عن الإستبلاه كمكوّن أساسي في الخطاب الحكومي : المحاسبة نموذجا

السّياسة أساسا كلام و فعل. فأمّا الكلام ، فهو الخطاب السّياسي و منه، مجموعة الحجج المقدّمة ، مجموعة المفاهيم و الألفاظ اللّتي يتمّ تركيزها في الوعي العام باستعمالها من قبل ممتهني الميدان السّياسي. أمّا الفعل وهو الممارسة السّياسيّة فمنه القرارات و التّراتيب و القوانين و الإحتجاج و تأطيره و الأحكام اللّتي يتمّ تنفيذها ، فيترسّخ الفعل كذلك في الوعي العام للمجموعة البشريّة المعنيّة. و تذكر الكتب الجميلة عن الفكر السّياسي ، المتّفق فيه على أهمّيّة و حتميّة تواجد « الدّولة » بمفهومها الحديث ، أنّ الممارسة السّياسيّة تفترض توافقا بين الفعل و الخطاب ، و تفترض وضوحا في الخطاب و درجة من النّزاهة و الوضوح المفهومي و التّكامل المنطقيّ ، على فرضيّة احتساب أفراد المجموعة البشريّة المعنيّة بالشّأن السّياسي (سواء كانوا مجموعة محلية ، شعبا ، مجموعة شعوب ، أو البشريّة جمعاء) كمواطنين لا كرعيّة أو رعاع. فمفهوم السّياسة الحديث مرتبط ارتباطا وثيقا بمفهوم المواطنة. هذا ما تفترضه طبعا جملة النّظريّات المنمّقة. غير أنّ الواقع غير ذلك ، على الأقلّ بالنّسبة للحالة التّونسيّة. لا يسمح لي المجال الآن (و لا الإهتمام) بتناول هذا الموضوع على صعيد أوسع و أشمل و أعمق ، لكن لن يعدم أحد من الأمثلة في كافّة دول العالم عن تباين الفعل و الخطاب من جهة ، و عن كثافة استبلاه من يفترض أن يكونوا مواطنين في الخطاب السّياسي ، الحكومي منه خصوصا. قد يعود هذا الوضع المتناقض إلى مفارقة فرضيّة أوّليّة تتواتر في الكتب المنمّقة . تقول هذه الفرضيّة أنّ وجود الأحزاب ، الغاية منها تنفيذ برامج و رؤى و ليست السّلطة -كحالة تتجاوز الإنسان- سوى طريق لتنفيذ ، بينما يدلّل الواقع على أنّ السّلطة غاية في نفسها و لنفسها ، و ما هذه البرامج المدّعاة سوى مطيّة أخرى من مطايا الخطاب السّياسي.
كنت قد بيّنت سابقا في هذا المقال   حالة من حالات التّلاعب بالخطاب السّياسي الحكومي. و رغم تغيّر عنوان القائمين على السّلطة ، فإنّ الإستبلاه نفسه لا يزال قائم الذّات من أجل نفس الغايات و في نفس السّياقات. فمنذ « اختفاء » بن علي من على الواجهة يوم 14 جانفي 2011 ، تمّ طرح مطالب معيّنة في إطار المسار الثّوري (و الإصلاحيّ كذلك) حظيت بعضها بدعم و شبه توافق شعبي . و لعلّ أبرز مطلب قدر على تسطير خطّ أحمر وطني ، مطلب المحاسبة ، سواء محاسبة القتلة أو النّاهبين و مستبيحي البلاد. قام الخطاب الحكومي آنذاك على طرح مغاير لطرح المحاسبة ، و هو طرح المصالحة من دون تصوّر لخطوط حمر أخلاقيّة ، و أمتعنا الوزير الأوّل السّابق الغنّوشي (ليس ذاك اللّذي رضي الله عنه، بل الآخر) و مريدوه بتنويعات على « نظافة اليد » ، و محدّد نظافة اليد من حينها محدّد ذاتي. فكمال مرجان تمّ تسويق نظافة يده رغم انخراطه التّبريري و السّياسي و التّنظيمي في منظومة القمع و الفساد ، و مروان مبروك كذلك « نظيف » رغم كونه أحد أبرز المنتفعين (لحد الآن) بوضع الفساد « الحاشياتي » (مشتق من « حاشية ») و فساد المنظومة الماليّة التّفاضليّة المنحازة للمراكم أمواله ، و خرج علينا « النّظيف » أحمد فريعة ، و « النّظيف » هادي الجيلاني ، و « النّظيف » اسماعيل السّحباني ، و « النّظيف » المنصف لعجيمي. لم يتغيّر هذا الطّرح في عهد المأسوف عليه من أيتامه ب.ق.س ، لكن أمام احتشاد الرّأي العام ، خصوصا بعد تباطؤ عمل اللّجنة المكلّفة بتقصّي الحقائق (اللّتي أثبتت في تقريرها على قدرة شعريّة تظاهي جماليّات شعر الإنحطاط من مبتدع و محسن) ، و بعد تلكّؤ المحاكمات و صرخة الفزع اللّتي أطلقها المحامون (مجموعة ال 25 اللّتي قامت برفع قضايا الفساد أمام المحاكم ، بعد استقالة الدّولة التّونسيّة اللّتي تصارع كي تبقى و لا ترتضي أن تحاكم نفسها). حينها انطلقت التّحضيرات لمظاهرة 15 أوت المطالبة باستقلال القضاء ، إذ أنّ الخطاب الحكوميّ حينها وجد ضالّته في إطار اتّفاق غير معلن و وحدة موضوعيّة مع كافّة الأطياف السّياسيّة اللّتي كانت تحاول خوض معركة القضاء كمعركة مواقع. تكمن هذه الضّالّة في حجّة أقنعت الكثيرين لأسباب سياسيويّة ، و هي القول بأنّ الحكومة لا دخل لها في سيرورة المحاسبة ، فهي تدعم استقلال القضاء ، و القضاء هو المسؤول على المحاسبة. و لمّا كان القضاء (ولا زال) مرتعا لأبناء الإدارة/الدّولة (العمود الفقري للنّظام المتواصل) و بالتّالي يحمل من الأدران ما لا يجهله أحد ، فقد قبل الجميع -عدا بعض الإستثناءات من النّشطاء المستقلّين- بالحجّة.و هاهو سمير ديلو في ظهور تلفزي يوم 15 ماي 2012 يلجم صوت المحامي عمر الصّفراوي باستعمال نفس هذه الحجّة قائلا له : « لا ترمونا بالمحاسبة فهي من اختصاص القضاء، و لا دخل للحكومة بالقضاء فالحكومة تريد أن يظلّ القضاء مستقلاّ » .
 بادئ ذي بدء ، يستوجب هذا القول بعض التّوضيحات لاستبيان ما ينطويه من استبلاه مباشر للمواطن قولا/الرّعيّة فعلا. أيّام بن علي ، لم يكن هذا الأخير يكذب حين يتبجّح بدولة القانون و أنّه لا يوجد شيء في تونس اسمه « سجين سياسي » . فكلّ خصم سياسي قرّر النّظام وخزه أو ضربه على أياديه أو التّخلّص منه ، لا تلفّق له تهمة بقدر ما ينصب له فخّ إداري. فالملفّ اللّذي يصل إلى حضرة القاضي لا غبار عليه من ناحية إداريّة قانونيّة بحتة. بل الغبار يأتي من ما قبل القضاء ، في مرحلة تكوين الملفّ نفسه. و هذه المرحلة تكون مناصفة بين ممثّلين عن السّلطة التّنفيذيّة (شرطة) و نقط وصل السّلطة التّنفيذيّة بالسّلطة القضائيّة (وكيل الجمهوريّة ، قاضي التّحقيق). و كان القانون يعفس عليه في هذا الجزء. بطريقة أوضح : ملفّ متكامل تمّ تعميره و ملؤه ، تضعه بين يدي أنزه قاض ، لا يستطيع هذا الأخير أن يفعل لك شيئا و إن عرف من قرارة نفسه بما لا يدع مجالا للشّكّ أنّ داعي مثولك أمامه لا علاقة له إلاّ بآرائك أو بفساد النّظام ، بينما ملفّ ضعيف يفتقد للأسندة و الأدلّة ، تضعه بين يدي أفسد قاض ، لا يستطيع إدانتك به. و هذا كان إحدى مكامن قوّة بن علي في حربه على خصومه و سلاحا يستعمله في التّفاوض مع معارضيه بكافّة أشكالهم. و أحد أهمّ الأشخاص القائمين على الوصل كان قاضي التّحقيق زياد سويدان ، اللّذي اشتغل على كافّة ملفّات المساجين ، و اللّذي تمّ فصله غداة اختفاء بن علي، قبل أن يختفي بدوره و يفرّ إلى وجهة غير معلومة. و هذا طبعا من باب المصادفة. 
دون إغفال دور القضاء في المحاسبة و تأثير فساده ، يتبيّن لنا الدّور الهام و الجوهري اللّذي تضطلع به الحكومة ، ممثّلة في أداتها التّنفيذيّة بامتياز ألا وهي وزارة الدّاخليّة و الإدارات المعنيّة ، في المحاسبة. فمن دون إرادة سياسيّة للسّير بالمحاسبة في طريقها ، لن تكون هناك ملفّات و وثائق و أدلّة تسمح بمحاكمة المجرمين ، خصوصا أنّ الشّهادات وحدها قابلة للتّأويلات و التّضارب و الإتّفاقيّات المخفيّة. و لا أعتقد أنّ هذا الشّيء كان يخفى عن الغنّوشي و ب.ق.س و سمير ديلو. لكنّ اتّفاقهم الثّلاثة على نفس الخطاب يدلّل على مواصلة النّهج الإلتفافي بغية الحفاظ على نقاط قوّة المركز السّلطوي لمثال الدّولة في تونس  و من ثمّ السّيطرة عليه آنفا عبر الأجهزة الحزبيّة. و مواصلة في الإستبلاه ، تجد من يسرّب هنا و هناك أنباء عن انشقاقات و ضغوطات و تهديدات ، بينما تنبني الإدارة التّونسيّة على الإرادة السّياسيّة للماسك بزمامها. فإن توفّرت إرادة سياسيّة لسلوك المنهج الثّوري، كان للحكومة ذلك. و إن توفّرت إرادة سياسيّة لسلوك المنهج الإصلاحي ، كان للحكومة ذلك ، و إن توفّرت إرادة سياسيّة لسلوك المنهج الإنتهازيّ كما هو الحال الآن ، تظلّ المحاسبة تراوح مكانها ، يتملّص الجميع من مشؤوليّة ركودها ، في انتظار مرور الوقت اللّذي تعيد فيه قوى الإلتفاف تمركزها بالكامل.
و للحديث بقيّة …

« ‫تقرير اللجنة الوطنية لاستقصاء الحقائق حول التجاوزات‬ »

 « ‫تقرير اللجنة الوطنية لاستقصاء الحقائق حول التجاوزات‬ » ، نصيحة لوجه الله ، أبعد كافة الأدوات الحادة ، الأسلحة النارية ، كافة أنواع الحبال ، كافة أنواع المبيدات الحشرية ، من  حذوك قبل  الشروع في القراءة 

Here

في مصر المحروسة

( « يا ابني دي مصر بيترعشو منها الأمريكان والصهاينة وكل دول العالم ، عايزين خرابها  » « بجاه ربي ؟؟ » « اه والله » … الطم ؟؟؟ نندبهم ؟؟؟ -حوار مع سائق مركبة على النيل – )


في مصر المحروسة
الرجال موتى ، تاكلهم كلاب 
منزوسة
عسكر وشرطة وحرامية 
والمزمر في مخو ساكنة سوسة 
يضحك كيف خوه يطيح كي ورقة الخريف
ملوحة مرمية
تحت الساقين معفوسة
« لأ يا باشا ، كدا الشغل هيبقى مية مية 
لما الجيش يمسك في خناقنا  
أصل البلد لازمها إيد من حديد « 
« بس دول هيبهدلوكو 
 هيطلعو الكبدة من مناخركو
معاهم الظلم هيمشي ويزيد
و الدم يا حاج ، عمرو ما يبقى مية « 
« لأ يا باشا ، ده الدم بقى عصير 
واحنا طول عمرنا مظلومين 
يعني دي هتيجي عليهم ؟؟
دول خابرين البلد من سنين 
والحكم والأمر دايماً بأيديهم
مش هتفرق معانا كثير « 
في مصر المحروسة 
صاحب الشهيد 
يدلل على دم الشهيد 
في سوق العساكر
والفلول المدسوسة 
القاهرة ، 08 / 05 / 2012


بمناسبة عيد الشهداء

حوار حضرتلو البارح (9 آفريل) بين زوز رجال كبار ، في نهج المغرب ، قدام حانوت :

– وينو هاك الطفل منير ، ياخي ما جاش يخدم ليوم ؟؟

– لا ما جاش

– واش بيه ، لاباس ؟؟

– ماهو فيشتا إليوم

– بمناسبة اش فيشتا ؟؟

– هاو قلك عيد الشهداء

– أي لا محسوب ، ياخي جابو حق الجدد ، حتى يحتفلوا بالقدم ؟؟

– ريت بالله ريت ؟؟ والله كان قعدت فرانسا خير

– إرخيك يا راجل ، ياخي من وقتاش خرجت فرانسا وأمريكيا ؟؟

– مجموعة كذبات بمناسبة غرة أفريل المجيد –


– القدس لنا

– ثورة الكرامة

– تونس بخير والأمن مستتب

– إسلامي معتدل

– شيوعي ديمقراطي

– ليبرالي إنساني

– رئيس الجمهورية التونسية

– اوفياء اوفياء لدماء الشهداء

– الشرطة في خدمة الشعب

– بن علي ماعادش في السلطة ، بن علي هرب

– من جد وجد ومن زرع حصد

– شعب واعي

–  » ما كيفك حد ، بنت بلادي « 

– اكتيفيا ينحي النفاخ

– الصادق شورو يفدلك

– أحمد نجيب شابي سياسي تونسي

– دولة القانون والمؤسسات

– الثورة مستمرة

– يا شهيد ارتاح ارتاح ، سنواصل الكفاح

– وزارة حقوق الإنسان

– نداء الوطن

– دستوري نظيف

إلى العظيمة، أم زهير اليحياوي (طلب اعتذار رسمي باسم الجميع)

بلاد ، و رزاها سجّان

بلاد ترتع فيها الغربان

بلاد فتفتولها صغارها

في ترابها

وديان ورا وديان

بلاد تبكي دم

سيد ارجالها قطّع عروق خدودو

بش يصوّرلها ضحكة في الفم …

حبّتش الضّحكة تجي؟؟؟الوالدة ترمي بعيونهابسمات وسط اللّحي

على زنودها

تربّا اللّي قال « لا » لسيدي البيّ

« ولدي وخيّ

هزّ حمل الجبال عليكم

دمّو أمانة بين ايديكم

ما تخسروش ترابو

بعد ما دفنّنا اللّحم الحيّ »

عن إسقاط النظام

لعل أحد أبرز الشعارات الثورية المطروحة في تونس ، منذ بداية الإنتفاضة الشعبية في 17 ديسمبر 2010 ، هو شعار « الشعب يريد إسقاط النظام  » ، وإلي مازال لليوم يتكرر في الاحتجاجات المتواترة . إسقاط النظام تطرح كمطلب ومرحلة في مسار كامل ، نحبوه يكون ثوري . لكن ، المشكلة الكبيرة إلي الشعار تجاوز طابعو الفكري السياسي ، و ولا كي الفلكلور ، راكبة عليه برشة معاني. هذاكة علاش ، يظهرلي ، كلمة « إسقاط النظام » لازمها بعض التوضيحات والتفسيرات.

الساعة ، نبداو بتوضيح أشنية مقصود بكلمة « النظام ». برشة ماشي في بالهم إلي النظام هو « الحكومة » ، بما انو في كل مرة تم طرح ها الشعار ، مشات معاها فرد وقت فكرة إسقاط حكومة بن علي ، بين 17 ديسمبر و-14 جانفي ، مبعد مشات معاها فرد وقت فكرة إسقاط حكومة الغنوشي في القصبة 1 و-2 ، على خاطر حكومة الغنوشي مواصلة للسلطة المباشرة الكاملة متع بن علي ، مبعد تكلس الشعار ، نظراً لعديد الاعتبارات ، منها حالة « التعب » إلي ضربت عديد القوى إلي ساهمت في المسار الثوري ، وإختيار الأحزاب الإنخراط في مسار حزبي إنتهازي (مهادنة السبسي ومعاه مختلف طبقات رجال الأعمال ، بتقسيماتهم الجغرافية والعائلية ، الإنخراط في الهيئة العليا للحكايات الفارغة ، اللعب ع الإنتخابات بمفهوم كلاسيكي تمثيلي يخول للسياسي الإستيلاء على جزء من سلطة قوية ببناها ) … بعد القصبة 2 ، في كل مرة تسمح الأحزاب لقواعدها أني تلتحق بالاحتجاجات ، كيف يترفع شعار / مطلب « إسقاط النظام » ، يتم التلويح بسحب الثقة الأولية من حكومة السبسي ، الشي إلي افقد شوية الكلمة معناها ، وكيف ترفع الشعار بعد الإنتخابات ، عبيد اللون الجديد متع السلطة خرجوا يزبدو ويرغو : « وععع يحبوا ينحيو حكومة شرعية ، وععع يحبوا يدخلوا البلاد في حيط ، دعاة الفتنة » …

الساعة ، النظام أكبر برشة من جرد حكومة. أكبر م السلطة نفسها ، لأني السلطة هي تمظهر للنظام. النظام هو الهيكلة إلي ماشي بيها المجتمع ، من بنية الإدارات وحتى هندستها المعمارية ، لطرائق العمل فيها ، لمنطق إختيار البنى التحتية (مثلاً جودة البوليس المكتف في المنزه 9 ، لا علاقة بالحالة المزرية متع البوليس المكتف في الصخيرة ) ، لتقنيات وطرق إتخاذ القرار المحلي ، لبنية التنظيم السياسي الصغير (عمد ومعتمدين وولاة وصلوحياتهم وطرق اختيارهم وكيفية إتخاذ القرارات وتنفيذها ) ، وتشمل بالخصوص لوجيك تقسيم الثروة ما بين الناس إلي عايشين في نفس المجال الجغرافي ، وعادات تقسيم وتوارث الثروات وما يجي معاها من سلط فعلية غير رسمية وغير معلنة ، تقسيم الثروات جغرافياً وطرق استغلالها ، على خاطر الثروات هي المقوم الأساسي الفعلي إلي يجيب السلطة ، وإستغلال هذه الثروات من قبل فئات على حساب فئات أخرى هو سبب وجود ما يسمى « دولة » والمنظومة متاعها. إلي عندو الفلوس ، ومصدر الفلوس هو إلي عندو القدرة انو يفرض أرائو ومصالحو .

في تونس ، ما عندناش ما يسمى ب-« الطبقة البورجوازية » بالحق ، وحتى المثال الليبرالي الإقتصادي قائم على خدمة مصالح إلي عندهم فلوس حقانية برا تونس ، والفئات المستغنية إلي عنا في معظمها ممثلة وتنوب بورجوازيين اجنبيين (فرنسيس ، سبنيور ، طلاين ، امريكان ، خليجيين ) والدولة عندها أكثر من 250 سنة قايمة على الجباية ، تنحي تاكس من عند الناس ، وتفضل دعم المستغني بطبيعتو. الحال توا يقول انو النظام برمتو مازال ما تبدل فيه شي. البنى والتقسيمات هي نفسها ، الحقرة ديمة خدامة. الحكومة ماهيش النظام ، ولو أني تدافع عليه بما أني منفذ وهي الضامن لمواصلة تواجد السلطة. النظام ينجم يطيح من غير ما طيح الحكومة ، لو هذي الأخيرة تقرر المساهمة في اطاحة النظام والتخلص م التمسكين والتمسيح للبراني كيف الكلب إلي يستنى في عظمة تمت مشمشتها بالكامل. حسب الخيارات الإقتصادية المطروحة من قبلها ، ما فما حتى مؤشر ولا دليل على إرادة تغيير فعلي. لا يكفي الإلتزام بالهوياتي ، لأنو للأسف الهوية -مهما كانت حكاية مزيانة- ما توكلش الخبز.

يقول القايل ، علاش إسقاط النظام شعار / برنامج ثوري ؟؟ رغم إلي حسب عديد المؤشرات ، تقولش عليه مجرد تجغجيغ ، وحاجة ما عندهاش معنى. الإجابة ساهلة ، يكفي العودة للتعريف الأولي للثورة : الثورة هي عملية تغيير جذري وراديكالي للبنى الإجتماعية والإقتصادية والسياسية (الثلاثة يمشيو مع بعضهم) تتماشى مع تغيير جذري للخطاب المجتمعي (إلي نسموه ثقافة) إلى الأمام نحو أكثر خير وطمأنينة للعموم … تغيير جذري وراديكالي يمسح القديم ويبني الجديد المتقدم ، يحتمل عديد مستويات من العنف (رمزي أو مباشر .. وم المستحسن يقعد في الرمزي ) … ها التغيير هذا يحتاج سقوط النظام برمته ، هذاكة علاش من أجل الثورة يجب إسقاط النظام ، وهو برنامج لا يلزم إلا المقتنع بضرورة الثورة (على خاطر فما توجه أخر هو التوجه الإصلاحي .. لكن هذا موضوع أخر) …

إسقاط النظام مرحلة أولى من أجل إستكمال الثورة … كونك تحس نفسك أقرب للحزب الفلاني ولا التوجه الفلاني ما يمنعكش أنك تتسائل : أماهو أهم ، الحزب أم الثورة ؟؟؟ … بالنسبة لي ، الإجابة هي الثورة …


العصيان والمقاومة .. لا مفر …

كل نهار يتعدى ، يزيد يأكد أن المقاومة و العصيان ولاو واجب ثوري و- وطني . قربت ساعة العودة إلى الشارع ، والمرة هذي بش تكون أصعب : ميليشيات وشرطة بين لابس وسيفيل. المعركة معركتنا وقادمين عليها ، أما من توا كل واحد يعرف روحو على شنية قادم. في الأول بش نكونو عشرات ويمكن بعض المئات نعاركو ونحتجو في كل ساحة ممكنة . ننجمو نتعرضو لجميع أشكال العنف القمعي : توقيفات وعنف بوليسي ، وموقعنا هو المواجهة المباشرة ، هذاكة علاش كل واحد يحاول يحمي روحو و- ما يسيبش روحو للبوليس ويكبش . من شيرة أخرى ، تنجم تجيك مظاهرة مضادة « عفوية » ، وهذا نوع جديد علينا ميدانياً لازم نحسبولو حسابو من توا. ها المظاهرات المضادة وما شابهها ، ميزتها إلي تنجم توصل مساج من عند أطراف سياسية ، تحب تدورها معركة شكون يشد البلاصة الرمزية الأقوى في مكان الإحتجاج كدليل على أحقيتو بالشارع. الطرف المقصود هو طبعاً النهضة كمستقر جديد على مقعد الدولة ، وإلي كممارس للسلطة ما يساعدوش يتفكلو الفضاء العام . أما التقاليد ما تسمحلوش انو يوري وجهو ، زيد صورة متظاهرين « عفويين » جاو وحدهم كشعب للدفاع عن الحكومة أقوى من صورة حزبيين يساندو في حزبهم . الناس هاذوما أخطر ما ينجم يهدد الحراك الإحتجاجي ويساهم في تشويه صورتو ،هذاكة علاش لازم الواحد يحسب حساب الميليشيات ، عدم مبادرتها العنف، لكن وقت إلي تلحم ، إلي ياكل حجرة ، من غير ما يتغبن ولا يحبس ، يواصل الإحتجاج ويعطي الميليشيا بالحجر والدبابز وكل ما أوتي إلى يديه قابل للرمي .

الرباية الزايدة ، وفا وقتها. برشة حاجات ذات طابع سياسوي مباشر ، ننجمو نتناقشو و- نختلفو فيها . لكن توا السلطة ، وفية التاريخ الدولة التونسية الحافل ، أهانت الشهداء وعائلاتهم ، والشهداء مزيتهم على تونس وعلى كل تونسي ، القصاص (عادل أم لا ) من حقهم وواجبنا . والدولة اهانتهم … إذا كان إلي سقا البلاد بدمو حقو مش مضمون ، اش نقولو على حقي وحقك كمواطنين … إشارات الإستهانة بالتوانسة تتكرر كل نهار : طالبات مهددات بالسجن من أجل الإحتجاج ، إيقاف صحفيين ، تغول بوليسي ، التمسح المهين على عتبات بلاط آل سعود وبلاط بهلول قطر ، تجريم وتحريم للإحتجاج العمالي وإحتجاج المهمشين ، وقود ها البلاد منذ قرون.

وقت بش ناخذو مصيرنا بيدينا … وقت بش ناقفو مع الشهيد إلي وقف معانا … وقت بش نعصيو الحاكم ونطيعو العدل … وقت بش نعاركو من أجل بلاد قايمة ع العدل ، بلاد نعيشو فيها الكل مع بعضنا …

العصيان والمقاومة يا نسا تونس الاحرار ورجالها الاحرار .. العركة مازالت ولازمها قلب حديد

بابا عزيزي وين ماشين ؟؟؟

– « بابا عزيزي وين ماشين ؟؟؟ »

–  » للعدالة انتقالية « 

– « العدالة انتقالية ؟؟؟ »

–  » عندي 60 سنة ، ما نفصع ونسلكها كان من هنا … اتفرج نهب ولا إرتشاء ، مصير الدوسي الإختفاء … قتل ولا تعذيب ، دوسيك أبيض حليب « 


من غير ما نطول ، ما عينيش بش نحكي … أما يظهرلي واضح إلي يتمنيكو علينا …

شكونهم ؟؟؟ « حزر ، فزر ، شغل مخك ، شوف مين فينا بيحكم مين  » …داخل لحكومة وخارج لحكومة ، بسياسييها ومناضليها ، صناع الدولة ، عشاق القمع …

ما نطولش عليكم ، أما بالنسبة لي أنا ، نهار إلي حقي وحقك وحق الغير موش مضمونين … العصيان يولي واجب معيشي …


أنستو يا نسا ورجال هالبلاد …

شاقي باقي

شاقي باقي

و العرق هبط سواقي

غرّق ترابي بكلامي

ما حسب حسابو لسلامي

و الكلام يجيب كلام

يخيّط مسارب الاحلام

يطلع فوق الرّيح يجنّح

يخلّي حتّى الخاسر يربح

و الخاسر ما يخسر شيّ

و الرّابح ما يربح شيّ

و الزّوّالي ليه الله

كيف يجوع ، يشوف مولاه

و مولاه ما يحكي شيّ

لا ع الظّلم و لا ع البيّ

و لا ع العيشة اللّي استحالت

و لا ع القهرة اللي طوالت

تعرف كيفاش؟؟؟

عدّيلي قهوة صباحي

و خلّي نتكيّف مرتاح

لا شقيقة تطلع ، لا نواحي

النّاس لي ما تشوف جراحي

طول حياتها … ما تسواش