدّاه من واحد ينطّر عينيه بين الشوارع و ما يحبش يطيح للذّلّ –
ملاين –
ماكش باش تنجّم تاقفلهم الكلّ –
مش لازم الكلّ، اللي يعرضني –
و لازمك كرهبة قبل –
حتّى ببسكلات، مش مشكلة –
ماكش ربّي –
هاذاكة علاه ننجّم ، مادامني مستحفظ بالغلّ –
و كي تاقفلو و يبراكيك –
الانسان مش من طينة خايبة ولا باهية –
هاذاكة العالم –
العالم غالط –
ما عالمش –
متفاهمين –