و برا تنحتلك بزولة ؟؟؟ انت أغلى، أعلى و أحلى من « كعبتين خير من كعبة ». و اللي باش « يتقزز » أعرفيه راهو موش ذكر ولا أنثى، جرد هجين معفط تسلكها كي ما تعرفوش.
المهم تعيش، و الشمس اللي ساطعة من صدرك تقعد ترمي شعاعها عليك و ع اللي محاوطين بيك.
البدن ما يهونش، نعرف. كل قطعة فيه ما تهونش، صحيح. و زادة الدنيا ما توفاش لغادي. الدنيا توفا وقت اللي انت توفيها. و البزولة على قد ماهي باهية و غالية، ماهيش الدنيا، هي مجرد قطعة منها. بالنسبة لبرشة ناس، و انا منهم، حضورك هو الدنيا بما فيها.
نعرفك مليح، عشيرتي. نعرف اللي في حلقك غصة، و نسمع فيها التنهيدة الغارقة اللي تسرح بيك للنوم. قطعة من لحمك باش تطير. أما الله غالب، تطير القطعة ولا نتشواو فيك، عيلتك و احبابك و اصحابك.
النفس بدن زادة، بدن من نوع آخر. و انت تعرف و انا نعرف ياسر ناس ضاربها أكثر م السرطان في نفوسها. بزولة نفسها مقطوعة، قلب نفسها مخثر مجلوط، ساقين نفسها ضاربها النقرس و كي الفيل المحرشف. و فرحانة بمرضها.
و انت، عشيرة عمري، بدن نفسك صحيح، سپورتيف ممسكل، مكون مليح، قوي و متغذي على قاعدة. ما لازم يتمس فيه شي جرة قطعة لحم فسادها أكثر من صلاحها.
كي كنا صغار، كانت بزازلنا كيف كيف، تتفكر ؟؟؟ توة نرجعو للشطر كي وقتها. نصف خطوة نحو الطفولة 🙂
أيه نعرف اللي « باسلة »، أما صحيحة كومام، أوشي؟؟؟ 🙂
أي واحد ينقص غرام من غزرتو ليك بعد ما تروح م الكلينيك، ما استاهلش يعرفك. حتى انت كان تعملها.
ماكش وحدك، عشيرتي. و قيمتك من بدن نفسك و فعلك. كل حاجة تصير نتعاملو معاها بلا « مآسي »، Accomoder et s’adapter هكة تربينا، تتفكر؟؟ و اللي يصير نلقفوه ضحكة. ما أقوى منا كان الموت عشيرتي. خلينا بعاد عليها، ببزولة ولا بلاش.
مانيش باش نڨرع و لا بش نبدل تصويرة « تضامنا » معاك. ما عنديش علاه نتضامن مع إنسان مكتمل و قائم الذات كيفي كيفو. ننجم نحبك ولا نتلاكش معاك، فقط.
Archives des catégories : Ecrits Divers / كتابات مختلفة
مقالات، حسب اهتمامات مختلفة
على ذكر عيد الآباء
الساعة قبل ما نبدا، نعتذر لأي واحد فرحان و باش ياخو كلامي على أنو تڨنڨين.
البارح، على حلة « الأورديناتور »، عملت تنڨيزة للأزرڨ (فايسبوك مسميه لزرڨ) باش نعمل طلة نشوف المعارف و الأصحاب و الاحباب و هاك اللي ما نعرفهمش وين يحوسو، ياخي عرضتني فازة تتشيطح في صفحة الإستقبال « هاپي دادي داي ». نتفكر اللي ريت في افلام قبل، و قريت في مجلات على « عيد الآباء »، أما بما أني ما احتفلتش بيه قبل، طفيت الضو.
الحاصل، ليوم عاودت عملت طلة ع الازرڨ، و كيما توقعت : الناس الكل هاج عليها عرق الإحساس على ابيها، و اللي ماتلو بوه هبط عليه قصيدة، و اللي البارح في الايام مازال كي كتب ع المرأة التونسية الكادحة ما احلاها و ع الأم كيفاه مضحية صبح مألف قصايد ع البو الزوالي اللي بمظلتو يخدم صاهدتو الشمس. يقول القايل، تو احنا في تونس و بكلها كركارة، اناثي و ذكورة. أما ميسالش، كلو يهون قدام « الضرورة الشعرية ». المنظر فكرني بفازة صارت عام 2000، و نتفكرها مليح. عامتها ، في الليسي اللي نقرا فيه (المعهد الثانوي بالمروج الرابع تحديدا)، الناس الكل كانت تتبع في « شمس عليك ». وقتها كيف يحل فضاء جديد ولا أي حكاية جديدة، الناس اللي في حالها تلقاها تمشي تحج أفواجا أفواجا، و النا اللي ما فيحالهاش تتفرج في التلفزة و تقعد تعلق و تألف، لوين تواتي تمشي تشوف بعينيها. كارفور كيف حل، الكراهب من وسط الأوتوروت حابسة. باڨات كيف كيف. وقتها كانت « شمس عليك » المنوعة المفضلة لعديد القطاعات م المفرخ متع تونس اللي تخلطلهم كانال هوريزون. أيا عاد، ما نطولش عليكم الحديث، عامتها في الجمعة الاولى متع فيفري « شمس عليك » حكاو في الحلقة متاعهم على « سان فالنتان »، و باڨات عملت عرض « سماك و الثاني بلاش »، و اللي يتمثل في الآتي : كوپل يمشيو قدام الكاسة، يعطيو بعضهم شفة (سماك)، الكسكروت الثاني ياخذوه بلاش.
وخيكم نتبع مع الناس، نتفرج من بعيد. نهار 14 في الليسي، العباد الكل مقلوبة، اللي هذا صاحبتو عاملتلو عركة على « كادو ڢالنتان ». العام اللي قبل لا ڢالنتان لا زب العود. عادة مجتمعية تخلقت هكاكة.
الحاصل، اليوم تفكرتها الحكاية هاذيكة. نورمال انطلاقا م السنة تولي فما احتفالية « عيد الأب » في اليومي متع برشة أجزاء لا يستهان بها م المجتمع التونسي. جوست هكاكة، على خاطر سي مارك خطرتلو، و العباد تأثرت و واتاتها الحكاية. العادات تتصنع هكة، بالسهولة هاذي و بالاعتباطية هاذي كيف كيف.
بون واحد م الناس ما احتفلتش بيه العيد هذا، موش على خاطر فما حكاية مع بابا (بالعكس، نحبو و نعتبرو انسان ينيك في الراس)، أما كثرو علي المناسبات و الاعياد.
موسم الهجرة إلى الشمال
السنين اللي فاتو، كثر الهم و الغم و أخبار النم. و العيشة في تونس ولات كيف ما وصف سيلين العيشة في باريس وقت الحرب العالمية الأولى : زنقتين و زنقة مقسومة طواول ناس تاكل في بعضها من طاولة لطاولة، كل واحد يسلخ في لحم خوه و الحاكم في بلاصتو، يوفر في الحديد للناس باش تضرب بعضها.
قبل الثورة، تونس العاصمة كانت ملتقى لياسر شبيبة تلوج ع الجديد و تحب تتحدى الذيب في جحرو. بعد 14 جانفي، و ثورة المناطق الداخلية و قصبة و قبة و برشة تصاور و وعود متع أفكار جميلة، بكلها زادت تصبت في العاصمة.
فرد عباد حلمت مع بعضها و غدرت بعضها، بالڨلڨ و م الڨلڨ. اللي آمن بغيرو أكثر من روحو، و اللي آمن بروحو فوق م اللازم، و اللي باش ينجم يفرد جناحاتو جرح اللي بحذاه من غير ما يفيق، و اللي كيف كرز دار طرشقها الكل على بعضها، و اللي، و اللي …
كيفي كيف غيري م النازحين لتونس، و اللي حلمو و عفطو، تعدى علي التكريز و الإحباط و الإكحلال. لوين الواحد لقا روحو ماهوش قاعد يقدم. برشة كان الحل اللي لقاووه هو الطلوع البرة. بلاد الفرنسيس و الالمان و لا هم جربوعستان. و في لحظة وصلت كيفي كيف غيري، نخمم في الهجة. الواحد يمشي يكمل يعيش في بلاصة أخرى فيها أكثر نفس و أكثر فرص.
المشكلة اللي كيف حطيت مخي لقيتها هي هي : حسب ما نرا في اصحابي اللي طلعو، نفس غم و هم السونتر ڢيل هزوه معاهم. اللي في باريس عايشين نفس الحكايات و يتنفسو في نفس الحكة اللي هزوها م العاصمة، اللي في برلين كيف كيف، و اللي منا و من غادي. و زيدها إحساس أنك بعيد. أصحابي اللي طلعو، قليل فيهم اللي وصل أنتج حاجة على كيفو السنين اللي فاتو، بكلها اللي تحكي معاه تحسو بجنبك في قهوة الأونيفار يجاوب فيك.
بعد الثورة، لا يزي اللي كانوا مكركين، زيد اللي ثاروا في مناطقهم صدقوا وعود الأصدقاء. و ها الأصدقاء ماهمش كاذبين في وعدهم، أما 2011 جهرت الناس الكل، و اللي هذا وعد بأكثر م اللي يقدر. الكلنا تعاملنا مع « الثورة » كأني معجزة مقدسة، باب يحل أوتوروت للجنة. بينما كان فما حاجة الواحد لازم يتعلمها م اللي صار عام 2011 راهو : العاصمة وحدها ما تكفيش و تونس أكبر من مدنها المخنوقة (سوسة و صفاقس و المنستير و بنزرت و تونس).
الحل اللي لقيتو هجرة من العاصمة، اللي في الأساس جاوها بابا و أمي نازحين. موش لحاجة برة تونس، على خاطر كيف أي تونسي في عمري، مادام مازلت ما حسيتش روحي حققت حاجة في ها الطبة المغبارة، مادام شي ماني ماش ننجم نعملو. الحل اللي لقيتو هجرة نحو الشمال الغربي، و بالتحديد الكاف : بلاصة نعرفها و ما نعرفهاش، حيوطها موش مبلعة ذكريات خايبة و وعود محطمة. ما عنديش أمل أني تكون « جنة »، أما م اللي دخلتلها حسيت روحي زدم عليها نفس جديد. كوني نازح يخليني نرا فيها اللي ما يراهش ولدها اللي تاعب منها.
كيف 2011 جابت معاها فكرة اللامركزية، المنطق يقول انو الواحد لازمو يتجرأ ع الفكرة اللي عجبتو و يامن بيها.
ننصح الأصدقاء و الأعدقاء (هاك اللي نسبو بعضنا من تركينة لتركينة) أنو في بلاصة ما يزيدو يذويو في بلاصة ماعادش ينجمو يغزرو فيها لضو الشمس، يهزو شلاڨاتهم و ملاڨاتهم و يندهو يفركسو في باقي الجمهورية على بلاصة ينجمو يتطورو فيها. نحبو ولا نكرهو، كوننا خبرات و معارف، و البلايص اللي ماهيش العاصمة ولا المراكز فيها ياسر ما يتعمل، و فيها ياسر فرص باش الواحد ينتج و يسلكها في حياتو.
الحاصل، الكاف بلاد ياسر مزيانة. حاسس اللي جاية معاها مغامرة مزيانة.
نحب نشكر في الاخر الصديق مات بي أم، اللي كانت النقاشات معاه أحد أهم العوامل اللي خلاوني ناخو ها القرار.
Je suis Diable
Et puis, c’est vraiment fatigant mes amis. Et tu sais quoi Zein ??? Ouai, je suis Diable. Le tien, je suis un publicitaire à la merci du public survivant d’une population de fans, je suis un enculé de lobotomisé qui ne fait que mentir et travailler de manière opportuniste en exploitant le littéral de belles idées pour m’afficher et briller. Oui, c’est ma réalité : je ne suis qu’une machine à buzz hyper intelligente démunie de toutes émotions. Tout en étant, hélas ton ami. Et si me reconnaitre comme tel Diable est le prix que je dois payer à ton amitié, je m’y résigne volontiers.
Et puis, tu sais quoi cher Sofiane Bel ??? Je suis ton Diable, exactement comme tu le racontes : baiseur en série dont le seul intérêt est de la mettre quelquepart ou c’est mouillé, super manipulateur sans âme usant de tous à ma guise je place tel ici et l’autre là bas car j’ai un plan bien précis, qui est bien sûr au service de la Police Politique. Mais oui, mais bien sûr que je ne suis qu’un agent de police. Mais c’est évident, moi-même je le sais et reconnais. D’ailleurs, si j’ai été arrêté il y a deux ans, c’est dans le cadre d’un réglement de compte entre mafias policières. Et oui, je suis plein aux as dont les richesses sont de plus en plus incalculables, mes propriétés foncières s’étendent de la villa achetée par Chafik Jarraya à la Marsa au bel appartement de Menzah 9 payé par Ben Ali lui-même. Mon unique but est de trouver ce plan ingénieux pour promouvoir le Ministère d’Intérieur tout en lui niquant la mère. Tout en étant, hélas, condamné à te trouver sur la même parcelle de bataille. Ce diable là, je le suis pleinement, tant que tu te tiens à ce positionnement.
Et puis, toi aussi tu as raison Papi. Je suis le Diable, le tien, je ne suis qu’un stupide pantin au service des destouriens, et si jamais j’ouvre ma gueule ce n’est que pour casser la sainte « justice transitionnelle » au profit des destouriens. Il est bien connu que les policiers et réactionnaires manipulent, et ont toujours manipulé, les « zaama » anarchistes comme moi. Trotski même l’avait dit, voyons. C’était tout juste 5 minutes aprés leur avoir réglé leurs comptes à ces destouriens de Kronstadt. Diable que je suis, en deux mots et trois mouvemens j’ai décrédibilisé le seul aboutissement de cette Révolution que tu as tant travaillé : L’Institution de l’IVD. Diable que je suis, regarde à quel point ce plan a réussi. Je suis cet Ego bougeant aspirant tout dans le seul but de tronquer cette Révolution. Cette Révolution que je suis et que tu n’es pas (et ce n’est pas de ma faute, ceci dit en passant). Je le suis ce Diable, tant que ça te permet de rester en vie, hélas, petit Gilbert.
Et puis toi aussi chère ex que je ne nommerais pas par pudeur, tu fais chier à tel point t’as raison. Je suis un Diable, le tien. Ingrat matérialiste, bite au lieu du cerveau je suis un pervers narcissique fomenteur manipulateur qui se fait piéger par les plus puantes des salopes, grand complotiste au service de tous : CIA, KGB, DGSE, HDMI (1 et 2), ayant une passion pour les coups au dos, ne savant faire autre chose que trahir le femme, je suis le Diable chinois à petite bite et qui se la fait gonfler chez les magiciens Vaudou après avoir vendu mon âme en Faust à Méphistophélés. Je le suis ce Diable, chère amie. Pourvu que ma diablerie m’interdise ton paradis.
Et puis merde. Je suis bien ton Diable, cher Ordre Public. Je suis bien un drogué payé par les étrangers, violeur de mouches, sodomite préférant les godemichets goût harissa, mercenaire à la merci de ceux qui paient, miséreux chômeur fainéant sans aucune utilité, gauchard à la recherche d’une reconnaissance buzzique, idiot utile des barbus daechiens méchants qui veulent tous nous tuer oh-là-là oh-là-là.
Et puis c’est fatigant, les amis. Je le reconnais, je suis bien le Diable que vous acclamez, chers Dieus.
Interlude Spinoziste : Personne n’est Dieu, car si Dieu est, Dieu n’est pas humain mais d’un niveau logique/mental/physique supérieur. Or Dieu est aussi l’opposé du Diable, les deux sont des réflexions d’une même image de grandeur. Mathématiquement parlant, dire que personne n’est Dieu revient aussi à dire que Personne n’est Diable. Ceux qui continuent à présenter un Diable à deux mains et deux pieds, ne sont que des Dieux pudiques. Ils ne sont pas humains. Ceci, bien sur, en supposant que chacun assume son propos logique.
Paix à vos âmes, de ma part. Votre mort vous ré-humanise à mes yeux à moi, petit Diable.
مشاهد تونسية عن 9 أفريل
9 أفريل 2016
« مفروزون أمنيا » [ما هذا اللفظ الغريب؟]، معطلون و عديد الشباب من هنا و هناك، يتظاهرون وسط العاصمة. يقول البعض، علما بخفايا المقاهي و الحانات السياسية، أن في الأمر أسامي و مطالب هزيلة. فليس على الدولة توظيف الجميع، و ليس « التاريخ النضالي » معيارا تقييميا، خصوصا إن أخذنا بالاعتبار أن فلان كذا، و علان كذا و كذا (يتخلل الحديث غمزات و بسمات حسب توزيع مسرحي يختلف من فرد لآخر). ثم كذلك من ذلك لنمر إلى غيرها من المواضيع المهمة حقا. مثل مدى تغلغل الأمريكان في المجتمع المدني اللذي يحركونه ضد الوطنيين، و مدى تغلغل الأعين التابعة لفلان هنا و هناك، و الأسباب الفعلية لاستقالة برهان بسيس.
9 افريل 2012
« علي طرشقانة »
« وفاء للثورة »
« تونس حرة و وفية لشهدائها »
كتلة ضخمة من الإمتهان و الاستهجان أمام ما تم اعتباره ازدراء لعيد الشهداء. امتهان بلغ من الضخمة حد استيعابه عبد العزيز بلخوجة و كمال الجندوبي معا، أمام ما حصل بسليانة الشهيدة الحية.
9 أفريل 2016
العديد من « الأحرار » أمضوا يومهم يذكّرون بالإمتهان و الإستهجان بما حصل سنة 2012. بالصور و الحكايا، و الذاكرة الحية. كيف لا، و « علي لعريض » لازال طليقا، و لجنة التحقيق لم تصدر تقريرا. تذكير على طول اليوم بذكرى استهجان و امتهان للإعتداء بالعنف و قمع مسيرة مدنية سلمية.
9 أفريل 1938
الرصاص من كل مكان، يختاط اللحم بين المتظاهرين المتجهين للمحكمة من جهة باب سويقة، بينما تتهاطل أعقاب البنادق على رؤوس و أجساد المتظاهرين المتوافدين من باب منارة. مرت العساكر للرشاشات بعد توارد الأخبار عن طعن عسكري زوارة في المحكمة.
أودعت الأجساد إلى الحلفاوين، حيث اختلط المصابون بالشهداء دون تفرقة. الوقت المتسارع لا يسمح بالعناية، بقدر ما يسمح بإنقاذ المزيد من المطاردين في كل نهج و إيفاد الأجساد الخامدة. مظاهرة تنتهي بقمع دموي لتطبع التاريخ. ذاك مصدر الامتهان و الاستهجان المحتفى به كل « 9 افريل ».
9 افريل 2012
لم تكن مطالب الذاهبين نحو الشارع، تحديا لإرادة سياسية واضحة بالقمع و السير نحو الوراء كمشروع للجميع، واضحة. بل كانت هناك حجج زمنية قريبة و سهلة التداول للتعبئة، ذرائع للإحتجاج. أحداث سليانة مثلا، لم تكن سوى ذريعة عاطفية للإحتجاج عن سخط أعمق. الدليل؟؟؟ سهل، يكفي أن تتساءل ما حل بسليانة و ضحايا الرش بعدها.
أجيبكم : بعضهم ذاق طعم السجون بعدها، و الآخرون لازالوا مستقصدين من نفس المسؤولين و الأمنيين، و الوضع المتردي اقتصاديا و اجتماعيا على ما هو عليه، في غياب مطبق لأي متابعة في السنوات الأربع المنصرمة، إلا من قبل بعض مكونات المجتمع المدني.
لم تكن سليانة حينها مطلبا بقدر ما كانت ذريعة. قدم ضحايا الرش عيونهم كي يلطخ « الرش » على اسم الخصم السياسي، فقط. و كان الجميع يدرك ذلك (بين مستنكر و متعلل بالقضية الوطنية مبررا للصمت حتى بين الأصدقاء). فالجميع حينها مشحون بأعمق من ذلك : أهمية ردع العودة إلى الوراء. و إن كان التقدم صعبا.
حينها كان العديد من البارعين يشرّحون المطالب حرفا حرفا. بينما كان داعي الإستهجان و الإمتهان خارج حروف المطالب.
9 افريل 2016
لم تتحرك البلاد، كأمل في الوطن، قيد أنملة. رغم عظمة الوعود منذ اختفاء بن علي و وضوح قابلية الإمكان. حين ترى لما قد توفره لنا ظروفنا الموضوعية أمام حجم المشاكل، ترى إمكانيات عديدة تتفجر في عقول الشباب و الكهول و الشياب. بل و حتى لدى القطط الهائمة جيلا بعد جيل بين مزابل البلاد. لكن واقع التصرف الكارثي، و بوادر تأصله و مواصلته في المدى المنظور يسد كل أفق نحو تحقق الإمكانية و تحيلها إلى العدم. من هنا ينشأ الضغط الإجتماعي. يوما بعد يوم، شهرا بعد شهر، سنة بعد سنة، ثانية بثانية.
عبّر السخط عن نفسه بطرائق مدنية، فتم التعامل معه دون أدنى احترام. وعود مقابل الصمت. جانفي 2016 كادت تشتعل البلاد غضبا و حنقا، ثم هدأ الجميع لأن الحوار و المدنية و وزارة العلاقات المدنية مع المجتمع المدني ثم خطر الإرهاب، ثم وعود واضحة تعهد بها أصدقاء الأصدقاء لأصدقاء الأصدقاء. بعد الوعود، تكذيب و تهجم ممنهج مرفوق بإيقافات و محاكمات.
ثم يوم 9 أفريل 1938 / 2012 / 2016 قوبل حق التعبير عن السخط بالقمع و العنف.
9 افريل 1938
بتونس العديد من المحامين و المعلمين و التجار و الشيوخ و المستوهرين و كتبة الصحف و المثقفون حسب السائد حينها. سقط العديد حذوهم بين شهيد و جريح، فتناقلوا كيف كان الهمج هم المبادرين بطعن الجندي، مدفوعين بشعارات لا يفهمون منها شيئا. من أين لهم بلفظ البرلمان، عداك أن يكون تونسيا. و هم المبادرون بمحاولة اجتياح المحكمة، و المرور للسجن اللذي يقابله بعد بضع أمتار (نفس السجن اللذي حمل بعدها 9 افريل عنوانا) مع ما يعنيه ذلك من تسييب لسقط المتاع. دون الحديث عن محاولتهم قلب الترامواي و التعدي على السيارات المارة. كما تناقلوا ما توارد عن نرجسية هذا، و شبقية ذاك، و انتساب الآخر لتلك المصلحة الأخرى. يكفي المرور نحو المكتبة الوطنية و قراءة ما جاد به المحررون في تلك الأيام.
قد لا يكون البرلمان حينها المطلب الفعلي، قدر ما هو حمالة السخط المشروع نحو تصحيح الدفة كي تتجه إلى مسار يجعل من التاريخ تقدما نحو الأفضل، لا ركودا و عودا أسود لوراء مليء بالأدران. و و قد يكون هو المطلب المادي المباشر. في الحالتين لم يكن من حق أي كان قمعهم و منعهم و الإعتداء عليهم. ليس للمتقوي الحق في قمع المستضعف الغاضب.
9 افريل 2016
تمسك الحاضرون بموقف وجوبي واحد : لن نتحرك دون موقوفينا. تحول التحرك ليعبر فصاحة عن نفسه : اعتراض مبدئي و مدني مشحون على الدفة الموجهة للوراء، من ممثلها الرسمي حتى ممثلها الميداني.
مرت أخبار القمع أمام « أحرار » الأمس و تكررت، دون وقع، فلا اعتراض وجودي على توجه الدفة. هم كذلك، رغم الحلق المنهجي للحى، يعيشون وسط زمن الحنين. حيث الإمتهان و الإستهجان مجرد ذكرى.
كما لو اشتاقوا وعد الإسلاميين بالمشانق، رغم عدم تحققه. لازالوا هناك، في السنة التسعين من القرن المنقضي. لا عيب في قمع مظاهرة أو تعبيرة، إلا إن كنت فيها.
9 افريل 1938
في لحظة ما، انفرط العقد مرة و إلى الأبد بين « قدماء » و « جدد » في تونس.
و لازال في البلاد من يسمح بالتاريخ أن يعيد نفسه.
De la radicalité de la pensée
Penser est un acte radical. On ne peut penser à demi-mesure, à demi-concept, à demi-sens … Lorsqu’une idée est traitée par la pensée via les différents modes de réflexion, aucun compromis n’est envisageable. Toute compromission entrave la pensée et transforme les réflexions en expressions non authentiques, ou les mots ne disent pas ce qu’ils annoncent mais indiquent autre chose. A savoir le compromis en soi. Les choses arrêtent d’être pensées en ce cas, et deviennent des entités couvertes de discours mystifiants. L’activité de pensée s’arrête pour laisser place à autre chose.
C’est en celà que la pensée ne peut être que radicale, dans ce sens ou elle a toujours besoin de rigueur pour se tenir et être. En réflechissant aux choses, la rigueur est la condition de la relation fragile d’identité entre choses réfléchies et les mots utilisés. On nomme les choses pour les considérer, et on nomme les relations observées ou computés entre les choses, dans le but d’en extraire les règles, les lois, les récurrences, tout ce qui en composerait la logique. Ce sont les éléments organiques de l’activité de la pensée, qui nommera dans des expressions tout celà, selon la relation d’identité nécessaire. Le choix des mots revêt tout autant de l’importance qu’il implique des concepts, des significations, d’autres travaux de pensée allant du pur subjectif à l’étendu dans la Nature, ou vers ces énormes poids émotionnels stockés empiriquement dans la file de mémoire de l’Histoire de l’Homme et ses souvenirs générationnels. La condition de la pensée, qui lui est originellement incombée, est l’extraction des distinctions entre mots, dans le but de soigner cette relation d’identité qui lui est nécessaire. Comme un corps vivant qui se doit de se garder vivant par l’alimentation. L’alimentation est un élément nécessaire dans la relation d’identité du « corps vivant » et « l’activité de vie ». Tout process s’annule à partir du moment ou par la disparition de l’alimentation entraîne l’arrêt du corps vivant et son passage (transition/transformation/changement…) à autre chose. On ne peut plus considérer cela comme « corps vivant », et le traiter en tant que tel ne pourra qu’accumuler erreur après erreur. La pensée se tient par cette condition pour pouvoir exécuter ses tâches et assurer son rôle, celui de sculpter la connaissance de l’Homo Sapiens Sapiens.
En celà, je considère que l’Epée de Spinoza pourrait être un bon outil pour traiter tout ce qui se déclare comme pensée ou réflexion. Le corps arrêtant de vivre n’arrête pour autant pas de servir à connaître le corps vivant et l’étudier. Tel outil, comme un scalpel, permetterait de dégager tout ce qui est trace de réflexion ou effet de pensée dans les textes ou déclarations ou paroles de différentes instances de l’espèce humaine. Ce que je considère comme épée n’est autre que cette citation : « Ne pas railler, ne pas déplorer, ne pas maudire. Juste comprendre ». Tout ce qui se présente sous forme d’affect clair entre une chose et celui qui la prononce, qui se traduit soit par une amplification valorisante ou un amoindrissement dévalorisant, d’une intention précédemment jugée. Toute cette graisse est à couper avec l’épée de Spinoza, pour ne laisser que le corps propre de l’idée énoncée. A commencer par ce que l’on s’éonce soi-même sous prétention de réflexion ou pensée. Ce qui est laissé à côté pourrait servir à colorer avec des affects. Seulement quand c’est reconnu en tant que tel. Sinon la confusion interdirait la pensée, comme convenu au début.
الحكيم، الإصبع، القمر و الغبيان.
فما كلمة كي المثل، ديما يجبدوه الإخوة و الأخوات الأفاضل يمينا و يسارا، وقت اللي يشوفو واحد من زعماءهم ما تفهمش في كلمة و شوهولو حديثو. المثل هذا، الشهير، هو « عندما يشير الحكيم إلى القمر ينظر الغبي إلى إصبعه ».
الفازة اللي في العادة يتم استعمال العبارة هاذي مع تفسير واحد مبطن، و اللي هو سي البهيم كارو غزر للڨمرة، موش للصبع. التفسير هذا يحضر كرد فعل، كي الطابع في المخ، بينما المثل ما يحكيش ع النظر للڨمرة
على خاطر كي تجي تشوف، كيف اللي يغزر للڨمرة كيف اللي يغزر للصبع. باش ما نستعملش عبارات يستشف منها حكم قيمي، الزوز راتاو ميساج الحكيم و الزوز ماهمش قادرين يفهمو آش حب يقول. علاه؟؟؟
كي تغزر للحكاية، في الزوز مواقف، كل واحد ركز على عنصر، يا المشير (الإصبع) يا المشار إليه (الڨمرة) و الزوز يلوجو ع المعنى في وحدة م الزوز معتبرين واحدة فيهم نقطة الأهمية. بينما الحاجة اللي عندها معنى بالحق كونو الحكيم قام بإشارة للڨمرة. فما حركة و طاقة تصرفت، منطلقين من إرادة فيها قصد و من قرار فعل، و ما تم الفعل إلا لتمرير المقصد. الصبع و الڨمرة مالهم إلا « مكونات » ولا « عناصر » في ها العملية مربوطين بفعل الحكيم، و ما عندهمش معنى بينات بعضهم خارج فعل الحكيم. حين يشير الحكيم بإصبعه إلى القمر فهو يدعوك للتفكير في شيء وا ليس للنظر لمنحبس، سواء للإصبع أو للقمر.
نفس الحكاية معروفة في الألسنية، م اللي فردينان دي سوسور حط مرة و إلى الأبد أنو بين « الدال » و « المدلول » ما فماش علاقة مباشرة ولا عضوية. أي ربط بيناتهم مباشرة ما ينجم يكون كان اعتباطي. أما الزوز يحوسو وسط الطاقة اللي ولّدتهم و ولّدوها، اللي هي « الدلالة ». البحث المحموم بين « الدال » و « المدلول » وحدهم، ما يخرج كان تهويمات (هذا كان نقدو للإعتماد على الإيتيمولوجيا كمصدر معرفة للغة و استعمالاتها). الدلالة هاذي هي العلاقة اللي طرحها بشر ما، في لحظة ما، بين دال و مدلول.
الحكاية هاذي نفسها هي نفسها الفكرة لولا متع الرياضيات : تحييد العناصر و التمعن في العلاقات و قوانينها و منطقها. المشكلة اللي هاذي حكايات حلها العلم، بالشعب و التفريعات متاعو الكل، من هاك العام. نفسو العلم اللي م المفروض قريناه (ولا بالقليلة قرينا منو) في المكتب و الكولاج و الليسي و الفاك (لمن أوتي إليها سبيلا). سي « العلم » هذا، وينو فينا؟؟؟ موش في المعلومات [عناصر]، أما في مخاخنا كيفاه تخدم و تفونكسيوني [العلاقات بين العناصر].
داعش ولا ما داعشش، ثورة ولا ما ثوراش، أحنا ولا هوما، قبل هذا الكل هات نتفاهمو : « عندما يشير الحكيم إلى القمر، ينظر الغبي إلى إصبعه، و ينظر الغبي الآخر إلى القمر، بينما ينظر التلميذ للحكيم مشيرا بإصبعه للقمر ليفهم المقصد. يتخاصم الغبيان حد السباب و الضرب، بينما يمضي الحكيم و التلميذ للدرس الموالي. »
خايف يجي نهار، يتسئل ع البشر، ياخي تكون الإجابة « تاه في طريقه إلى المستقبل ». مادام مازلنا لتوة واحلين في أوليات منطقية …
بمناسبة الإستقلال
الإستقلال كفكرة و واقع سياسي يولي عندنا الحق نحلو أفامنا و نحكيو عليه نهار اللي عنا باش نحكيو بـ:
استقلال القضاء عن التنفيذ الأمني
استقلال القضاة عن السياسيين و أصحاب الأموال
استقلال الإدارة عن الإداريين
استقلال التعليم عن التجهيل
استقلال الدين عن التبرير الدنيوي
استقلال العلم عن الإدارة
استقلال الإدارة عن الأحزاب و دوائر الأموال القديمة
استقلال الإستثمار عن الخاملين المكدسين
استقلال الفرد عن المجموعة
استقلال المجموعة عن الفرد
استقلال القرار المشترك عن المخاوف المتعددة
…
هاذ لمحة عن « واقع الإستقلال » المترجم، و اللي لا علاقة بخطاب « الإستقلال » المزروع بالپروپاڨاندا كحرب أسطورية بين « داود » و « جالوت ». مساءلتهم بالواقع تعطينا رؤية سوداء عن ارتباطنا لتوة بعديد العوامل الخارجة عن نطاقنا، نظرا لعدم تحقق تقدم في الستين سنة اللي فاتو في ها « الإستقلالات ».
في الأثناء، رئيس مجيف مكبش في جيفة رئيس، و مازال ما خلطش يستقل على ولدو، و مازال ولدو ما خلطش يستقل عليه.
مقارنة هذا بـ »حلم الإستقلال » يورينا بالكاشف الثنية اللي لازم نكملوها.
ان شاء الله نخلطو نهار نبداو نحتفلو ب20 مارس. في الأثناء، آهوكم ڨوڨل و فايسبوك يحتفلولنا.
عن أهمية نقد الإستقلال
في الفيزياء، و غيرها من العلوم، حين يتكرر شيء ما و يحتفظ على وتيرة متناسقة، يتم اعتباره ظاهرة تتبع قوانين معينة، و تصير دراسة للظاهرة، بملاحظة ما يبرز منها للعيان، ثم الاستنباط و القياس و الاستنتاج و التثبت، بهدف استخراج قوانين الظاهرة و منطقها الخاص.
كل 20 مارس، تتكرر نفس المواقف من نفس المواضيع. نفس النقاشات و الحوارات و المواقف. هذا التكرر يتبع نسقا زمنيا ، مما يسمح لنا بالتعامل مع الموضوع كظاهرة على حدة، بالمعنى الفيزيائي. كل « 20 مارس » ينقسم الناس بين « ناف للإستقلال » و بين « ممجد للإستقلال »، ليمر الأمر بعدها للحديث عن « الصناع الحقيقيين » لهذا الإستقلال.
دراسة الظاهرة في الفيزياء لا تعتمد عما يبرز كخلاف في الظاهرة المذكورة، بل عن الخصائص المشتركة الثابتة أولا. دراسة هاته العوامل الثابتة و استخراجها يسمح بمقاربة أسلم للعوامل المتحولة. الإعتماد على « المتحول » كأساس للمقاربة ما يسمحش لا بفهم الظاهرة، ولا باستخراج طرائق التعامل معاها. المتحول عادة هو تعبير عن علاقات منطقية و نتيجة القوانين المتحولة.
كمثال م الفيزياء، كيف صارت مقاربة الظاهرة الكهربائية، ما تمش الإعتماد على « حدة التيار الكهربائي » كأساس للمقاربة، ولا على عدد الإلكترونات. وجود النشاط الكهربائي المتكرر إثر تحرك الشحنات الإلكترونية، سواء كانت سالبة أو موجبة، خلاها تكون ثابت أساسي في مقاربة الظاهرة الكهربائية. تلازم النشاط الكهربائي بوجود حقول مغناطيسية، مهما كان مدى ها الحقول ولا امتداد النشاط الكهربائي، كيف كيف كان قاعدة لتحليل الظاهرة الكهربائية، سمحت باستخراج معادلات ماكسويل، اللي قايم عليها لتوة كل ماهو استغلالات للكهرباء. لو تم الاعتماد على المتحول (حدة التيار، مدى الحقول …) و تجاوز الثابت، رانا مازلنا نغزرو للتريسيتي بنظرة سحرية خرافية. بينما دراسة الثابت كأساس للمقاربة سمحت باستبطان القوانين/المعادلات اللي سمحت بحساب و توقع و استغلال المتحول.
عودة ل20 مارس، هناك اتفاق ما أن حدثا مهما قد حصل، و يتم التعامل مع هذا الحدث بمنطق غنيمة الحرب و أحقية النصيب في تقسيم الغنيمة. يريد الكل استبيان حقه الأكثر من غيره، بطريقة أو بأخرى. فهذا يعتمد إلى « غياب الإسم عن كتب التاريخ الرسمي » كمعيار و دليل قيمة إضافية، و ذاك يعتمد إلى « تكرر الإسم عن كتب التاريخ الرسمي » كمعيار و دليل قيمة إضافية. الحالتان تعتمدان على خطأ تقديري قديم يربط القيمة بالتكرر في التاريخ المدون، سواء سلبا أو إيجابا. بينما، كما أشار ريكور في كتاب « تاريخ و حقيقة » فإن التاريخ المدون ليس حقيقة و لا يدعي الحقيقة بقدر ما هو مجموعة مقاربات تقدم نفسها كمقاربات ذاتية للمؤرخين حسب مناهج موضوعية، و أن تمرين التاريخ لا يحمل من الأهمية أكثر من ذلك : تبيان ستمرين التحول بين الذاتي و الموضوعي. هذا التفارق الأولي عن الحقيقة يمنع أي إمكانية استخراج قيمة من « تكرر اسم و صفة في التاريخ المدون ».
إذن فالثابت لحد الآن هو وجود قيمة ما للإستقلال كحدث. و ليس أي قيمة، بل معيار القيمة الأسمى المحدد للإنتماء للمجموعة المشتركة المسماة « وطن ». موقفك من 20 مارس دليل انتماء للوطن مقدم للجميع. أي اقتراب شبه نقدي لهذا الحدث، كحدث و مشروع سياسي و فكرة، يشعل حدة كبيرة، و تضع الفرد مباشرة في خانة الخيانة المباشرة.
الإشكال، هنا، بالنسبة لي، في واقع هاته القيمة و أصلها. بصفته حدثا، فالإستقلال يحتمل قيمة ما، و هذا واقع بينته الظاهرة. حسب رؤيتي الخاصة للأشياء، فإن القيمة ترتبط دوما بفعل وراءه اختيار و قرار، و الإعتراف بقيمة ما هو الإقرار بأحقية اختيار و فعل ما في القيمة. « الإستقلال » كحدث و فعل في الأساس « رد فعل » طبيعي أمام فعل الإستعمار. ليس للا محتل حاجة في اشتقاق مصطلح الإستقلال. أما القداسة المفردة للإستقلال، فهي مناظرة في حدتها و تمظهرها للقداسة اللتي أفردها الإستعمار لنفسه و سوقها خطابا تبريريا و مفسرا للفعل و القرار و الإختيار. الفاعل الأصلي هو المستعمر، و التعامل مع قداسة الحدث هو اذعان أمام قرار و موافقته كحدث طبيعي.
من باب رفض و دحض الإستعمار، أرى « من الواجب الفكري » دحض القيمة القدسية المفردة لتبعته، « الإستقلال ». ليس للإستعمار أن يطبع إرادته على إرادة حرة.
حدة قدسية الإستقلال، المشتركة بين الجميع، تسمح للأسف بتغطية الأسئلة اللازمة، مغلبة أسبقية الإنفعال على الفهم في التعامل مع المسائل. وهو ما لا يستقيم، و يساهم في تواصل ما لا يستقيم و تغذيته. و السؤال اللازم اللذي وقعت تغطيته هو : « هل أوفى القرار بتسيير شؤوننا بعيدا عن الإستعمار و باياته بوعوده أم لا ». على الإجابة أن تكون باردة، غير معطلة بتابوه. رفض طرح السؤال رد فعل عادي، فالتخلص من أثر تاريخي متواصل يبتغي القدرة على ملامسة « النكران »، و هو ما لم ترتق إليه بعد « الإرادة السياسية الجمعية المشتركة ».
مساءلة الإستقلال باعتباره الحجة الأخلاقية لمشروع سياسي نافذ بالفعل، هو تجاوز للإستعمار بتحييده كسلطة رمزية محددة للقيمة، سواء سلبا أم إيجابا، توجه ملكة التحكيم و التفكير.
لا عيب في أن نكون قد فشلنا، يكفي أن نذكر أن التعبير السليم هو « فشلنا إلى حد الآن« . طرح السؤال سيسمح لنا برؤية أوضح لمناطق الفشل و تمعن أسبابه لمعالجته. أما البحث عن علة سبب الفشل، فذاك ما سيترسب من عمل المؤرخين بعد جيلين أو ثلاث. فلا حقيقة هنا، فقط مقاربات للحقيقي.
في انتظار البرابرة
في انتظار البرابرة [ترجمة، كونستانتين كاڢافي]
« و ما ننتظر، متجمهرين في الساحة؟؟
يقال أن البرابرة يحلون اليوم
لم هذا السبات في مجلس الحكماء ؟
لم يظل الحكماء خاملين، دون أن يشرّعوا؟؟؟
لأن البرابرة يحلون اليوم
ما هم أمر القوانين الآن، إذن؟؟؟
سيسنها، و غيرها، البرابرة قريبا.
لم استيقظ امبراطورنا باكرا؟
لم يستقيم أمام أكبر بيبان المدينة
بهي الطلعة، مستويا على عرشه، مرتصعا التاج؟؟؟
لأن البرابرة يحلون اليوم
و إمبراطورنا الموقر ينتظر استقبال
السيد منهم، و يعتزم له مخطوطة
من ورق نفيس، عليها الألقاب و الأنساب و مداعي الفخر و العزة
مزخرة
و قنصلانا، لم قنصلانا و المرابون قد
خرجوا، مزدانين بالعباءات المطرزة حمرة؟؟؟
لم هاته الأساور المشرئبة بالجمشت
هاته الخواتم اللتي يتألق عبرها الزمرد المصقول؟؟؟
لأن البرابرة يحلون اليوم
و هاته الأشياء تبهر البرابرة
لم لا يأتي خطباؤنا المهرة على
عادتهم ككل يوم و يلقوا الخطب و الكلمات الرنانة؟؟؟
لأن البرابرة يحلون اليوم
و البرابرة يسأمون الفصاحة و الخطابة.
لم هذا الإضطراب، هاته
الحيرة المفاجئة؟؟ كأن وجوها، يومئذ … !
لم اقفرت الساحات و الأزقة بلمح الوميض؟؟؟
لم عاد كل إلى بيته، مسود الوجه حزينا؟
لأن الليل قد حل و لم يأت البرابرة
بل بعض القادمين من الحدود
يقولون ألا برابرة …
و ما سيحل بنا دون البرابرة؟
لقد كانوا حلاّ ما … »