كيف غيري م التوانسة، تلقيت خبر استقالة وزير العدل و وزير الداخلية متع بلجيكيا بتبسيمة مرة، و تفكرت الاحباب اللي معانا في ها البر و اللي شادين الشانطي متع البلاد. جاب ربي نحيت عادة التعليق بستاتو ع الفايسبوك، ولا راني كتبت الكلمة اللي تعدات في مخي و في مخ الجميع : « علاه اللي عنا ما يستقيلوش » و ماكم تعرفو، بلادنا غنية بالمواد الأولية الخام اللازمة للتنبير، و راهو التكريز لكلو مشا في التنبير.
مبعد، كتبت الجملة قدامي، و اكتشفت اللي الحكاية سؤال، قبل ما يكون استنكار. علاه ما يستقيلوش الجماعة اللي عنا؟؟؟
بالطبيعة باب الإجابة الأول باش يكون « تذمري » يرى في كل شي قصدي و منظم بإحكام و مخطط له و فيه حكاية عيب أخلاقي أولي لدى « أشرار مكبشين في الكرسي من أجل مصالح ». كونهم أشرار بالحق ولا لا ينعدم قدام واقع أنو « عدم الإستقالة رغم فداحة الضرر » ترد مثل ها التفسيرات شرعية و متوقعة و مفهومة في امقت تجلياتها اللغوية و تزيدها حالة الامتعاض قابلية للإنتشار.واحد م الناس، ما نمنش اللي فما إنسان « شرير خلقي، 24 على 24، 7 على 7، 12 شهر في العام ». كيما كم « البهامة الممارسة » يخليني نستبعد « ذكاء قصدي خارق و منظم و نافذ و متمكن ». هذاكة علاه، كي نغزر لــ »علاش ما يستقيلوش » كسؤال، موش كرد فعل استنكاري ولا استهزائي، نتفجع قدام الأجوبة الممكنة.
ما استقالوش و ما يستقيلوش على خاطر ماهمش يشوفو في رواحهم غالطين، و لا غلطو. يمكن قبل ببرشة أيه، أما موش البارح و اليوم. و كي تذكّرو اللي هو يخلص م « المال العام »، يتفكر طول اللي هو كان ينجم يخلص خير و بأقل هرج و ضغط نفسي، و اصحابو زادة يتذكرو معاه، و يزيد يتأكد هو و اصحابو و احبابو و فاميلتو و اللي يخدمو معاه و العطار و النجار و الحماص اللي هو انسان باهي مستوي، وطني و بطل و قاعد يضحي باللي ما يتخيلو حد في سبيل الوطن.
ما استقالوش و ما يستقيلوش، على خاطر كل واحد فيهم مقتنع اللي عندو الحل، و بطبيعتو متفتح ديمقراطي يسمع و يتبع و يناقش و يحرك، أما فما مشكلة لغادي الساعة، و فما هذاكة يشوش يبلبز باز يحب على ترقية ولا دراشبيه، و لازم تركح من هوني الساعة، و فما « أشرار » قاعدين يترصدو، موش كان م الإرهاب م الأخرين زادة و سيرتو، و مزمرة ع البلاد كان يمشي قبل ما يكمل المهمة و يوصل فكرتو. كلو في سبيل القضية الأسمى.
أما فكرة؟؟؟ الله أعلم.
أما مهمة؟؟؟ اللي تسألو يقلك « الوطن »، « تونس » و يذرف دموع حارين.
و ماهوش يكذب في دموعو، هو و اصحابو و احبابو و اللي يخدمو معاه و العطار و الحجام و القهواجي و الشيفور و البطال اللي توسطلو في خدمة يشوفو فيه و يحسو فيه الشي هذا.
هذاكة علاه ما استقالوش و ما يستقيلوش.
على خاطرهم حاسين برزن المسؤولية، و يحبو يتحملو المسؤولية، كيف رشدي أباظة في أفلام قبل كي يطلع شهم و نبيل و شجاع رغم اللي يتلوعب مع النساوين ع الاول، و عاملين أكثر من مجهودهم باش يحسو رواحهم قد المسؤولية.
للأسف، مقتنعين اللي المسؤولية إحساس.
للأسف، في بالهم يخلصو م المال العام ع الإحساس.
للأسف، المسؤولية في الأساس هي مقارءة للنتائج على ضوء القرارات و الإمكانيات، و عدم الفعل قرار زادة. و الطاعة قرار زادة. موش النوايا.
للأسف، يعتقدو اللي المسؤولية حاجة كي نحبوها نكونو باهين و كي نكرهوها نكونو خايبين. بينما المسؤولية ما فيهاش تحبها ولا ما تحبهاش. فيها تحترمها ولا ما تحترمهاش، فعلا موش بالنية.
ما استقالوش لأنهم توانسة في المعنى الخايب، المعنى اللي نحاربو باش نبدلوه إنطلاقا م الباهي اللي عنا. مجموعة أطفال امغاط متعودين على البو ولا الام تغطي عليه ولا تعاقبو. من غير محاسبة.
ما يهمش قداه عندك عاطفة جياشة للبحث عن حل و عزيمة فولاذية لتنفيذو، كي تبدا جزء م المشكل.
و اللي في بالو يخلص على خاطرو/ولا باش يكون « بطل »، جزء كبير م المشكلة.
الحكيم، الإصبع، القمر و الغبيان.
فما كلمة كي المثل، ديما يجبدوه الإخوة و الأخوات الأفاضل يمينا و يسارا، وقت اللي يشوفو واحد من زعماءهم ما تفهمش في كلمة و شوهولو حديثو. المثل هذا، الشهير، هو « عندما يشير الحكيم إلى القمر ينظر الغبي إلى إصبعه ».
الفازة اللي في العادة يتم استعمال العبارة هاذي مع تفسير واحد مبطن، و اللي هو سي البهيم كارو غزر للڨمرة، موش للصبع. التفسير هذا يحضر كرد فعل، كي الطابع في المخ، بينما المثل ما يحكيش ع النظر للڨمرة
على خاطر كي تجي تشوف، كيف اللي يغزر للڨمرة كيف اللي يغزر للصبع. باش ما نستعملش عبارات يستشف منها حكم قيمي، الزوز راتاو ميساج الحكيم و الزوز ماهمش قادرين يفهمو آش حب يقول. علاه؟؟؟
كي تغزر للحكاية، في الزوز مواقف، كل واحد ركز على عنصر، يا المشير (الإصبع) يا المشار إليه (الڨمرة) و الزوز يلوجو ع المعنى في وحدة م الزوز معتبرين واحدة فيهم نقطة الأهمية. بينما الحاجة اللي عندها معنى بالحق كونو الحكيم قام بإشارة للڨمرة. فما حركة و طاقة تصرفت، منطلقين من إرادة فيها قصد و من قرار فعل، و ما تم الفعل إلا لتمرير المقصد. الصبع و الڨمرة مالهم إلا « مكونات » ولا « عناصر » في ها العملية مربوطين بفعل الحكيم، و ما عندهمش معنى بينات بعضهم خارج فعل الحكيم. حين يشير الحكيم بإصبعه إلى القمر فهو يدعوك للتفكير في شيء وا ليس للنظر لمنحبس، سواء للإصبع أو للقمر.
نفس الحكاية معروفة في الألسنية، م اللي فردينان دي سوسور حط مرة و إلى الأبد أنو بين « الدال » و « المدلول » ما فماش علاقة مباشرة ولا عضوية. أي ربط بيناتهم مباشرة ما ينجم يكون كان اعتباطي. أما الزوز يحوسو وسط الطاقة اللي ولّدتهم و ولّدوها، اللي هي « الدلالة ». البحث المحموم بين « الدال » و « المدلول » وحدهم، ما يخرج كان تهويمات (هذا كان نقدو للإعتماد على الإيتيمولوجيا كمصدر معرفة للغة و استعمالاتها). الدلالة هاذي هي العلاقة اللي طرحها بشر ما، في لحظة ما، بين دال و مدلول.
الحكاية هاذي نفسها هي نفسها الفكرة لولا متع الرياضيات : تحييد العناصر و التمعن في العلاقات و قوانينها و منطقها. المشكلة اللي هاذي حكايات حلها العلم، بالشعب و التفريعات متاعو الكل، من هاك العام. نفسو العلم اللي م المفروض قريناه (ولا بالقليلة قرينا منو) في المكتب و الكولاج و الليسي و الفاك (لمن أوتي إليها سبيلا). سي « العلم » هذا، وينو فينا؟؟؟ موش في المعلومات [عناصر]، أما في مخاخنا كيفاه تخدم و تفونكسيوني [العلاقات بين العناصر].
داعش ولا ما داعشش، ثورة ولا ما ثوراش، أحنا ولا هوما، قبل هذا الكل هات نتفاهمو : « عندما يشير الحكيم إلى القمر، ينظر الغبي إلى إصبعه، و ينظر الغبي الآخر إلى القمر، بينما ينظر التلميذ للحكيم مشيرا بإصبعه للقمر ليفهم المقصد. يتخاصم الغبيان حد السباب و الضرب، بينما يمضي الحكيم و التلميذ للدرس الموالي. »
خايف يجي نهار، يتسئل ع البشر، ياخي تكون الإجابة « تاه في طريقه إلى المستقبل ». مادام مازلنا لتوة واحلين في أوليات منطقية …
وقت اللي ما عاد عندك ما تخسر
وقت اللي ما عاد عندك ما تخسر، تفهمها اللعبة.
وقت اللي ما عاد عندك ما تخسر، تتلفت للي كان مخوفك و تشلق اللي ما عندو حتى أهمية. مناش خايف؟؟؟ التمرميد؟؟؟ ما يقتلش. الحزن؟؟؟ هاك جيت فيه، و طلع ما يقتلش. المرارة؟؟؟ مطعم كيف غيرو ع اللسان.
موش كيف اللي يحكي « ما عاد عندو ما يخسر » كيف اللي ما عاد عندو ما يخسر. فرق. فرق كبييييييييييييييييييير ياسر.
اللي يحكي « ما عاد عندو ما يخسر » يهمو أنو الناس تعرف و تاخو عليه صورة اللي هو ما عاد عندو ما يخسر، على خاطرو ياسر شجاع، ولا على خاطرو وليدها و باعثها، ولا على خاطرو ياسر خسر مسكين. اللي يحكي « ما عاد عندو ما يخسر » يلوج على انفعال من عند اللي حكالو. بينما الانسان اللي ما عاد عندو ما يخسر، ما على بالو فاقو بيه ولا ما فاقوش : ماهمش في عالمو و ماهوش في عالمهم. اللي ما عاد عندو ما يخسر حاسب الناس و آش باش يقولو عليه كجزء م الحاجات اللي تخسرو سيديجا. و كي تخسر حكاية، ماعادش تهتملها جملة. شجاع، جبان، ميبون، فحل، راس لمبوط، بعبوص لمبوط، تريليا بالفڨاع كلها كي بعضها.
وقت اللي ما عاد عندك ما تخسر، توضاح الرؤيا. كل شي براني خسرتو. ما قعدتلك كان ذاتك.
فاش قام حياتك، كان تكمل تخسرها هي زادة؟؟؟
وقت اللي بالحق، ما عاد عندك ما تخسر، فجأة تشلق : ما خسرت شي. باللي صار، و مازلت حي. و مازلت تحب تعيش. و مازلت تعرف اللي فما حكاية لازم تتعمل و لازمك انت تعملها. خسرت اللي كان ماشي في بالك يسوى و ما تصيرش عيشة بلا بيه. أما الشمس طلعت، أقوى منك و م اللي قدستلو لدرجة اللي كي مشا عليك حسيت نفسك خسرت. فجأة تشلق : انت حاجة أخرى غير اللي عندك، كأشياء مادية و معنوية.
كي تذوق انواعهم الكل، و تلقى روحك ما عاد عندك ما تخسر، موش تحب توهم غيرك اللي انت « إله المعاناة سوفرانس الدين »، فجأة تاقف قدامك حقيقة مزيانة، تلصف تقول حجرة تيمم مبلولة تحت شمس أوسو : ما بقا قدامك كان الربح.
اللي قابل يتخسر و خسرتو. و قعدت الذات، تتنفس ديراكت عريانة.
اخسر كل شي يبانلك مهم، في مخك، و اسئل روحك « تقعد حي ولا لا » موش « تحب تقعد حي ولا لا ». ما تعرفش على روحك توة آش تحب مبعد، من غير ما تتعلط و تسئل.
و ديما تفكر : اللي قابل يتخسر، ما يستاهلش تتعطالو أهمية، مهما كان حديث الناس و المجتمع. اللي قابل يتخسر موش مولود معاك و ليك. ما ليك كان نفسك، و الرحلة اللي تعديها معاها.
كي تلقى روحك ما عاد عندك ما تخسر، أفرح : وقتها يبدى الربح.
الزّبّ يا جلول الزّبّ
هو لا محالة يا حبذا، و معقول، و وطني جدا و الشي. أما موش كي اللي الحكاية من مشمولات وزارة الدفاع ؟؟؟ و موش كي اللي الدفاع يعتبر من أكثر المواقع حساسية في التسيير و الكل، لدرجة أنو ما يفدلكوش معاه رسميا ؟؟؟ و موش كي اللي قاعد يقول في حاجة استحالة تقنية أنو يعملها ؟؟؟ زعمة هو أحمق لدرجة ما فيبالوش بهذا الكل ؟؟؟ الساعة السيد بشهايدو، و قاري توارخ حسب شهادة أصحابو. معناها موش حكاية مصطك و هاذيكة نيتو. مالا شنية يخلي عاقل يعمل هكة، و هو على راس قطاع حساس كيف « التربية » ؟؟؟ هو صحيح، الحوماني متع الوطنية باش يشيخ عليه كي يسمعو و يقول « ملا راجل، ملا كرارز، والله و قالهالهم » (دايور أحد المشاكل اللي لازم تعالجهم التربية هو العقلية هاذي متع الوذايني).
مالا فاش قام يا جلول، الزب. هاوكا عندك پاج فان تنيك في الراس، و البلعة ولات بلاش، و الناس تحبك. هي اخدم خدمتك الزب. مبيت زغوان اللي تهردت عليه الپاجات و التلافز، مازال على حالو راهو، و السلطنية مازال مافيهاش مدرسة باش الصغار ما توليش « مبروك السلطاني » ولا اللي ذبحو. تو بجاه ربي، تخيل دولة محترمة، من هاك اللي تشيخ كي تطلع في الطيارة و انت ماشيلهم، تخيل وزير المالية متع بلاد فيهم يعمل تصريح : « والله المعلمين و الاساتذة يدهم في زبي، لا عاد واحد فيهم ياخو قرض ». راك وزير يا شيخ، موش لعب. شوية رزانة الزب.
(بالنسبة للي مش عاجبو الكلام المرزي في الحديث مع جلول، نجاوبو اللي احنا زبراطة في بعضنا، هاذي لوغتنا. هاني صابر عليه، لعل يجيبها برجلة و ينقرض).
بمناسبة الإستقلال
الإستقلال كفكرة و واقع سياسي يولي عندنا الحق نحلو أفامنا و نحكيو عليه نهار اللي عنا باش نحكيو بـ:
استقلال القضاء عن التنفيذ الأمني
استقلال القضاة عن السياسيين و أصحاب الأموال
استقلال الإدارة عن الإداريين
استقلال التعليم عن التجهيل
استقلال الدين عن التبرير الدنيوي
استقلال العلم عن الإدارة
استقلال الإدارة عن الأحزاب و دوائر الأموال القديمة
استقلال الإستثمار عن الخاملين المكدسين
استقلال الفرد عن المجموعة
استقلال المجموعة عن الفرد
استقلال القرار المشترك عن المخاوف المتعددة
…
هاذ لمحة عن « واقع الإستقلال » المترجم، و اللي لا علاقة بخطاب « الإستقلال » المزروع بالپروپاڨاندا كحرب أسطورية بين « داود » و « جالوت ». مساءلتهم بالواقع تعطينا رؤية سوداء عن ارتباطنا لتوة بعديد العوامل الخارجة عن نطاقنا، نظرا لعدم تحقق تقدم في الستين سنة اللي فاتو في ها « الإستقلالات ».
في الأثناء، رئيس مجيف مكبش في جيفة رئيس، و مازال ما خلطش يستقل على ولدو، و مازال ولدو ما خلطش يستقل عليه.
مقارنة هذا بـ »حلم الإستقلال » يورينا بالكاشف الثنية اللي لازم نكملوها.
ان شاء الله نخلطو نهار نبداو نحتفلو ب20 مارس. في الأثناء، آهوكم ڨوڨل و فايسبوك يحتفلولنا.
عن أهمية نقد الإستقلال
في الفيزياء، و غيرها من العلوم، حين يتكرر شيء ما و يحتفظ على وتيرة متناسقة، يتم اعتباره ظاهرة تتبع قوانين معينة، و تصير دراسة للظاهرة، بملاحظة ما يبرز منها للعيان، ثم الاستنباط و القياس و الاستنتاج و التثبت، بهدف استخراج قوانين الظاهرة و منطقها الخاص.
كل 20 مارس، تتكرر نفس المواقف من نفس المواضيع. نفس النقاشات و الحوارات و المواقف. هذا التكرر يتبع نسقا زمنيا ، مما يسمح لنا بالتعامل مع الموضوع كظاهرة على حدة، بالمعنى الفيزيائي. كل « 20 مارس » ينقسم الناس بين « ناف للإستقلال » و بين « ممجد للإستقلال »، ليمر الأمر بعدها للحديث عن « الصناع الحقيقيين » لهذا الإستقلال.
دراسة الظاهرة في الفيزياء لا تعتمد عما يبرز كخلاف في الظاهرة المذكورة، بل عن الخصائص المشتركة الثابتة أولا. دراسة هاته العوامل الثابتة و استخراجها يسمح بمقاربة أسلم للعوامل المتحولة. الإعتماد على « المتحول » كأساس للمقاربة ما يسمحش لا بفهم الظاهرة، ولا باستخراج طرائق التعامل معاها. المتحول عادة هو تعبير عن علاقات منطقية و نتيجة القوانين المتحولة.
كمثال م الفيزياء، كيف صارت مقاربة الظاهرة الكهربائية، ما تمش الإعتماد على « حدة التيار الكهربائي » كأساس للمقاربة، ولا على عدد الإلكترونات. وجود النشاط الكهربائي المتكرر إثر تحرك الشحنات الإلكترونية، سواء كانت سالبة أو موجبة، خلاها تكون ثابت أساسي في مقاربة الظاهرة الكهربائية. تلازم النشاط الكهربائي بوجود حقول مغناطيسية، مهما كان مدى ها الحقول ولا امتداد النشاط الكهربائي، كيف كيف كان قاعدة لتحليل الظاهرة الكهربائية، سمحت باستخراج معادلات ماكسويل، اللي قايم عليها لتوة كل ماهو استغلالات للكهرباء. لو تم الاعتماد على المتحول (حدة التيار، مدى الحقول …) و تجاوز الثابت، رانا مازلنا نغزرو للتريسيتي بنظرة سحرية خرافية. بينما دراسة الثابت كأساس للمقاربة سمحت باستبطان القوانين/المعادلات اللي سمحت بحساب و توقع و استغلال المتحول.
عودة ل20 مارس، هناك اتفاق ما أن حدثا مهما قد حصل، و يتم التعامل مع هذا الحدث بمنطق غنيمة الحرب و أحقية النصيب في تقسيم الغنيمة. يريد الكل استبيان حقه الأكثر من غيره، بطريقة أو بأخرى. فهذا يعتمد إلى « غياب الإسم عن كتب التاريخ الرسمي » كمعيار و دليل قيمة إضافية، و ذاك يعتمد إلى « تكرر الإسم عن كتب التاريخ الرسمي » كمعيار و دليل قيمة إضافية. الحالتان تعتمدان على خطأ تقديري قديم يربط القيمة بالتكرر في التاريخ المدون، سواء سلبا أو إيجابا. بينما، كما أشار ريكور في كتاب « تاريخ و حقيقة » فإن التاريخ المدون ليس حقيقة و لا يدعي الحقيقة بقدر ما هو مجموعة مقاربات تقدم نفسها كمقاربات ذاتية للمؤرخين حسب مناهج موضوعية، و أن تمرين التاريخ لا يحمل من الأهمية أكثر من ذلك : تبيان ستمرين التحول بين الذاتي و الموضوعي. هذا التفارق الأولي عن الحقيقة يمنع أي إمكانية استخراج قيمة من « تكرر اسم و صفة في التاريخ المدون ».
إذن فالثابت لحد الآن هو وجود قيمة ما للإستقلال كحدث. و ليس أي قيمة، بل معيار القيمة الأسمى المحدد للإنتماء للمجموعة المشتركة المسماة « وطن ». موقفك من 20 مارس دليل انتماء للوطن مقدم للجميع. أي اقتراب شبه نقدي لهذا الحدث، كحدث و مشروع سياسي و فكرة، يشعل حدة كبيرة، و تضع الفرد مباشرة في خانة الخيانة المباشرة.
الإشكال، هنا، بالنسبة لي، في واقع هاته القيمة و أصلها. بصفته حدثا، فالإستقلال يحتمل قيمة ما، و هذا واقع بينته الظاهرة. حسب رؤيتي الخاصة للأشياء، فإن القيمة ترتبط دوما بفعل وراءه اختيار و قرار، و الإعتراف بقيمة ما هو الإقرار بأحقية اختيار و فعل ما في القيمة. « الإستقلال » كحدث و فعل في الأساس « رد فعل » طبيعي أمام فعل الإستعمار. ليس للا محتل حاجة في اشتقاق مصطلح الإستقلال. أما القداسة المفردة للإستقلال، فهي مناظرة في حدتها و تمظهرها للقداسة اللتي أفردها الإستعمار لنفسه و سوقها خطابا تبريريا و مفسرا للفعل و القرار و الإختيار. الفاعل الأصلي هو المستعمر، و التعامل مع قداسة الحدث هو اذعان أمام قرار و موافقته كحدث طبيعي.
من باب رفض و دحض الإستعمار، أرى « من الواجب الفكري » دحض القيمة القدسية المفردة لتبعته، « الإستقلال ». ليس للإستعمار أن يطبع إرادته على إرادة حرة.
حدة قدسية الإستقلال، المشتركة بين الجميع، تسمح للأسف بتغطية الأسئلة اللازمة، مغلبة أسبقية الإنفعال على الفهم في التعامل مع المسائل. وهو ما لا يستقيم، و يساهم في تواصل ما لا يستقيم و تغذيته. و السؤال اللازم اللذي وقعت تغطيته هو : « هل أوفى القرار بتسيير شؤوننا بعيدا عن الإستعمار و باياته بوعوده أم لا ». على الإجابة أن تكون باردة، غير معطلة بتابوه. رفض طرح السؤال رد فعل عادي، فالتخلص من أثر تاريخي متواصل يبتغي القدرة على ملامسة « النكران »، و هو ما لم ترتق إليه بعد « الإرادة السياسية الجمعية المشتركة ».
مساءلة الإستقلال باعتباره الحجة الأخلاقية لمشروع سياسي نافذ بالفعل، هو تجاوز للإستعمار بتحييده كسلطة رمزية محددة للقيمة، سواء سلبا أم إيجابا، توجه ملكة التحكيم و التفكير.
لا عيب في أن نكون قد فشلنا، يكفي أن نذكر أن التعبير السليم هو « فشلنا إلى حد الآن« . طرح السؤال سيسمح لنا برؤية أوضح لمناطق الفشل و تمعن أسبابه لمعالجته. أما البحث عن علة سبب الفشل، فذاك ما سيترسب من عمل المؤرخين بعد جيلين أو ثلاث. فلا حقيقة هنا، فقط مقاربات للحقيقي.
عام على باردو.
عام على باردو.
تلامت الحريات. في بلاد، لا تنجم تصلي مرتاح، ولا تنجم تزبرط مرتاح، قاموا الخبراء يوجهو في التهمة للـ »حريات ». في بلاد تتحاسب على كلمة تقولها لعون تنفيذ و ما تعجبوش. في بلاد تنجم تختفي ستة نهارات ما تشوف حد و ما يشوفك حد، و من بوشوشة للجيول للحبس، تلامت الحريات.
هاكم تراو فيها الحريات، على كل لون يا كريمة، ملوحة مبعزقة في الشارع، ناصبين بيها في باب دزيرة.
على ما عبينا منها بزايد، الصيف اللي فات وصلو الخبراء يتساءلوا إذا كان زعمة نشوفو كيفاه ننقصو م الحريات، بالك نربحو شوية أمن.
ياخي تلامت حقوق الإنسان. في بلاد عادي تتلفت تلقى روحك مدڨدڨ و ضلوعك مكسرة على خاطر « الله غالب »، تلامو حقوق الإنسان. في بلاد مازال اغلب عبادها عايشين تحت الصفر الحقوقي (فقر، تهميش، غياب التكافؤ و المساواة بين الجنسين و في نفس الجنس)، الخبراء اعتبروا انو حقوق الانسان المسيبة كي الما ع البطيخ هي اللي عملت الارهاب. شبيك، رانا وصلنا يجيونا لاجئين سياسيين من أماريكيا و هولاندا و النرويج، اللي يقلك. معروفة تونس بحقوق الانسان. انت آقف في أي بلاصة في العالم، أي رونپوان، غير اسئل على « حقوق الإنسان » آتو ينعتوك على تونس طول.
أحنا هكاكة ما عناش، و زدنا نقصنا منهم ها الحقوق. هو كي تجي تشوف الحق، قوانيننا تبارك الله، مسبقة الخير على حساب عشرة.
تقول انت، فما شكون تقلق كيف تشدو حضبة عباد، لا علاقة، و قعدو ياكل فيهم ضرب في الڨرجاني، و مبعد كي ما ثبتو عليهم شي، و بعد ما تحطمو، لوحوهم؟؟؟
تقول انت، فما شكون تقلق كيفاه لتوة حتى لجنة من اللجان اللي تعملت ما خرجت تقرير ولا خدمت خدمة؟؟؟
لا يا ولدي، قيد على حقوق الإنسان، و كان ما لقيتهاش قيد ع « الحكوكيين ».
لوغة جديدة، موش من عند الخبراء المرة هاذي. من عند اللي ولاو طالبين الشماتة، كيف الرومان العطاشى لموتى في الحلبة. الخوف يعطش العينين، تولي تتروى بالدم. معروف المرض.
عام تعدى على باردو، و على ما تعلمنا الدرس، سوسة، محمد الخامس لوين خلط الضرب لبنڨردان و محاولة إقامة سلطة بديلة.
في الأثناء، مبروك السلطاني و الڨصرين.
في الأثناء، « هيا نرجعو كيما كنا أمان » ولات سياسة دولة.
و قيد ع « الحكوكيين ».
المجد للشهيد الكلب، ولا هو الكلب الشهيد. ما نعرفش كيفاه تسميوه في بلادكم.
آهوكا مع الضحايا، في الموزاييك.
السيد خالد شوكات : ترت.
السيد يخلص م المال العمومي (فلوسي و فلوسك في الأساس، و لو أنا محتحتين)، دراقداه من مليون في الشهر، زيدها منح، زيدها إيسونس و فلوس في التليفون و بونوات، جوست باش يخدم « ناطق رسمي ». معناها خدمتو الكلمة و حسابها، و كي يتحرك يعبر على « موقف » رسمي، فيه مينيموم متع المشترك.
لحد الآن، السيد هذا لا يزي موش يخدم في خدمتو، لا يزي وين يحل شواربو، يخرج كلمات تحاول تربط مع ماضي قطعنا معاه.
أيه نعم، سايي قطعنا مع بن علي.
قطعنا مع التبرويل و « اسكت برك، هاو 5000 خدمة ».
قطعنا مع منطق « برة برك، خوك الكبير و يعرف آش يعمل ». الحاكم ماهوش خونا الكبير، و الحاكم بالبروفة ما يعرفش آش يعمل. و الدليل شوكات ناطق رسمي.
قطعنا مع المسمار المصدد، متع « انا نقول و انت اضرب راسك ع الحيط ».
قطعنا مع منطق « انا أو الفراغ » و « انا أو الإرهاب ». الفراغ و جانا و عبيناه. الإرهاب و جربناه، و تبارك الله هاكم تراو، الدعشوش نكردوه بالحجر، المواطنين قبل الأعوان.
قطعنا مرة و إلى الأبد مع التحثويل كتمشي رسمي مشترك. حتى لو كان السياسيين و الفراشط مازال ما فيبالهمش، تو يولي فيبالهم.
قطعنا و تعدينا لزمان آخر، مازلنا نستحملو فيه بهامة الڨدم و تكركيرهم من باب الرفق بالحيوان. أما موش الكل مستعدين نستحملوهم.
حاجة كيف خالد شوكات ما عادش عندها محل م الإعراب في المشترك، ع الأقل حاليا. من حقو يتوحش بن علي كيما يحب، أما في مقال يهبطو في الشروق في « بريد القراء »، ولا في رسالة لـ »أخي عاطف » في الإعلان، موش كيف يبدا ناطق رسمي. مش بفلوسنا.
استقالة، إقالة، كونجي ماتيرنيتي، طرد تعسفي، فرز أمني، يتصرفو، أما السيد هذا وصل لدرجة اللي خلا الواحد يتوحش عدنان منصر و يتحسر ع البكوش كي كان ناطق رسمي.
أصدقائي الشانعين، صديقاتي الشانعات، فرد كلمة : ترت شوكات.
في انتظار البرابرة
في انتظار البرابرة [ترجمة، كونستانتين كاڢافي]
« و ما ننتظر، متجمهرين في الساحة؟؟
يقال أن البرابرة يحلون اليوم
لم هذا السبات في مجلس الحكماء ؟
لم يظل الحكماء خاملين، دون أن يشرّعوا؟؟؟
لأن البرابرة يحلون اليوم
ما هم أمر القوانين الآن، إذن؟؟؟
سيسنها، و غيرها، البرابرة قريبا.
لم استيقظ امبراطورنا باكرا؟
لم يستقيم أمام أكبر بيبان المدينة
بهي الطلعة، مستويا على عرشه، مرتصعا التاج؟؟؟
لأن البرابرة يحلون اليوم
و إمبراطورنا الموقر ينتظر استقبال
السيد منهم، و يعتزم له مخطوطة
من ورق نفيس، عليها الألقاب و الأنساب و مداعي الفخر و العزة
مزخرة
و قنصلانا، لم قنصلانا و المرابون قد
خرجوا، مزدانين بالعباءات المطرزة حمرة؟؟؟
لم هاته الأساور المشرئبة بالجمشت
هاته الخواتم اللتي يتألق عبرها الزمرد المصقول؟؟؟
لأن البرابرة يحلون اليوم
و هاته الأشياء تبهر البرابرة
لم لا يأتي خطباؤنا المهرة على
عادتهم ككل يوم و يلقوا الخطب و الكلمات الرنانة؟؟؟
لأن البرابرة يحلون اليوم
و البرابرة يسأمون الفصاحة و الخطابة.
لم هذا الإضطراب، هاته
الحيرة المفاجئة؟؟ كأن وجوها، يومئذ … !
لم اقفرت الساحات و الأزقة بلمح الوميض؟؟؟
لم عاد كل إلى بيته، مسود الوجه حزينا؟
لأن الليل قد حل و لم يأت البرابرة
بل بعض القادمين من الحدود
يقولون ألا برابرة …
و ما سيحل بنا دون البرابرة؟
لقد كانوا حلاّ ما … »
فليكن تمثالا
احتدمت الأصوات منذ أيام، عن يمين و عن شمال، مرة أخرى. الحقيقة، تونس صارت الآن أشبه بعكاظ للصراخ، يتنافس الجميع فيها مدللين كل عما يعتبره المصيبة/المعركة.
كشخص يمر حينا و يصرخ حينا [تونسي بحكم وقع الحياة]، يحدث أن أتوقف حين مصرخة، و إن انتفى مسبب حقيقي لها. يحدث أن تداعب مصرخة ممرا بين الأذن و الدماغ.
سار الخبر، المنفي بعدها، بأن التمثال سيعود لمكانه. و انقسم صارخون بين محتفل و مستنكر يتقاسمان نفس شدة الإنفعال.
داعبت المسألة أذني، فهاته المرة، كنت لأوافق الرئاسة أو الحكومة أو حتى نور شيبة، في ذلك. بل و أرحب ملوحا بكلتي قبضتي و مهللا لدرجة الإستبشار خيرا.
فليكن تمثالا. هذا الزومبي اللذي اقترن اسمه السنوات الفارطة بأفواه تنطق الجيف كلمات. أو هي الكلمات تصدر عنها مجيفة، لا أدري. فليكن تمثالا كابن خلدون.
من لم يسمع بابن خلدون؟؟؟
من لا يذكر، بسخرية أو ابتسامة، كتاب ابن خلدون؟؟؟
من لا يعرف أنه كتب « المقدمة »؟؟؟
ابن خلدون التمثال، السامح لكنيسة الإفخارستيين شمالا و « ساحة الإستقلال » [سفارة فرنسا. ليست مزحة] يمينا، الصورة المثال لأي كائن حي زار تونس أو مر بها. ابن خلدون الناظر عبر الشارع الحبيب إلى البحر مصب الفضلات في آخره.
من يعرف ابن خلدون؟
من يهتم لابن خلدون؟
ما حال « الوعي النقدي » المصقول في المقدمة؟؟؟
ذاك التمثال واقعا كاريكاتور ابن خلدون الحي. أكبر إهانة قد يتخيلها المتمحص في سيرة و حياة و أعمال عبد الرحمان. ذاك اللذي ذاق الخيانة في سبيل البحث عن « القرار السليم » و تخليد اسمه بذلك، ذاك المستنكف للإختلاط بعديمي الفكر و الذوق، يستحيل مجرد عنوان فارغ لمجموعة من الهساترة الباحثين عن فخر أجوف.
أي انتقام رمزي أعظم و أسلم؟؟؟
فليكن تمثالا، ذاك « الحبيب » القديم. و لننته من هذا العقم السجالي مرة و إلى الأبد. و فلتكن نهاية السجال هاته المرة لصالح أبناء من قرطجوا البلاد دون أن يكون لهم حق المواطنة. فقط للتغيير، مرة.
يعتبر العديد « الحبيب » عنوانا لهم. و يعتبره العديد ممن حرموا إمكانية أن يكونوا، أحد عناوين آلامهم المستمرة. لكل من الطرفين الحق الموضوعي في عواطفه. فقط طال تغلب أحد الطرفين على الآخر. يعلم الجميع أن بعضا من التوازن جيد بعض الأحيان.
ما التاريخ سوى غذاء للذاكرة، كي تظل بين الأجيال حية متواصلة.
فليكن تمثالا إذن، و إن كان الأمر يقتضي المليارات، فليكن. قد سارت البلاد على سكة تمر عبر محطة آتية لا صنم فيها. لا خوف.
فليكن تمثالا في الأثناء، هناك في آخر شارعه، تمر عبر مفترق ما تحت حصانه إلى نهج تركيا، أو شارع محمد الخامس، أو شارع جون جوراس. له أن يمضي الوقت باحثا عما يجمع بينه و بين هؤلاء الثلاث.
فليكن تمثالا، هناك. مادام الحاكمون (و معارضوه من ثوري تاريخي إلى متسلق انتهازي) لم يفهموا بعد أننا لم نكره البناية الرمادية بسبب « منڨالة 7 نوفمبر »، بل كرهنا « منڨالة 7 نوفمبر » بسبب البناية الرمادية.
فليكن تمثالا هناك، جنب البناية الرمادية، و ليقتسم معها ما تيسر من السباب و البصاق كلما مر أحد الناقمين.
و هم كثر.
صدقوني، هم كثر.
هكذا تصير الصورة في شارعه أوضح : ابن خلدون بين الصليب و الفرنجة كوشمة عار أزلية تذكره بما فعل بمفاتيح دمشق، و الحبيب حذو البناية الرمادية، كي يرى مدى نجاحه في …
Vous avez laissé quelque chose de solide, Mr Bourguiba. Vos « enfants » veulent vous asseoir dessus. Aux zones intérieures de vous fournir en huiles, comme d’habitude. Adorez la puanteur. Sans rancune, nous sentons la même odeur. Et ce depuis longtemps, monsieur.